رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّار ِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ ( خروج 12: 8 ) من ضمن الوصايا التي أوصاها الرب لموسى وهارون في أرض مصر، للأكل من خروف الفصح المذبوح، أن لا يأكلوا منه نيئًا أو طبيخًا مطبوخًا بالماء بل مشويًا بالنار. رأسه مع أكارعه وجوفه. ويُشار باللحم النيئ إلى الموت الطبيعي، واللحم المطبوخ بالماء إلى الموت مُقترنًا بآلام مُخففة بالنظر إلى ما كان عليه الشخص في سيرته من مطابقة لكلمة الله وقيادة روحه اللذين يُرمز إليهما بالماء ( أف 5: 26 يو 4: 32 ، 39)، وهذا ما يحدث مع مَنْ يموت شهيدًا. لكن مع أن المسيح - له كل المجد - عاش بكل كلمة تخرج من فم الله، وبقوة وقيادة روحه القدوس ( لا 4: 1 -34؛ لو4: 1)، وكان طبقًا لهما، كاملاً كل الكمال. لكن رغم ذلك كان على الصليب، في مطابقة للرمز «مشويًا بالنار»، فلم يُخفف عنه شدة حرقها له أي عامل وسيط. كما أُشير إليه أيضًا بذبيحة الخطية التي كانت تُحرَق بلا شفقة خارج المحلة حتى تصيِّرها النيران رمادًا ( مت 27: 34 -12). هذا إلى جانب الحقيقة الواردة في الأناجيل وهي أنه رفض شرب الخل الممزوج بالمرار الذي قُدِّم إليه (مت27: 34)، لكي لا يُخدِّر حواسه الإنسانية ويخفف من شعوره بالألم. ومن ثم احتمل الصليب واعيًا، وشرب كأس دينونة الخطية والخطايا بكل مرارتها حتى الثمالة، حتى صرخ من شدة الألم بسبب نيران الغضب الإلهي: «إلهي إلهي لماذا تركتني؟». لقد شُوي فعلاً من الداخل والخارج، رأسه مع أكارعه وجوفه، بنيران لا يُدركها العقل ولا تراها العين. |
|