رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة كله مشتهيات الرأس الكريم من مثل الرب يسوع المسيح عندما عاش على الأرض إنساناً كاملاً؟! صديقي: سنبدأ، في سلسلتنا هذه، في التأمل في بعض أوصاف المسيح الجميلة، من الرأس حتى القدمين. وبداية نقول إنه لم يظهر في كل تاريخ البشرية إنسان فريد وعجيب مثله. ومهم جداً أن نلفت النظر للمسيح الذي فاق الكل في كل شيء فهو «أبرع جمالاً من بني البشر» (مزمور45: 2). فهيا صديقي ننظر إليه ونتأمله.. وإن لم تكن بالفعل قد فعلت ذلك من قبل، أو إن كنت قد نظرت لواحد سواه، أو لأحد إلى جواره؛ صلّي معي ليكلِّمنا الرب بنفسه عن الأمور المختصة به. ولنبدأ الآن التأمل في الرأس الكريم بتجسد المسيح، حمل لنا في رأسه أفكار الله الأزلية. وأعلنها لنا من جهة فداء الإنسان وبركته بكل ما في السماء. وفي حياته نرى مشاهد عديدة للرأس الكريم: الرأس المُتعَب: في عالم أرسته وأسسته يداه لم يملك أي بيت، ولم يجد راحته. ذاك الذي هيّأ للثعالب ولطيور السماء وسائل الراحة الطبيعية، كان «ليس له أين يسند رأسه» (لوقا9: 58). الرأس المقتدِر: في العهد القديم يُكتب عن النذير (الشخص الذي خصص حياته للرب) «انتذار إلهه على رأسه» (عدد6: 7)، ومن مثل المسيح، كالإنسان، كان نذيراً حقيقياً؛ إذ لم تكن لمسرات العالم مكان في قلبه. بل حتى الحقوق المشروعة للإنسان - الأكل والشرب والمبيت - لم يطلبها بل كان عنوان حياته في طاعة وخضوع كاملين «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا4: 24). الرأس الُمكَّرم: عاش غريباً على الأرض مرفوضاً من الناس، وفي الوقت الذي تدور فيه المشاورات وترسم الخطط بين رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب للقبض على يسوع وقتله، وفي الوقت الذي باعه يهوذا بالرخيص، وُجدت امرأة أراحته وكّرمته فسكبت على رأسه الكريم الطيب الغالي الثمن (متى26: 7). الرأس الُمكلَّل والمضروب: كم احتملت ربَّنا المعبود! في مشهد عجيب، وسط الجنود القساة، كان المسيح موضوع السخرية والهزء والاحتقار، ومن نتاج الأرض الملعونة أتى العسكر بالشوك وضفروه إكليلا وغرزوه في جبين الرب، وبالقصبة ضربوه على رأسه (متى27: 29 ،30). الرأس المكتوب فوقها عِلّة المصلوب: كانت توُضَع لافتة فوق رأس المصلوب تبين جريمته، وإذ سبق بيلاطس وأقر بأنه لم يجد في المسيح علة للموت، فلم يجد ما يكتبه إلا «يسوع ملك اليهود» (متى27: 37). الرأس المنكَّس: وقد وصل الرب إلى قمة آلام الصليب وبعد أن أكمل العمل وأحتمل كل دينونتنا نكس رأسه الكريم ليرفع رؤوسنا التي أحنتها ونكستها الخطية (يوحنا19: 30). الرأس المتوَّج: في يوم آتٍ قريباً سيظهر المسيح كملك الملوك، وذلك الرأس المُتعَب المُهان، الذي كُلِّل بالشوك وضُرب بالقصبة، سيكون عليه تيجان كثيرة لكونه صاحب الحقوق الكثيرة التي سيملك بموجبها (رؤيا19: 12). معين بشير |
01 - 09 - 2012, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
عينان معبّرتان نتابع تأملنا في تفرُّد ربنا يسوع عن كل البشر في صفاته التي تعلن لنا كماله المطلق. في الوقت الذي قيل فيه عن كل الناس: «ليس خوف الله قدام عيونهم» (رومية3:18)، وأيضاً «لهم عيون مملوءة فسقاً» (2بطرس2:14)؛ دعنا نتأمل الآن في المسيح الذي له عينان معبّرتان. لنظرات العيون لغة أوضح من لغة الشفتين، نقرأ فيها تعبيرات عما في القلب. فتعالَ صديقي نقف أمام عيني الرب الذين فيهما نرى: عينا البار: هناك شخصيات لامعة يذكرها الكتاب المقدس، لكنها بسبب عينيها سقطت في العالم وشهوته فمثلاً: سقطت وحواء في تعظم المعيشة (تكونان كالله) عندما رأت ثمر الشجرة أنها بهجة للعيون وشهية للنظر (تكوين3). وسقط سليمان الحكيم في شهوة العيون عندما اشتهت عيناه ولم يمنع شيئاً عنهما (جامعة2). وسقط شمشون النذير في شهوة الجسد عندما سار وراء نظرات عينيه حتى قلعهما الأعداء (قضاة14-16). ولكن يظل المسيح متفرِّداً، ففي حياته كان أمام عينيه غرض وهدف نزل من السماء لأجله؛ وهو موته على الصليب. ورغم ما رآه من مباهج ومغريات في عرض إبليس، عندما أراه كل ممالك العالم ومجدها في التجربة (متى4)، ورغم كل آلام ومقاومات من الشيطان عندما حاول إرهابه في حياته بموت الصليب؛ لم تتحول عيناه عن قصده. عيناه على الأبرار: فالمسيح له: عينان تحفظان: نحن لسنا فقط معروفين بأسمائنا عند الرب، بل حتى أعضائنا يراها بعينه ويسجلها في سفره «رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصورت» (مز139 :16). عينان ترشدان: فالرب يعلِّمنا ويرشدنا وينصحنا بعينه التي هي علينا «أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك» (مزمور32 :8). عينان تتعاطفان: عندما يرانا نبكي وقبل أن يجفف دموعنا، يتحنن وتدمع عيناه ويشاركنا البكاء «لما رآها يسوع تبكي... بكى يسوع» (يوحنا11 :33-35). عيناه كلهيب نار: إن عيني الرب أطهر من أن تنظرا الشر (حبقوق1 :13). فيا من لا تزال في خطاياك.. أنت تفعل الشر في عيني الرب. ويا من تعيش في النجاسة في الخفاء.. لا تنسَ أن هناك عينين تراقبانك (أمثال15:3). ويا من تسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك (جامعة11 :9)، هناك عينان تريان كل خطواتك (أيوب34 :21). ومع هذا فابشر.... الرب يسوع ما زال يحبك، وهو مستعد لستر كل خطاياك إن أنت أتيت له الآن تائباً وطالباً الغفران. وإلا فاعلم أنك قريباً ستراه كالديان وعينيه كلهيب نار (رؤيا 1 :14؛ 2 :18؛ 19 :12). ويا له من مشهد مرعب! فيه سيكشف المسيح كل شيء، ويصُفّ خطاياك أمام عينيك، ثم يحرق كل ما لا يتوافق مع قداسته حيث تطرح في النار الأبدية. |
||||
01 - 09 - 2012, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
فم الرب مرة أخرى، صديقي العزيز، نحاول معرفة شيئاً جديداً عن ربنا يسوع. ذاك الذي قال عن نفسه «ليس أحد يعرف الابن إلا الآب» (متى11: 27). وسنتأمل هذه المرة في فم الرب للفم علاقة وثيقة بالقلب. فمن كلمات الفم يظهر صلاح أو شر القلب «من فضلة القلب يتكلم الفم» (متى 12: 34). ومن كلمات ربنا يسوع نعرف شيئاً عن ما في قلبه من صلاح ومحبة ورحمة وشفقة للآخرين. عكس كل الجنس البشري، والتي تحمل كلماتهم رائحة مصدرها، والمكتوب عنهم «حنجرتهم قبر مفتوح ... فمهم مملوء لعنة ومرارة» (رومية3: 13 ،14). 1- أحلى كلام أي إنسان مثله استطاع أن يخاطب الله الآب بالقول «أنا مجّدتك على الأرض» (يوحنا17: 4). أليس مكتوباً عن جميع الناس «لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله» (رومية1: 21)؟ وأي إنسان مثله ينادى للمتعبين ليريحهم (متى 11: 28)، وللعطاش ليرويهم (يوحنا 7: 37)، وللجياع ليشبعهم (يوحنا 6: 35) وللمأسورين ليطلقهم أحراراً (لوقا 4: 18). كم من مرضى شفاهم بكلمة، وأموات أقامهم بنداء. 2- كلام وآلام لم تكن كلمات المسيح شعارات يرددها كباقي الناس. ولم تحمل لنا فقط مشاعر وحنان قلبه. لكن ما يعظِّم كلماته وأقواله التي نطق بها، تلك الآلام التي كانت تحملها في طياتها ولم يشعر بها أحد سواه، فعندما كان يغفر خطايا كثيرين ويشفي المرضى ويقيم الموتى ويبشر المساكين، وعندما كان يرفع عن الإنسان كل نتائج الخطية.. أين ذهبت هذه الخطايا والتي سببت هذه النتائج المريرة؟ لقد كان يعلم - له المجد - أن الخطايا ونتائجها ودينونتها تنتظره عند الصليب. هذا الأمر نراه بعدما سقط داود في خطية الزنا والقتل وأرسل الرب له ناثان النبي ليقوده للاعتراف بالقول «أخطأت إلى الرب. فقال ناثان لداود والرب أيضاً نقل عنك خطيتك. لا تموت» (2صموئيل 12: 13). تأمل صديقي في كلمة «نَقَلَ». إلى أين انتقلت خطية داود؟ قِس على هذا كل خطايا المؤمنين على مر العصور، وتأمل حجم الآلام التي احتملها المسيح على الصليب والتي نراها في قول الكتاب «والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إشعياء 53: 6). 3- كلام وقضاء إن ذات الفم الذي تكلم بالنعمة - وما زال حتى الآن - والذي كان صامتاً أمام ظلم الناس؛ سيتكلم في يوم غضبه، وستخرج منه نار تأكل وتحرق الرافضين (2صموئيل 22: 9) وسيخرج منه قضيب وسيف ماضٍ ليضرب به الأرض والأشرار (رؤيا 1: 16). صديقي: لقد شهد الأعداء للمسيح «لم يتكم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يوحنا7: 46)، وما زالت شهادة الله الآب تعلن «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له إسمعوا» (متى 17: 5)، وما زال الرب يسوع المرفوض من الكثيرين يعلن هذا «هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي، وفتح الباب، أدخل إليه، وأتعشى معه وهو معي» (رؤيا3: 20)؛ فهل تسمع لصوته وهو يناديك “تعال إلىَّ لتنال الحياة الأبدية”؟ لا تُقسِّ قلبك لئلا يمضي الوقت وتفاجأ بذات الصوت يقول لك: “إذهب عني إلى النار الأبدية”. |
||||
01 - 09 - 2012, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
الوجه الكريم كل من يتطلَّع إلى الرب يسوع يجد فيه كل ما هو محبَّب للنفس أن تشتهيه، وللعين أن تنظره، وللفكر أن ينشغل به، وللقلب أن يمتلئ منه. وكما يوجد بالحدائق مجموعة أشجار بأزهارها الجميلة ورائحتها العطرية يزيدانها جمالاً؛ هكذا خدا الرب المشبهان بخميلة الطيب (نشيد5: 13) عنواناً لجمال داخلي لا يعرفه إلا الآب. لذا سنتأمل الآن في هذا الوجه الذي لم تستطع الملائكة أن تنظره - قبل التجسد - بل كانت أمامه تغطي وجوهها بجناحيها (إشعياء6: 2)، والذي أمامه تزلزلت الجبال وارتعدت الأرض والسماء (قضاة5: 5، مزمور68: 8)، والذي أضاء كالشمس على جبل التجلى (متى17: 2)، وفي يومٍ آتٍ قريباً ستهرب السماء والأرض منه (رؤيا20: 11). كيف تنازل - له المجد - واتّضع إلى الحد الذي فيه نرى وجهه في الصور الآتية: دموع ودماء عليه: كان المسيح المتَّضِع، أمام الناس «لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه» (إشعياء53: 2)، إذ لم يرَ الناس فيه جمالاً غير عادي يفوق الآخرين، فقالوا عنه - وما زالوا يقولون - إنه واحد من الأنبياء (متى16: 14). هذا الوجه الكريم، والذي تبلَّل مرة واحدة بالطيب (متى26: 7) قد بلّلته كثيراً دموع العطف والحنان والشفقة على الأحباء: بكي عند موت لعازر (يوحنا11: 35)، وعلى الأعداء بكي عندما نظر إلى أورشليم ورأى ما سيأتي عليها من خراب ودمار (لوقا19: 41)، بل إجمالاً كانت كل أيام خدمته هو «الذاهب ذهاباً بالبكاء» (مزمور126: 6). بل أيضاً تبلل خداه بالدماء التي سالت مِن رأسه المكلّل بالشوك. العار يلحق به: نأتي لبعض الصور القاسية من الإهانة والعار، ونحن نرى اللطم واللكم والبصق والضرب على الوجه الجميل! إهانات لا يتحملها إنسان. لقد استاء أيوب في يومه وتأذى من اللطم على الفك والبصق في الوجه (أيوب 16: 10؛ 17: 6). لكن ماذا عن القدوس وهو يسلِّم نفسه لأيدي الناس؟ ألم يَقُل «بذلتُ ظهري للضاربين وخديَّ للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق» (إشعياء50: 6). أيّ إنسان، لو تعرض لهذه الإهانة نراه بسرعة وبتلقائية يستُر وجهه بيديه، لكن الرب يسوع كان هدفاً لسخرية واستهزاء الجنود والعبيد والسكارى، ولم يستر وجهه!! حدث هذا كثيراً في محاكمته فنقرأ: فى المحاكمة أمام رئيس الكهنة، وعندما سُئل عن تلاميذه وتعاليمه أجاب الرب «اسأل الذين قد سمعوا» ماذا حدث...«لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام كان واقفاً» (يوحنا18: 22) ثم بعدها «حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه، وآخرون لطموه قائلين تنبأ لنا أيها المسيح مَن ضربك» (متى26: 67، 68). بعد المحاكمة أمام بيلاطس، وفي مشهد لا يُحتمل، جمعوا على الرب يسوع كل الكتيبة، فعرّوه ووضعوا على رأسه إكليل الشوك وسجدوا أمامه مستهزئين، ثم «بصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه» (متى27: 30). ويقال إن الضرب بالقصبة كان على خده تتميماً لنبوة النبى (ميخا5: 1). أمام هذه المشاعر تغطّى وجهه الكريم بالخجل (مزمور69: 7). ألا ترى صديقى القارئ كل العجب! شخص بار يُهان بهذه الصورة فيحتَمِل! ومع أنه قوي، وقدير وبإمكانه إبادة كل أعدائه بكلمة، لكنه يصبر ويتذلل ولم يفتح فاه! ياللعجب!! قبلة غاشة على خديه: صورة أخرى، أشد قسوة، وقعت على خدَيَّ الرب. هذه المرة لم تكن بلطمة أو بلكمة، بل بقبلة! ويا ليتها كانت من مُحِب لتشجيع الرب في يوم معاناته، بل من صديق خائن! ولو أردنا أن ندرك عمق الجرح والألم نقرأ قول الرب فى مزمور55: 21،31 «لأنه ليس عدو يعيّرني فأحتمل، ليس مبغضي تعظم عليَّ فأختبئ منه، بل أنت إنسان عديلي (نظير نفسي) إلفي وصديقي، الذي معه كانت تحلو لنا العشرة». حقاً إن أعمق الجروح تأتي لا من إهانات الأعداء - لأنها متوقَّعة - بل من خيانة القريبين والأصدقاء. موقفك منه: صديقي تأمل معي: الأعداء يلطمون ويبصقون ويلكمون.. ويهوذا يقبِّله ولكنه يخون ويبيع ويحمل فى جيبه ثمن الخيانة.. لكن لا تتعجل في الحكم على الآخرين. أخاف أن تدَّعي أنك تَقْبَله وتدّعي معرفتك به، ومحبتك له، بصورة أو بأخرى، وفي ذات الوقت يوجد في جيبك أو في بيتك أو في قلبك ما يثبت أنك خائن للمسيح وبعته بالرخيص، وهو الغالي، وينطبق عليك القول «هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً» (مرقس7: 6). وأخاف أن تكون واحد من الكثيرين الذين ما زالوا يلطمون المسيح بلطمات قاسية. فهناك من يلطمونه بإنكار لاهوته أو بنويته أو ناسوته، وهناك من يلطمونه بإنكار موته وقيامته، وهناك من يلطمونه بإنكار حقه في تأسيس ملكوته على الأرض التي أُهين عليها، وهناك من يلطمونه بإنكار وحي وصدق الكتاب المقدس فيضيفون عليه أو يحذفون منه. وللأسف أن تأتي اللطمة الكبرى - وكأنها بقضيب على خده - مِمَنْ يُدعى اسم المسيح عليهم! صديقي: هذا الوجه المُهان، والذي رآه الناس أخِر مرة على الصليب «كان مُفسَداً أكثر من الرجل» (إشعياء25: 41)، سيأتي اليوم قريباً، الذى فيه تراه كل عين، ومنه ستهرب السماء والأرض في يوم غضبه.. فاهرب إليه الآن، وإلا فَمِنْ وجهه أين تهرب؟! |
||||
01 - 09 - 2012, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
يــد الــرب نواصل- صديقي القاريء- تأملنا في صفات أعظم إنسان عاش علي الأرض، بشهادة الله (متى3: 17)، والناس (يوحنا7: 46)، بل وحتي الشياطين- التي لها جولات وصولات مع الأنسان- تشهد عن قداسة المسيح (لوقا4: 34). والرب يسوع نفسه يشهد- وشهادته حق- أنه أعظم من الأنبياء ممثَّلين في سليمان (متى12: 41، 42). ودعنا في هذا العدد نتأمل في يد الرب. يده القوية: تظهر قوة وقدرة يده في ما عملته، بل وأبدعته. لقد عمل كل شيء حسناً؛ بدءاً من السماوات التي عملها بأصابع يديه (مزمور8: 3)، ثم الفَلَك الغير محدود بنجومه وكواكبه التي لا تُعَد والتي تخبرنا بعمل يديه (مزمور19: 1). بل لهاتين اليدين قدرة غير محدودة ضامنة وحافظة لهذا الكون (إشعياء40: 26). يده الحانية: مع بداية خدمة الرب الجهارية، ومن أول لمسة ليديه الحانيتين يلمس بهما إنسان أبرص - لم يكم لأحد أن يلمسه - لمسته يد الرب ليزيل من قلبه الشك في إرادة الرب في تطهيره، وليشعره بلمسة حنان حُرم منها لسنين طويلة (مرقس1: 41). وكل لمسات الرب للإنسان تقترن دائماً بالحنان. نقرأ هذا في معجزة إقامة ابن أرملة نايين «فلما رآها الرب تحنن... ثم تقدم ولمس النعش... فجلس الميت... فدفعه إلى أمه» (لوقا7: 13-15). وفي نهاية خدمة الرب نقرأ عن أعميين يصرخان طالبين الشفاء «فتحنن يسوع ولمس أعينهما فللوقت أبصرت أعينهما» (متى24: 20). ويا لها من صور نرى فيها كل البشرية؛ فالكل عميان، والكل أموات بالذنوب والخطايا. صديقي أنا وأنت من البشرية التي شوّهتها الخطية، وعلاجها في يد المسيح الحانية. وقد تسأل لماذا يد المسيح فقط فيها الشفاء من كل داء؟ أقول؛ لأنها: يده المثقوبة: تأمل هذه اليد التي امتدت لشفاء السقماء وإشباع الجياع. تمتد عليها يد الإنسان لتوثقها بالحبال، وتثقبها بالمسامير بكل وحشية. هل هذا جزاء الإحسان والمحبة والخير؟ نقول: هذا هو الإنسان. وقد تسأل عزيزي القارئ: إن كان لهاتين اليدين المثقوبتين من القوة والقدرة ما لا يُحَد، فأين قوتهما عند الصليب؟ لماذا لم يُبِد الأعداء ويقضي عليهم وينجو من وحشيتهم؟ نقول إن المسيح هنا بإرادته جاء للصليب ليعمل عملاً عظيماً، ليس كعمل الخليقة الأولى التي كوَّنتها يداه؛ بل خليقة جديدة أسمى وأعظم، مؤسَّسة على الدماء التي سالت من يديه. يده الحافظة: لكل من احتمى في الدم المسفوك حِفظ وحماية إلهية أبدية. فالمؤمن أصبح واحداً من خراف المسيح ومكانه أصبح في يد المسيح «وأنا أعطيها (أي الخراف) حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي» (يوحنا10: 28). وسؤالي هنا لمن يتشكك في ضمان المؤمن الأبدي ولمن ينادون بإمكانية هلاك المؤمن. مَنْ مِنَ الناس، أو الشياطين، له القوة والقدرة أن يفتح يد المسيح ويخطف أحد خرافه من يده لإهلاكه؟ وهل مَنْ وضعني في يده وأعطاني الوعد «لن تهلك» قد انخدع فيَّ عندما قَبِلني، فعندما أسقط في الخطية يعود ويكذب في وعده ويندم على ما أعطاني؟؟ (اقرأ عدد23: 19). فإن حدث وهلك أحد المؤمنين - مهما كانت الأسباب - فاللوم يقع على المسيح الذي لم يستطيع حفظ وضمان مَن هُم في يده، وحاشا وألف حاشا له. صديقي المؤمن الحقيقي بالرب يسوع: إن كان العدو، أو من يعملون لحسابه، قد أدخل إلى قلبك الشك والريب بسبب تعاليم كاذبة؛ فثق في يد الرب الضامنة لوصولك المجد، بل ثق أنك أنت الآن جالس في السماء (أفسس2: 6). يده القاضية: قال الرب مرة «مَدَدتُ يدي وليس مَنْ يُبالي» (أمثال1: 24)، وأيضاً «بَسطتُ يديَّ طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره» (إشعياء65: 2). إن هاتين اليدين الممدودتين والمبسوطتين لبركة كل إنسان، سيأتي يوم قريب فيه تمتدان على كل الرافضين وغير المبالين والمؤجِّلين بالقضاء والدينونة ويا ويلهم يومئذ. أذكر لك لمحة قضاء على ملك عظيم، اسمه بيلشاصر، رأى في يومه، ليس كل اليد، بل أصابع اليد وهي تكتب على الحائط عن نهاية مملكته. فماذا حدث للملك؟ «تغيّرت هيئة الملك... انحلت خرز حقويه... صرخ بشدة... فزع جداً» (اقرأ دانيآل5) تعال الآن احتمِ في اليد المثقوبة والممدودة لك لتنقذك وتخلِّصك، قبل أن تمتد عليك ذات اليد للقضاء للقضاء، ويومها لا منقذ ولا مخلِّص منها. اقرأ قول الرب «أنا أُميت وأُحيي، سَحَقْتَ وإني أَشفي، وليس مِن يديَّ مُخلِّص» (تثنية32: 39) وأيضاً «أنا الرب وليس غيري مخلِّص (الآن)... أنا هو ولا منقذ من يدي (في يوم القضاء)» (إشعياء43: 11-13). |
||||
01 - 09 - 2012, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
رموز العناية الإلهية عجيب أمر النعامة في مواجهتها للأعداء، فعندما يصوِّب الصياد بندقيته نحوها، فإنها تركض في أي اتجاه وبدون هدف محدد، ثم تقف لتدفن رأسها في الرمال، فلا ترى شيئًا غير الظلام، وكأنها تقول لنفسها: “الآن زال الخطر، فليست هناك بندقية، ولا يوجد صياد. أنا في أمان تام”، ولا تدري المسكينة أنها صارت صيدًا سهلاً وفريسة للأعداء. أما النسر، ذلك الطائر السماوي العملاق، عندما يلمح بندقية الصياد، فإنه في لمح البصر يستدير باحثًا عن الشمس ليطير نحوها، وبذلك يصعب اصطياده. هكذا يتصرف الحكيم الذي ارتبط بالمسيح «كما هو السماوي هكذا السماويون أيضًا» (1كورنثوس15: 48)، «الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدَّربة» (عبرانيين5: 41). فالمؤمن عندما يواجهه الخطر، يتجه بسرعة للرب طالبًا منه النجدة، كبطرس عندما ابتدأ يغرق صرخ «يا رب نجني.. ففي الحال مَدّ يسوع يده وأمسك به» (متى14: 30،31). فالمسيح هو نورنا وشمسنا (ملاخي4: 2). وكل من احتمى به، له قول رب الجنود: «مَنْ يمسكم يَمَسُّ حدقة عينه (أي عين الشخص الذي يحاول أن يمَسَكم وبالطبع ليست حدقة عين الرب)» (زكريا2: 8). وللعناية الإلهية رموز جميلة في الكلمة الإلهية فالرب: كأب يترأف: «كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه» (مزمور103: 13). كأُم تُعزّي: «كإنسان تعزّيه أمه هكذا أعزّيكم أنا» (إشعياء66: 13). كراعٍ يرعى: «كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات» (إشعياء40: 11). كدجاجة تجمع: ختم الرب يسوع حديثه للجموع بالقول: «يا أورشليم يا أورشليم... كم مرة أردتُ أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا» (متى23: 37). كنسر يعطف: «كما يحرِّك النسر عشه، وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده اقتاده» (تثنية32: 11). كعريس يفرح: «وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك» (إشعياء62: 5). لقد اتسع وقت المسيح الثمين أن يذهب إلى عرس قانا الجليل ليضمن لهم فرحًا أبديًا. كمرضعة تربي: كتب الرسول بولس للتسالونيكيين يقول: «كنا مترفقين في وسطكم كما تُربّي المُرضعة أولادها... كُنا حانين إليكم.. لأنكم صرتم محبوبين إلينا» (1تسالونيكي2: 7،8). فإذا كانت هذه مشاعر وعواطف الرسول نحو الإخوة، فكم تكون مشاعر ربنا؛ إنه «حناَّن ورحيم» (مزمور116: 5) بل و«محب ألزق من الأخ» (أمثال18: 24). لذلك كان يتجه النسر إلى الشمس ليحتمي «لأنه باطلاً تُنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح» (أمثال1: 17). أما النعامة وإن كنا نلتمس لها العذر «لأن الله قد أنساها الحكمة ولم يقسم لها فهمًا» (أيوب39: 17)؛ فما عذر الإنسان الذي يرى الشر فلا يهرب، ويكاد يغرق ولا يصرخ. إن «الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقبون» (أمثال 22: 3). أأما الذين «نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل» (مزمور34: 5)؛ فهؤلاء فقط يمكنهم أن يُنشدوا: فالآب يعتني بنا ويعلم إحتيـاجنـا إذًا فـلا نــفــشــل من قبل أن نسأل صفوت تادرس |
||||
01 - 09 - 2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
سلسلة رائعة جدااااااااااااااااا الرب يباركك
|
||||
23 - 02 - 2014, 05:36 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سلسلة : كله مشتهيات
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما أمجده وكله مشتهيات |
كلك مشتهيات يا حبيبي يسوع |
كلك مشتهيات يا حبيبى |
كلُّه مشتهيات |
كله مشتهيات أو كله جميل (نش16:5) |