ولكن القيامة علمتنا أنه لا يوجد شيء مستحيل.. عند الله، كل شيء ممكن.. ممكن أن جُهَّال العالم يخزون الحكماء، وأن ضعفاء العالم يخزون الأقوياء.. كان يبدو من الصعب جدًا أن تقف المسيحية ضد الوثنية، وضد الديانات القديمة التي ثبتت جذورها في عقائد الناس، وضد اليهودية التي حاولت أن تقضي علي المسيحية أو تستوعبها. وضد الفلسفات التي كانت سائدة في ذلك الزمان، وضد الإمبراطورية الرومانية بكل طغيانها وقوتها المسلحة.
كان يبدو من الصعب أن تقف المسيحية ضد هذه القوي جميعها، وأن تنتصر عليها.. ولكن القوة التي أخذوها عن قيامة المسيح وانتصاره علي الموت، أعطتهم طاقة عجيبة.. من كان يظن أن بطرس الصياد الجاهل، يمكنه بعظة واحدة أن يحول ثلاثة آلاف يهودي إلي الإيمان المسيحي؟! بالكاد يتمكن واعظ مشهور أن يحول -بعظة واحدة- بعض خطاة إلي التوبة، أما أن يغير 3000 شخص دينهم بسماع عظة، فهذا أمر يبدو كالخيال..