![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يستمر يونان في صلاة يونان العجيبة فيقول للرب "صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي.. جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. ولكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك".. بهذا الأيمان رأى يونان نفسه خارج الحوت، ينظر إلى هيكل الرب.... وبهذا الإيمان استطاع أن يحول صلاته من طلب إلى شكر، وهو ما يزال بعد في جوف الحوت العظيم. فختم صلاته بقوله " أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك، وأوفي بما نذرته. للرب الخلاص" (يون 2: 9). كيف تأكدت أيها النبي القديس من أن الرب قد سمع صوتك، وقد استجابك. وقد سمح أن تخرج من بطن الحوت، وتعود مرة أخرى تنظر إلى هيكله؟؟ أين منك هذا الهيكل وهو بعيد في أورشليم، بينما أنت في جوف الحوت، في مكان ما من البحر لا تستطيع تحديده؟! ولكن النبي يجيب: أنا واثق تماما أنني سأخرج من بطن الحوت، وأكمل رسالتي، لآن كلمة الله لا تسقط ولا ترجع فارغة. ما دام أمر أن أذهب إلى نينوى فسأذهب إلى هناك، وأنفذ مشيئته المقدسة، وأقوم بعملي الكرازي. ثم أرجع إلى هيكل الله وأسجد فيه وأذبح للرب، وأقدم نذوري.. هذا كله، أراه أمام عيني واضحًا جدًا لا يقبل الشك. لا يؤثر عليه مطلقًا وضعي الحالي المؤقت في الحوت وفي البحر.... عجيب جدا هذا الرجل في أيمانه. انه حقًا رجل الأيمان العميق الذي اختاره الرب.. لا ننكر أن ضبابًا قد اكتنفه فأخطأ إلى الله، ولكن عنصره ما يزال طيبًا. انه يرى المستقبل المليْ بالرجاء قائما كأنه الحاضر. ويشكر الرب على خلاص لم ينله بعد من جهة الزمن، ولكنه قد ناله فعلا من جهة الكشف الخاص بموهبة النبوة، الخاص بالرجل المفتوح العينين، الذي يرى رؤى الرب كأنها في كتاب مفتوح، ويتمتع بمواعيده قبل أن تأتى.... |
![]() |
|