رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إسحاق في جرار أَقَامَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ ..وَزَرَعَ إِسْحَاقُ.. الأَرْضِ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَبَارَكَهُ الرَّبُّ ( تك 26: 6 - 12) طالت إقامة إسحاق في جرار، وهناك كذب، فعندما «سأله أهل المكان عن امرأته.. قال: هي أُختي» ( تك 26: 7 )، ولم يكن له مذبح هناك، لكن أمانة الله من جهة وعده، جعلته يُباركه هناك بالرغم من أخطائه «وزرع إسحاق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة مئة ضعف، وباركه الرب». ولكن النجاح في جرار لم يكن مَدعاة للاستقرار؛ لأن النجاح المادي ـ في بعض الأحيان ـ لا يؤخذ حُجة على استقامة الإنسان الناجح، وعلى صحة المركز الذي يشغَله أمام الله، ومن ثم لا يسوغ أن نبني عليه حُكمًا. ولا ننسى أن هناك فرقًا بين رفقة الرب وحضوره من جانب، وبركة الرب من جانب آخر. ويوجد كثيرون يتمتعون بالبركة دون أن يتمتعوا برفقته وبحضوره السعيد. وأرجو أن ننتبه للاعتبارات التالية: (1) بارك الرب إسحاق طبقًا لأمانته ليُغنيه عن أي مصدر آخر في تلك الأيام الصعبة «الرب عارف أيام الكَمَلة، وميراثهم إلى الأبد يكون، لا يخزون في زمن السوء، وفي أيام الجوع يَشبعون». ( مز 37: 18 ، 19). (2) للرب قصد من الغنـى الذي يعطيه للمؤمن، فليس لكي يتعظم إسحاق ويكون له اسم فيستقل عن الرب، بل ليكون الرب عظيمًا ومعروفًا بين الأمم أنه إله الأمانة نحو خائفيه، ويُحمَد اسمه بين الشعوب. (3) لم يحسد الفلسطينيون إسحاق بسبب رجائه في إلهه الحي الذي باركه وأنجحه، ولا بسبب الشركة الحلوة مع إلهه، بل حسدوه لأنه صار أغنـى وأقوى منهم جدًا، وهذه سِمات العالم. والحقد قادهم إلى المقاومة الصريحة، فطمُّوا جميع الآبار التي حفرها عبيد إبراهيم وملأوها ترابًا، وطردوه من عندهم. (4) حرَّك الرب العش وأراد أن ينقل إسحاق من قمة النجاح والاستقرار في جرار إلى منخفض الانكسار في وادي جرار، ليُعلِّمه الاتضاع ويُذكِّره بأنه مُتغرِّبٌ في جرار، وليس له استقرار. (5) لم تكن غاية الرب أن يذل إسحاق أو يكسره، بل أراد أن يباركه ببركة جديدة إذ قصد الرب أن يُجيزه في تدريبات خاصة ليرى عجائبه في العُمق، عندما يُخرجه من دوائر الراحة التي ينشغل فيها بذاته ونجاحه، حتى يرى أمورًا أعظم وأمجد، وينشغل بما هو أثمن؛ بالشهادة لاسمه ومجده العظيم. (6) قصد الرب من اختبارات نبش وحفر الآبار أن يتعلَّم إسحاق الابن المُدلل أن يجتهد ويكد لكي يعرف ويختبر قيمة هذه الآبار التي تعب فيها، وليس فقط ورثها عن أبيه، حينئذ يشبع دسمًا ويشهد حسنًا. . |
|