وادي مرقص

[walaa farouk]

وادي مرقص :-
مرقس(بالسين)او مرقص(بالصاد) أو (سان ماركو) كما يطلق علي الفاتيكان مركز الديانة المسيحية وهذا الاسم ليس غريباً علينا في ليبيا وخصوصاً في منطقة الجبل الاخضر وتحديداً بمنطقة الاثرون السياحية حيث يقع وادي مرقص الشهير باشجاره المثمرة جمالاً في تلك المنطقة ،وليس كنت شاهد لان عينه كمن سمع أو قرأ ،فعندما تدخل ذلك الوادي تشعر بالطبيعة الخلابة من حولك وتشتم رائحة أشجار البطوم والعرعار والاكليل والشيح وأشجار العنب والرمان والموز والنخيل والخروب ومياه العذبة وتقابلك عن يمينك وشمالك في منتصف الوادي عين تسمى (عين العسل) أم لها تعمقت في الوادي إرتفاعاً تلاقيك عيون المياه وهي تنضح من الجبل وكأنك في جنان الارض،وأصوات الطيور التي اتخذت من هذه الجنان ملاذاً لها وتعيش فوق أشجار البطوم والعرعار ،ولا تفارقك وكأنه تحرسك اوتراقبك فربما تعرف وجهتك ونقطة وصولك في اعلي الوادي وعلي منحدر نجد كهف مرقص الذي لجأ إليه القديس مرقص وأتباعه هرباً من بطش الرومان ،وقاموا بتأسيس اوشاز أو كهوف في الاجراف في واجهات الإنحدارات الجبلية الصخرية بمجاهل أودية الجبل الاخضر،كي تحصنهم ضد هجمات الرومان الذين يطاردونهم للتنكيل بهم والقضاء عليهم ولكن قدرة الله تعالى عظيمة فقد حماهم ذلك الوادي من الظالمين، ويرجح انه كتب انجيله وهو اقدم الاناجيل،وكان يقيم داخل كهف وبجواره عين ماء،حيث كان يقيم مرقص ،وتؤكد المصادر التاريخية انه كان في منطقة الجبل الأخضر منذ ما يقارب من 2000سنة بمنطقة الاثرون (بوادي مرقص)الذي سمه باسمه.
مرقس الإنجيلي هو سمعان ارسطوبولس الليبي الكنعاني الجذور،وبالعبرية (ماركوس)ويطلق اسم مرقص البشير
،وذكر اسمه من بين أتباع المسيح واسس المقرات الدنينة ومعاقل الاجراف الصخرية الأودية الجبل الأخضر منذ فجر المسيحية،ودمر الرومان مقراته الدينية بالجبل الأخضر بالحرق والهدم ثم اضطر مرقص إلي اللجوء إلي مصر العام61ميلادي، ثم رجع في عام 63إلي ليبيا وقضى بها سنتين وبعد كتابة انجيله رجع إلي مصر ثانية حيث تعقبه الرومان بالمكائد وتم القبض عليه في الإسكندرية في عام 68 ميلادي وقطع رأسه وجر جسده سحل في طرقات الاسكندرية،لأنه رفض أن ينكر إيمانه بالمسيح ووزعت عظامه بين إيطاليا ومصر،ولكن دعوته انتشرت بين أقباط مصر الذين صاروا من اتباع الكنيسة المرقسية وبنيت له الكنيسة الرئيسية في الإسكندرية ودفن بها وهي المقر الرئيسي للبابا والمحج المقدس للمسيحيين المصريين والأرتودكس،واكتشفت مقراته الدينية المحفورة في اجراف الصخور السحيقة في كل وادي مرقص أو(وادي الانجيل) بالجبل الأخضر عام 1987م لأول مرة ومازالت هناك الكثير من خبايا سيرة مرقص الإنجيلي لم تعرف حتى الأن.