ما أصعب أن نقرأ هذا عن شخصه الكريم "أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب" ( مز 69: 4 ) "بدل محبتي يخاصمونني ... وضعوا عليَّ شراً بدل خير وبُغضاً بدل حبي" ( مز 109: 4 ،5). كل هذا تحقق علناً عندما أسلم رب السماء إلى أيدي الخطاة ( مر 14: 14 ). وحتى في حضور رئيس الكهنة بدأ التطاول عليه بتلك الفعلة النكراء من عبد أحمق لما لطمه على وجهه ( يو 18: 22 ،23). ويبدو أن بعضاً من أعضاء هذه المحكمة العُليا اشتركوا بنصيب في إهانته "حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه" ( مت 26: 67 ). وكان من وراء هذا كله "رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" ( أف 2: 2 ). واليدان اللتان منذ فترة قصيرة، امتدتا في تنازل رحيم وعجيب بالشفاء لأذن ملخس، توثقان الآن ( يو 18: 10 -12). والعينان اللتان امتلأتا بالرحمة وهما تطلبان تلميذاً تعثر وسقط، ها هما تُغطيان بأيدي الرجال الذين أمسكوه ( مر 14: 65 ؛ لو22: 64). حقاً إن الشيطان حاذق في كل ما يعمل من شر. لقد أراد أن يطفئ "نور العالم" والإعلان اللامع عن المحبة الإلهية.