![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() دخل الموت حياة البشر والخليقة بالتفاف الإنسان على نفسه وتمحوره حول أناه مُبْعِدًا الله من دائرة حياته ليتألَّه ويسود في ذاته ومن ذاته ولذاته. لكن بما أن الإنسان ابن العدم بدون الله عاد إلى عدميّته إذ تركه الله لمشيئته التي جعلته يصير "ترابًا ورمادًا" (سفر التكوين 18: 2). فهو جُبِل من تراب الأرض ولولا أنّ الله نفخ في أنفه نسمة حياة من روحه القدوس لما صار الإنسان "نَفْسًا حيّة" (سفر التكوين 2: 7). اللَّاشيئيّة التي صارت جوهر حياة الإنسان الساقط جعلته يطلب التراب حياة له في ملذات الدنيا ليُشبِع الهاوية التي تجتاف كيانه. تحوّل كيان الإنسان عن خصائصه التي خُلق عليها والتي كانت، لو سلك في وصية الله، لتجعله ينمو في التشبُّه بالصفات الإلهية كون روح الرب ساكن فيه. كان الإنسان مدعوًّا لحياة أبديّة خالية من الموت فإذا به يُدخِل الموت إلى حياته وإلى الخليقة قاطبة. توارثُ نتائج السقوط جعل "تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ" (سفر التكوين ٨: ٢١). فازداد الشَّرُّ في البشرية جيلًا بعد جيل. ولكنّ الله لم يترك خليقته بل وعد بالخلاص، فأتى هو نفسه بابنه المتجسِّد لكي يعيد خلق البشرية وتجديد دعوة الإنسان الأولى إلى التشبّه بالله. هذا تحقَّق في يسوع المسيح الإله-الإنسان. هذا هو سرُّ الأسرار الذي فيه كشف لنا الله عن ذاته حبًّا لامتناهِيًا. * * * |
|