رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ - وهكذا شبَّ أثناسيوس يرضع التعليم اللاهوتي.. من فم أبيه الكاهن، ويحس بكيان الله الواحد بالعبادة اليومية.. فكبر وله مع المسيح علاقة حب.. تأصَّلت على سر الفداء والخلاص.. الذي أكمله المسيح له بدمه الإلهي: «أحبني وأسلم نفسه لأجلي.» (غل20:2). + - لقد عاصر أثناسيوس، وهو صبي ابن أربع عشرة سنة.. أهوال اضطهادات الإمبراطور مكسيمين الثاني (312م) لقد انطبعت في ذاكرته اعترافات معلِّميه العظام.. أمثال فيلياس الشهيد أسقف تمي.. وهو يشهد بلاهوت المصلوب.. بيقين وإصرار أمام معذِّبيه.. واعترافات بابا الإسكندرية نفسه القديس بطرس الشهيد.. وهو يعترف والسيف على رقبته: ”إن الذي بطبيعته إله صار بطبيعة البشر“ "3". + - لقد أضفت هذه الصور والشهادات الحية.. إلى منابع التقليد المتعِّددة.. التي استقاها أثناسيوس، ما رفع حرارة إيمانه.. ودفاعه إلى مستوى الشهداء فعالً.. وجعلت من تعليم أثناسيوس اللاهوتي امتداداً حياً.. لصراخ دماء هؤلاء الأبطال.. وهي تهتف بحق المسيح وتشهد للاهوته. + - لقد صدق العالِم ”نيانِدر“ حينما قال عن أثناسيوس: [إن القلب هو الذي اللاهوتي Pectus Theologum Facit. وبينما من منطلق مدرسة أنطاكية (سوريا وآسيا الصغرى) أكثر مدارس الدين عقلانية منذ العصور الأولى.. تعلم أريوس ونسطور وغيرهما من هراطقة ذلك العصر: ودرسوا الدين كفلسفة يندرج تحتها كل التعليم اللاهوتي.. كمواضيع نقاش وتحليل، حيث الرجوع فيها دائما.. إلى الرمز والسريَّة، والنقد الصريح للكتاب المقَّدس.. على غرار فلسفة الإغريق والغنوسية.. حيث إن مدارس آسيا الصغرى وأنطاكية.. لم تكن خاضعة للكنيسة.. وغير ملتزمة بتقليد موروث للإيمان.. أو لشرح الكتاب المقَّدس.. بل كانت تحت إدارة فلاسفة أحرار! |
|