رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان اثنان من التلاميذ منطلقين في يوم أحد القيامة إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس. وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع الحوادث التي واكبت صلب السيد المسيح وما يليها، بما في ذلك ظهور السيد المسيح للمريمات بعد قيامته. "وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب إليهما يسوع نفسه، وكان يمشي معهما، ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته" (لو24: 15، 16). لم يشأ الرب أن يظهر بمجده العظيم ويبهر هذين التلميذين، ولكنه ظهر في هيئة بسيطة ورتب أن لا يعرفاه في البداية. "فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به، وأنتما ماشيان عابسين؟" (لو24: 17). وهنا نرى السيد المسيح يسأل في اتضاع عجيب -وهو العالِم بكل خبايا الأمور- ولكنه أراد أن يتبسط في الحديث وينزل إلى مستوى هذين التلميذين، حتى يرفعهما في النهاية إلى مستوى الإيمان اللائق بتلاميذه القديسين. "فأجاب أحدهما الذي اسمه كليوباس وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم، ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟ فقال لهما وما هي؟" (لو24: 18، 19). ما أعجب اتضاعك يا رب وأنت تحتمل أن ينسب تلاميذك إليك عدم المعرفة كغريب. ثم تسألهما في بساطة ومودة، لكي يخبروك كمن لا يعرف، حتى تنتشلهم من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة الحقيقية.. ولكن حقًا يا رب لقد كنت السماوي المتغرب وحدك على الأرض في أورشليم الأرضية، لكي ترفع مختاريك وأصفياءك للتمتع بمجدك في أورشليم السمائية. احتمل السيد المسيح أن يتكلم عنه التلميذان كمن لا يعرف أموره الخاصة التي حدثت له.. ثم احتمل أن يقولا عنه إنه كان إنسانًا نبيًا مقتدرًا في الفعل والقول، دون أن يقولا باقي الحقيقة أنه هو هو نفسه ابن الله الحي الكلمة الأزلي المتجسد. ألم يقل قائد المئة الواقف عند الصليب بعد أن سلّم السيد المسيح روحه في يدي الآب "حقًا كان هذا الإنسان ابن الله" (مر15: 39). كانت القيامة هي أقوى دليل على ألوهية السيد المسيح ولهذا احتمل ضعف تلاميذه الذي ظهر بعد الصلب. بل سبق فقال لهم: "كلكم تشكون فيَّ في هذه الليلة" (مت26: 31). كانت تجربة الصلب أقوى من احتمالهم.. وظهر ضعفهم البشري، وأطال الرب أناته عليهم. لم يشك تلميذا عمواس في ألوهية السيد المسيح فقط، بل أيضًا تطرق الشك بهم إلى عمله باعتباره الفادي والمخلّص بحسب قولهما: "ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل" (لو24: 21). وإلى جوار ذلك فقد شكَّا في قيامة السيد المسيح، ولم يصدقا ما سبق فأنبأهم هو نفسه به قبل أن يُصلب عن قيامته، كما أنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. في كل ذلك أظهر السيد المسيح اتضاعًا وحبًا واحتمالًا عجيبًا،وهو الذي كان يسير معهما في الطريق بعد قيامته.. ولكن لأجل خيرهم، وخير الكنيسة كلها، لم يكشف لهما عن شخصه، بل استمر في الحوار العجيب..!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحوار |
العجيب |
العدية |
الحوار |
خش على الحوار ده |