رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوضع الجديد كان مشجعا للخليفة المتوكل العباسى المشهور بتعصبه ليوقع بالمصريين المسيحيين واليهود أفظع سياسة فى التحقير والإذلال والامتهان ، تمثلت فى إرغامهم على إرتداء زىّ معين ،وحملهم أشياء محددة ومنعهم من ممارسة حقهم فى ركوب الخيل، بل والسير بطريقة معينة ، وطردهم من وظائفهم . فى هذا الوقت كانت الأغلبية الساحقة من المصريين يرفضون الدخول فى الاسلام ، فلم يروا من المسلمين سوى القهر والظلم والقتل والسلب والنهب والسبى . يقول المقريزى دون أى إحساس بالعار أمر المتوكل على الله في سنة خمس وثلاثين ومائتين أهل الذمّة بلبس الطيالسة العسلية وشد الزنانير وركوب السروج بالركب الخشب،وعمل كرتين في مؤخر السرج، وعمل رقعتين على لباس رجالهم تخالفان لون الثوب، قدر كلّ واحدة منهما أربعة أصابع ولون كلّ واحدة منهما غير لون الأخرى ) هذا بالنسبة للرجال . ( ومن خرج من نسائهم تلبس إزارًا عسليًا. ) (ومنعهم من لباس المناطق ) كالعرب، ليس هذا فقط ، بل هدم كنائس النصارى وبيع اليهود، يقول المقريزى وأمر بهدم بيعهم المحدثة ) وفرض ضريبة العُشر على منازلهم وبأخذ العشر من منازلهم ).وألزمهم بوضع صور وتماثيل للشياطين على أبواب بيوتهم وأن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب ) ومنعهم من التوظيف ومن التعليم العام ونهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان،ولا يعلمهم مسلم ) وحرمهم من ممارسة شعائرهم الدينية ونهى أن يظهروا في شعانينهم صليبًا وأن لا يشعلوا في الطريق نارًا ) وأمر بهدم قبورهم ( وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض،)، وجعل ذلك قانونا عاما فى كل الدولة العباسية وكتب بذلك إلى الآفاق). ثم أصدر قوانين إضافية فى الزى وفى منعهم من ركوب الخيل ثم أمر في سنة تسع وثلاثين أهل الذمّة بلبس دراعتين عسليتين على الذراريع والأقبية، وبالاقتصار في مراكبهم على ركوب البغال والحمير دون الخيل والبراذين. ). تخيل تطبيق هذا على الملايين من أهل الكتاب فى مصر والشام والعراق وايران وشمال أفريقيا . هو ظلم مركب يصادر الثروة والحرية الشخصية والدينية ويفرض حصارا إقتصاديا وتحقيرا للناس لمجرد الاختلاف فى الدين. وهو أيضا ظلم لا يحرّك شعرة فى رأس المقريزى،ما أقسى قلبه.! هذا (المتوكل ) هو الخليفة المفضّل للسنيين، فبعد موته توالت منهم المنامات تزعم صلاحه ودخوله الجنة لأتّه هو الذى جعل الأحاديث دينا تحت مصطلح ( السّنة )، وتعصّب لها فأضطهد أهل الكتاب والشيعة والصوفية والمعتزلة. هذا المتوكل إمتد تعصبه ليشمل العرب والفرس فطردهم من الجندية والوظائف واستعاض عنهم بالجند الأتراك فأصبحوا عماد الجيش وقوّاده وولاته وحرس قصره. هذا الخليفة المتوكل مع تعصبه الدينى فلم يكن متدينا بل كان ماجنا سكيرا ، يذكر المسعودى فى تاريخه أنه كان له 3 آلاف جارية محظية ، ( وطأهنّ ) جميعا مع تدلهه بغرام جاريته ( قبيحة ) أم ولده المعتز.ولقد تعصب لإبنه المعتز فأراد جعله ولى عهده بدلا من إبنه الأكبر ( المنتصر ) وجعل يهزأ بإبنه المنتصر ويضطهده فما كان من المنتصر إلا أن قتل أباه بمساعدة بعض الأتراك ، دخل بهم على أبيه المتوكل وكان يسكر مع وزيره الفتح بن خاقان ، فقتلوهما. |
|