أما أيوب فقد احتمل كل هذا ولم يجدف على الله، بل قال عبارته المشهورة: "الرب أعطى، الرب أخذ. ليكن اسم الرب مباركًا" (أي 1: 21).
ما أعمق هذه الروحانية، نتعلمها من أيوب الصديق:
كثيرون يقولون "ليكن اسم الرب مباركًا" عندما يعطيهم الله... ولكن قليلون هم الذين يباركون اسم الرب، حينما يأخذ الله منهم ما سبق أن أعطاه...!
ولكن أيوب شكر الرب وبارك اسمه، بعد أن أخذ الله منه كل شيء..!
ولم يقل السبئيون أخذوا، ولا الكلدانيون أخذوا، بل الرب أخذ!
إنه يتعامل مع الله وحده، لا مع السبئيين ولا مع الكلدانيين. وكل ما يفعله الناس ضده، لابد قد مرّ على الله ضابط الكل.
فإن كان الله قد سمح بأن يأخذوا كل ماله، فليكن اسم الرب مباركًا. إنني لا أملك كل ما معي، إنما أنا مجرد وكيل على ما أعطانيه الله. هو أعطى، وهو أخذ. بحكمة يعطي، وبحكمة يأخذ. أما أنا فماذا أقول.
"عريانًا خرجت من بطن أمي، وعريانًا أعود إلى هناك".