منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 05 - 2021, 05:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,461

القيامة حياة وشهادة


القيامة حياة وشهادة

سيظل حديثنا عن القيامة جديداً كل عام ، لأن القيامة بحد ذاتهما فعل تحديد.
قيامة المسيح من الأموات هي فعلان



الفعل الأول : هو فعل زمني تاريخي منظور و محقق ، بل ملموس و مسموع. السيد المسيح ارتضى أن تكون قيامته حدثاً تاريخياً منظوراً ومحققاً، فقد سبق فحدده هو زمنياً ( في ثالث يوم ) ، أي جعل قيامته حدثاً واقعاً في صميم الزمن والساعة ، ثم أكمله بظهور حقيقي ملموس .. ثم أكل معهم .. وجلس في وسطهم .. وتكلم ووبخهم… فعل القيامة الزمني هذا من الأفعال النادرة التي حددها المسيح بالأيام والساعات ، وهو لم يُحدد الميلاد مثلاً، ولكنه حدد القيامة بالضبط.

والقيامة ، كونها حدثاً زمنياً فهي أمر مفيد جداً، ليس فيما يخص الإيمان ، لأننا يجب أن نؤمن بالقيامة دون برهان حسي؛ ولكن فيما يخص کل أعمال المسيح برمتها. فالقيامة أثبتت كافة معجزات المسيح الفائقة، كما أثبتت صدق بنويته الجوهرية لله و میلاده البتولي من عذراء.

لذلك أصبحت القيامة التي حققها المسيح ، كآخر معجزة ، هي الباب الوحيد والمفتاح السري الذي ندخل به إلى كافة أسراره ، وبالأخص سري هو التجسد والفداء ، ثم سر مجيئه الثاني للدينونة.

الفعل الثاني للقيامة: هو فعل روحي سري غير منظور ولا محقق زمنياً، وهو الذي نتقبله نحن الآن بالإيمان ونعيش فيه ومن أجله.

فنحن الآن بالإيمان نرفع قلوبنا إلى فوق حيث المسيح جالس عن يمين العظمة في الأعالي، فنحس بعلاقتنا الوثيقة بالمسيح ونرتبط بمصيرنا الأبدي ونستوطن عنده. فالقيامة هي مصدر حياتنا الجديدة ونور إيماننا.

كما أننا نجاهد كل يوم بالحب والبذل والتفاني في خدمة الآخرين ، علی أساس أن تُستعلن لنا قوة القيامة أكثر فأكثر في حياتنا لكي نعيش بالروح فوق مستوى أتعاب هذا الدهر ومطالبه، لأن هذا مضمون القيامة وقوتها، أي برجاء آخر غير رجاء هذا العالم : « إني أنا حي فأنتم ستحيون».

العلاقة بين الفعلين: القيامة كفعل زمني تُحقق لنا كل مواعيد الله السابقة سواء في العهد القديم بكافة حوادثه أو العهد الجديد بكل عطائه الإلهي . فالقيامة كفعل روحي تُجسد لنا هذه الحوادث والمعطيات عينها لنعيش بها ونستمتع بقوتها الروحية المذخرة لنا فيها.


والمفروض أننا نحقق القيامة ونتأكد منها عقلياً وحسياً من مصدرين :
أولاً: من الكتب ، أي الأسفار المقدسة ، وهكذا فعل المسيح مع تلميذي عمواس، الذين فسَّر لهما المسيح الأمور المختصة به في جميع الكتب.
ثانياً: من شهادة الذين رأوا القيامة ولمسوها.


كذلك فإننا نحقق القيامة روحية :
أولاً: باتصالنا بالمسيح رأساً، كعلاقة شخصية تقوم على المحبة والأمانة والطاعة:« الذي عنده وصایای ويحفظها فهو الذي يحبني ، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي» .
ثانيا: بتجردنا الداخلي وتغربنا من شهوة العالم وانفکاکنا من الرُّبط التي تربطنا به : « ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك » . وحينئذ تسري فينا قوة القيامة و ننتقل من الموت إلى الحياة.


وفي الحقيقة إن فعل القيامة الروحي ، الذي هو بحد ذاته قوة إلهية داخلية ونور أخروي وحياة أبدية وخلاص ، هو يحتاج إلى الإيمان بالقيامة كفعل زمني تم وحدث ؛ لكن هذا بحد ذاته لا يكفي : فمبدئياً، أنت تؤمن أن كلمة الله حقيقة، وبذلك تصبح القيامة كفعل زمني حقيقة أيضاً. وإلى هنا لا تكون محتاجاً أن ترى المسيح بالجسد ، أو تطلب أن تراه وتلمسه . فقد وبخ المسيح توما والتلاميذ على طلب البرهان الحسي.

أما من جهة الشهود فها نحن الآن قد صار لنا شهود كثيرون من واقع الإنجيل، الذين رأوا المسيح المُقام مثل بولس الرسول الذي قدم نفسه كشاهد وآخر الكل: “ظهر لي أنا”.

لكن نحن لا يكفينا تقصي الحقائق التاريخية لنؤمن بالقيامة كحدث زمني فقط لكي نأخذ قوة القيامة كفعل إلهي. إن سبب ضعف إيمان التلاميذ هو أنهم لم يدركوا بُعدها الإلهي الفائق للزمن ؛ لذلك ، وبعد أيام من قيامة الرب ، ذهب بطرس وبعض التلاميذ لصيد السمك ؛ وكأن القيامة فعل ماضي لا يختص بخلاصهم الأبدي.
فالحدث الزمن لا يكفي، إذ لابد من رؤية الحدث بإحساس ما فوق الزمن، لتقبل القيامة كفعل إلهي يختص بعفران الخطايا وتجديدنا و خلقتنا السماوية وحياتنا الأبدية.


الخطأ الذي وقع فيه التلاميذ هو أنهم نظروا القيامة كعمل غير مختص خلاصهم هم و بحیاتهم الأبدية ؛ بل مختص بالمسيح فقط، واكتفوا بأن المسيح سيأتي في ملكه ويملك فيملكون معه، وكفى، وهذا الأمر لا يضع علی عاتقهم أية مسئولية، كما كانوا يعتقدون أن القيامة في أقصى مفعول لها إنما تختص بتحول ما، قد يحدث فيما بعد، وهكذا ابتعدت عنهم قوة القيامة مما أبعدوها بفكرهم عنهم كفعل إلهي للخلاص لازم و مُحتم.

يا إخوة تيقظوا معي،،، القيامة كفعل إلهي مسئولية عظمى، ولن يعمل فينا هذا السر الإلهي إلا إذا فهمنا أن القيامة فعل حياة ورسالة نتقبلها الآن لنحيا بها ونبشر بها ولا ننتظرها في اليوم الأخير . کمريم و مرثا۔
وينبغي أن لا يغيب عن ذهننا قط أن المسيح وهو الإله، وهو القيامة والحياة، تألم وجُلد و شُتم و ضُرب! ونحن مدعوون مثله أن نعيش قوة القيامة تحت الألام … وأن نذوق مجد القيامة تحت ثقل کل ضروب المعاناة .. حينئذ فقط تُستعلن القيامة فينا ويتمجد المسيح!! وهل يمكن أن نُبشر بالقيامية دون أن نُبشر بالآلام ونشترك فيها؟


المسيح لم يستكره الظلم بل التصق بالآلام ، وجعلها وكأنها شيء قريب إلى نفسه ومُحبب ، بل ومکمل لحياته : « لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة».

لذلك كلما ازدادت الآلام للسائرين في طريق الملكوت ، كلما استُعلنت قيامة المسيح لهم وفيهم وصاروا شهود صدق للمصلوب المقام .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة القيامة حياة الأمل والرجاء
حياة القيامة حياة الانتصار
حياة القيامة حياة الخدمة والثمر
حياة القيامة حياة السلام
حياة القيامة حياة الفرح


الساعة الآن 12:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024