رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يكونُ ليلٌ هناكَ «وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ ... وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ» ( رؤيا 22: 4 ، 5) عزيزي: ربما تقرأ هذه الكلمات وسط سكون الليل، ربما تُحيط بك ظلمة نفسية حالكة؛ هل تعرف ما الذي سيحدث لو أتى الرب يسوع الآن؟ ستذهب في لحظة وطرفة عين، لتكون مع المسيح، ستجد نفسك محوطًا بملايين القديسين والملائكة، وسيذهب بك الرب يسوع إلى بيت الآب، وهناك لا ليل؛ لن تشاهده في ما بعد؛ أي ستكون هذه اللحظات هي آخر ليل تشاهده وإلى أبد الآبدين! ألا تشعر يا رفيق السياحة والغربة، رغم الظروف الصعبة، باقتراب بزوغ الفجر؟! ألا ترى معي أن الليل كاد ينتهي، وأن كوكب الصبح المُنير قد لاح، وأن مجيء الرب قد اقترب؟! ألا تسمع صوته من خلال الأحداث الجارية وكأنه يقول لعروسه «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». إنه يدعونا من عالمنا الكئيب، إلى بيت الآب الرحيب. ومن مدننا التي تهرأت، إلى المدينة التي صانعها وبارئها الله. ومن حيث نلمس آثار الخطية في كل ما يحيط بنا، إلى مكان البركة والحياة الأبدية، حيث الخطية وكل نتائجها لا تقدر أن تدنو. نتذكر عندما جمع الرب يسوع تلاميذه المضطربين في ليلته الأخيرة والحزينة على الأرض. في تلك الليلة الشتائية الباردة، عندما كانت سُحب الدينونة على وشك أن تصب غمارها فوق رأسه القدوس على الصليب. فإنه اخترق ظلمات الدينونة التي انفرد هو بها، ووعد تلاميذه أنه سيمضي ليعد المكان، وقد قربت اللحظة التي فيها يتحول الإيمان إلى عيان. إن أول ذكر في الكتاب المقدس للإيمان جاء في الليل (تك15). ففي الليل الحاجة ماسة إلى الإيمان، لكننا هناك سنرى وجهًا لوجه، ونعرف كما عُرفنا. تشدد أيها السائح المسيحي؛ فالرب حتمًا سيأتي، ومجيئه سيُنهي ظلمة الليل، ويبدل نواحه بالأفراح. إن ظلال الزمن تمضي مُسرعة، واليوم الأبدي قد اقترب جدًا، وعندئذ لن يكون ليل «عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ» ( مز 30: 5 ). |
|