![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء العريس ![]() وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العُرس، وأُغلق الباب ( مت 25: 10 ) عندما يقول المسيح عن العذارى إنهن: «خرجن للقاء العريس»، فذلك لأن الكنيسة تأسست بهذين المفهومين: الانفصال عن العالم ”خرجن“، وتوقع مجيء المسيح ”لقاء العريس“. عن هذا الأمر قال الرسول إننا لا نفتكر في الأرضيات، وأن «سيرتنا هي في السماوات، التي منها ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح» ( في 3: 19 ، 20). ما أروع الرجاء المسيحي! والمسيح لم يحدد موعدًا لمجيئه، وعلى كل مؤمن في كل عصر أن ينتظر مجيء الرب المرتقب. فالمؤمنون الأوائل في العصر الرسولي كانوا منتظرين هذا ”الرجاء المبارك“ ( تي 2: 13 ). وعندما كتب الرسول بولس عن هذا الرجاء قال: «لأننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب، لا نسبق الراقدين» ( 1تس 4: 15 ). ويقينًا لا ينبغي أن يكون انتظارنا لمجيء المسيح أقل من انتظار الجيل الأول، بل علينا أن ننتظر بأشواق ملتهبة وبالأكثر على قدر ما نرى اليوم يقرب ( عب 10: 25 ). وما أعظم أفراح العُرس! اعتاد البشر من قديم الزمان أن يسموا العُرس ”فرحًا“. وهكذا فإن دعوتنا المسيحية هي دعوة للفرح الحقيقي. وما هي السماء إلا أفراح متصلة، فلن يوجد في السماء سوى الفرح بالمسيح العريس الحقيقي، الذي أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها.. لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب ( أف 5: 25 -27). والأفراح بالنسبة للمؤمنين لن تبدأ عندما نذهب إلى السماء، بل إنها بدأت من الآن، وستكتمل عن قريب في السماء. ونحن إن كنا نحب المسيح مع أننا لا نراه، بل نؤمن به فقط، فنبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 )؛ فماذا ستكون أفراحنا عندما يأتي إلينا، ونراه بعيوننا، ونكون معه إلى الأبد؟ ثم يقول المسيح «المستعدات دخلن إلى العُرس». يا له من رجاء سعيد، فيه يعوض المؤمن على سنين الصبر والآلام، ويتم قول المرنم: «عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم» ( مز 30: 5 ). قريبا جدًا سيأتي اليوم الذي فيه سيدرك العالم، ولكن بعد فوات الأوان، أن كل من اتبع المسيح ولأجله ضحى بكل رخيص وغال كان حكيمًا حقًا. . |
![]() |
|