هل شرعت إثيوبيا في الملء الثاني دون اتفاق
بدأت إثيوبيا فعليا في الملء الثاني لخزان سد النهضة في مطلع مايو الحالي، بحسب ما نقلته رويترز عن مسؤول في وزارة الري السودانية ، وجمعت الخرطوم بيانات عن تدفقات الأنهار تظهر "تغيرات في منسوب النيل الأزرق تدل على حجز المياه"، وفق ما نقلته بلومبرج عن مسؤول .
ويظل استمرار أزمة فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة، وعدم التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول قواعد الملء والتشغيل، تستمر إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل دون توافق بين الدول الثلاث، مع ظهور تصريحات سودانية ببدء الملء الثاني.
اقرأ أيضا مناورات حماة النيل الضخمة بين مصر والسودان هل هي رسالة لإثيوبيا؟
مخالفة ملء سد النهضة
وقال مصطفى حسين الزبير رئيس وفد التفاوض السوداني في ملف سد النهضة الإثيوبي، إن إثيوبيا بدأت في الملء الثاني، مما يشكل أول مخالفة، متوقعاً أن يكتمل الملء الثاني نهائياً في يوليو وأغسطس المقبلين، كما كشف عن تحركات أفريقية وعربية ودولية لإرسال رسائل بأن الملء الثاني بدأ فعليا دون وجود إشارات لمنع إثيوبيا من الملء الثاني دون اتفاق.ورداً على قال وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي لبلومبرج إن ادعاءات السودان "عارية تماما عن الصحة"، واصفا إياها بـ "تصريحات مضللة عمدا بقصد خلق حالة من الإرباك لدى الجميع"، وكانت أديس أبابا قد قالت في وقت سابق إنها تخطط لبدء الملء الثاني للسد خلال موسم الأمطار المقبل، والمتوقع في يوليو وأغسطس، وأكدت مؤخرا تمسكها بخططها للمضي قدما في عملية الملء سواء باتفاق مع مصر والسودان بشأن قواعد ملء وتشغيل السد أم لا.
الأمر المؤكد هو أن إثيوبيا نفذت بالفعل الأعمال الإنشائية اللازمة لعملية الملء الثاني، وفق ما قاله المحلل السياسي السوداني عصام دكين في مداخلة هاتفية مع أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي" أمس، مضيفا أنه يبدو أن أديس أبابا بدأت في حجز كميات من مياه الأمطار، لكن هذا لا يعني بالتأكيد أنها بدأت بالفعل في الملء الثاني لخزان السد.
ما الخطوة التالية؟
توقع رئيس وفد التفاوض السوداني، إن إثيوبيا لن توقع على أي اتفاق حول الملء الثاني، نسبة لأوضاعها الداخلية المتعلقة بالانتخابات والحرب في إقليم تيجراي، ولابد من وجود ضمانات دولية في التفاوض بسبب التعنت الإثيوبي.
فيما أكدت الخارجية الإثيوبية ، أن الملء الثاني لسد النهضة سيكون في موعده المقرر، أى شهر يوليو المقبل دون إتفاق مع مصر والسودان ، مع توقعات باستئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة مستقبلا رغم التعثر الحالى.
يأتى ذلك فى ظل إستمرار تشغيل ممرين الاستخدامات، وثبات نوعي فى منسوب بحيرة السد عند منسوب 561 متر بسبب تراجع معدلات الوارد الى البحيرة مقارنة بالايام الماضية، وتمدد الطمى فى اجزاء البحيرة مازال مستمر بصورة بطيئة، بالإضافة إلى استمرار أعمال التعلية بالممر الاوسط بصورة بطيئة قد تصل إلى 4 متر فقط، بجانب أن موسم الامطار أوشك علي البدء.
الخيار العسكري مستبعد
والخيار العسكري ليس مطروحًا في الوقت الراهن، وفق ما قاله الكاتب الصحفي عماد الدين أديب في اتصال هاتفي مع لميس الحديدي ببرنامجها "كلمة أخيرة" أمس، واستبعد أديب لجوء الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى هذا الخيار قبل استنفاد جميع الوسائل الأخرى، وهو ما لم يحدث بعد، واتفق المحلل السياسي مصطفى الفقي مع هذا الرأي، في مقابلته مع شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر"، مشيرا إلى أن سد النهضة يؤثر على العديد من الدول الأخرى في المنطقة وهو ما يجعل من المتعذر على المجتمع الدولي الصمت تجاه الأزمة لحين اندلاع صراع مفتوح .
وقال وزير الخارجية سامح شكري في وقت سابق من الشهر الحالي إن مصر تستطيع التعامل مع الملء الثاني من خلال الإجراءات المحكمة في إدارة الموارد المائية، مؤكدا أن "أي تفاقم للأمر مرتبط بوقوع الضرر،إذا لم يقع الضرر، نستطيع أن نستمر في التعامل مع الأمور دون الحاجة إلى تأزم أو تصعيد".
لكن التصريحات الإثيوبية الأخيرة تشير لبداية الملء والتشغيل يوليو القادم رغم عدم الاتفاق، مؤكداً أن أعمال التشييد الجارية في سد النهضة يصعب معها بدء الملء لأن المنسوب لم يصل إلى 595 مترا كباقي الجانبين المشيدين من السد، مما يوضح أن التخزين عند هذا الارتفاع محدود، أما التخزين عند منسوب 595م فيقدر في حدود 17 مليار متر مكعب، إذا تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له.
هذا الخبر منقول من : اهل مصر