رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاك الملوك وقال تلميذه أيضاً عنه: أنه لما قربت أيامه أوصي قائلاًلا تهمتوا بأن تعملوا تذكاراً لي ولكن قدموا قرباناً فقط.. وكان يقول دائماً: اذا كنت فعلت شيئاً في حياتي يستحق الذكري فسوف أجده. + ولما قرب وقت نياحته دعا تلاميذه وعزاهم ووعظهم وقال لهماعلموا أن زماني قد قرب فلا تهتموا بشئ سوي خلاص نفوسكم ولا تنزعجوا بالنحيب علي.) وكان البار يتكلم بهذا ودموعه تنهمر من عينيه فقالوا لهيا أبانا. أتفزع أنت أيضاً؟!. أجابهم قائلاًان فزع هذه الساعة ملازم لي منذ جئت الي الرهبنة). وقال أيضاًهأنذا واقف معكم أمام منبر المسيح المهاب، فاذا جاءت الساعة رجائي ألا تعطوا جسدي لأحد من الناس). فقالوا له: فماذا نصنع لأننا لا نعرف كيف نكفنه؟ فقال لهم الشيخأما تعرفون كيف تربطون رجلي بحبل وتجروني الي الجبل لتنتفع به الوحوش والطيور)- وكان الشيخ يقول لنفسه دائماً: (أرساني أرساني تأمل فيما خرجت لأجله) .. وهكذا رقد القديس ودموعه تسيل من عينيه. فبكي تلاميذه بكاء مرا وصاروا يقبلون قدميه ويودعونه كانسان غريب يريد السفر الي بلده الحقيقي. ولما سمع الأنبا بيمين بنياحته تنهد وقالطوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك بكيت علي نفسك في هذا العالم فان من لا يبكي علي نفسه هاهنا زماناً قليلاً، فسوف يبكي هناك زماناً طويلاً. فان كان هاهنا بكاء بارادتنا وأما هناك فالبكاء من العذاب وعلي كلتا الحالتين لن تنجو من البكاء. وعلي ذلك فما أمجد أن يبكي الانسان علي نفسه هاهنا). |
|