رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنه هو الذي أوحي بهذا الادعاء إلي الملحدين من فلاسفة وجهلاء حتى إذا ما أقنعهم بأنه لا حياة بعد الموت، ينغمسون حينئذ في الحياة الدنيا، ومشاغلها وملاذها، غير مفكرين في أبديتهم ولا في الوقوف أمام الله في يوم الدين، وهكذا يهلكون. أما المؤمنون، ففي إيمانهم بالله يؤمنون بالقيامة واليوم الآخر. فالقيامة تدل علي قدرة الله غير المحدودة.. عند الموت تقف كل قدرة البشر. تقف كل مقدرة الذكاء وكل مقدرة العلم ويظهر الإنسان بكل عقله عاجزًا تمام العجز. ولكن الكتاب يعلمنا أن "غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله" (مر10: 27). إن الله قادر علي كل شيء. بيده الحياة والموت، هو الذي يحيي ويميت. إنه يقدر أن يقيم الإنسان بعد موته، لأنه هو الذي خلق الإنسان من تراب الأرض، فيستطيع أن يرجعه إلي الحياة بعد أن يندمج جسده بالموت في تراب الأرض.. إن الذي له القدرة علي الخلق من العدم، له أيضًا القدرة علي أن يقيم من الموت. والقيامة هي أيضًا دليل علي محبة الله وجوده.. إنه الله الذي لم يشأ أن يكون في الوجود وحده، إنما خلق كائنات فوجدت. ومنها الإنسان. ولما مات الإنسان لم يسمح الله بأن يفني هذا المخلوق، وإنما من جوده ومحبته وهبه حياة بعد الموت، ليستمر وجوده، ليس فقط إلي حين. وإنما إلي الأبد. وهكذا وهب الله للإنسان المائت حياة أبدية.. إن القيامة شيء مفرح. به يلتقي الناس بأحبائهم الذين انتقلوا.. |
|