رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو لآخرين أيضًا لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحدٍ إلى ما هو لآخرين أيضًا ( في 2: 4 ) هناك ثلاث كلمات مفتاحية في رسالة فيلبي: المسيح، الفرح، والفكر. فالمسيح يُشار إليه (تصريحًا أو تلميحًا) نحو 70 مرة، في حين أن كلمة فرح أو ابتهاج ومرادفاتها وَرَدت نحو 18 مرة، وهي التي تطبع الرسالة كلها التي نغمتها العالية هي «الفرح». جميل أن الرسول بولس يرسل من سجنه في روما نشيدًا منتصرًا هو مزيج من الإيمان والفرح. ويُذكر الروح القدس في هذه الرسالة مرتين (1: 19؛ 2: 1). ورغمًا عن أننا لا نقرأ أية إشارة إلى الامتلاء بالروح القدس، إلا أن بولس تحدث هنا عن «مؤازرة الروح القدس» (1: 19)، فنحن نرى بعضًا من مظاهر عمل الروح القدس ظاهرة بوضوح، فلا يستطيع أحد أن يقول «لي الحياة هي المسيح» (1: 21) إلا إذا كان ممتلئًا من الروح القدس. وبالإضافة إلى كلمة «فرح» التي وردت نحو 18 مرة كما ذكرنا، فإن كلمتي «المحبة» و«السلام» تتكرران أيضًا. وهذه الثلاثة: المحبة، الفرح، السلام، هي إظهارات وثمر للروح القدس ( غل 5: 22 ) يختبرها فقط المؤمن المُمتلئ بالروح. والرسول يربط هذه الإظهارات الروحية بالشركة في الروح القدس (2: 1)، فنحن المؤمنون مرتبطون معًا بالمحبة الواحدة وبنفسٍ واحدة مفتكرين شيئًا واحدًا (2: 2). وماذا عن الآخرين؟ «لا شيئًا بتحزب أو بعُجب، بل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم. لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا» (2: 3، 4). «الآخرين» هذه هي الكلمة المفتاحية لهذه الأعداد. وباقي الأعداد التالية حدثتنا عن الاهتمام الذي هيمن على حياة ربنا المعبود الذي لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم، وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين ( مر 10: 45 ؛ في2: 5- 8). فلا ينبغي أن يُعمل شيء بين شعب الله في روح البحث عن الذات أو التسلط أو الغرور، تلك الروح التي تميِّز الإنسان الطبيعي، وهي روح هذا العالم. إن الطريق الصحيح الذي يجب أن يميِّز تابعي المسيح، هو أن نحسب الآخرين «أفضل من أنفسهم» في اتضاع فكري، باحثين ـ لا عما يهمنا نحن ـ بل عما ما يهم الآخرين أيضًا. أن ننسى الذات وننكرها، ونكون متضعين فعلاً، وبهذا نعلن «فكر المسيح». . |
|