![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على خطى "الستينات" التي انتقدها.. مرسي يكسر الاحتكار الأمريكي ![]() القاهرة تسعى لدور ريادي بمساعدة صينية .. وبكين تبحث عن بديل للأسد الفترة القادمة ستشهد تغيرات جذرية في شكل التكتلات السياسية في المنطقة كتب: أحمد سعد في أعقاب نجاح ثورة يوليو 1952 وجه الرئيس جمال عبد الناصر مساعيه نحو الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى من أجل التعاقد على عدد من صفقات الأسلحة . انتظر عبد الناصر استجابة مطالبه في تسليح جيشه إلا أن انتظاره طال أكثر من اللازم، حاول اللعب على أوتار العاطفة لدى دول الغرب فصرح لمراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن "روسيا الشيوعية تشكل خطراً جسيماً على أمن مصر، وأنه من الطبيعي أن يتجه العرب صوب الغرب لطلب الأسلحة والمساعدة"، غير أن ذلك لم يعد عليه بمكاسب كان ينتظرها، حيث استمر التسويف البريطاني والاعتذارات الأمريكية في التوالي والتتابع .في الثامن والعشرين من شهر فبراير عام 1954 شنت إسرائيل غارة على قطاع غزة بدعوى الانتقام من الفدائيين .. هزت الحادثة عبدالناصر بعنف، وأصبح على استعداد للتعاون مع من يمد له يد المساعدة .. كان الاتحاد السوفيتي هو البديل للغرب، ولم يعد أمام عبدالناصر إلا التفكير فيه بعد أن نفذ صبره، وأوصد الغرب أبوابه في وجهه . جاءت الفرصة لعبدالناصر أثناء حضوره مؤتمر "باندونج" وفي حديث له مع شو إن لاي رئيس وزراء الصين الشعبية عن الأوضاع في الشرق الأوسط، تكلم عبد الناصر عن التهديد الذي تتعرض له مصر من جانب إسرائيل، ومماطلة الغرب في إمداده بالأسلحة لإجباره على أتباع سياسته، ثم سأله عن إمكانية شراء مصر الأسلحة من الصين الشعبية، فكان رد رئيس وزراء الصين أنه يعتمد على أسلحة الاتحاد السوفيتي، ووعد بالوساطة لمصر لدى موسكو. وبذلك انحرف طريق عبدالناصر عن طريق الغرب وبدأ الخطوة الأولى في طريق الاتحاد السوفيتي الذي أعلن استعداده لتوريد الأسلحة لمصر. وما أشبه الليلة بالبارحة ، فها هو ذا الرئيس محمد مرسي ينتهج ذات أسلوب عبد الناصر السياسي - الذي انتقد عهده في أول خطاب له بميدان التحرير - غير أن عبد الناصر لم يسلم طوال سنوات تعاونه مع الاتحاد السوفيتي من انتقادات التيارات الإسلامية في مصر وخارجها بسبب تعاونه مع دولة "شيوعية ملحدة" وهو ما لن يتعرض له مرسي - بالطبع - باعتباره ابن التيارات الإسلامية ذاتها . ففي أول زيارة له - خارج الإطار العربي والإفريقي - جاءت زيارة مرسي إلى الصين والتي عبرت بشكل واضح عن رغبته في الخروج من العباءة الأمريكية والغربية ليتخذ من المشرق "قِبلة سياسية" جديدة تعبر عن عهد جديد، وهي الزيارة التي أكدت إرادة الطرفين المشتركة في تعميق علاقات سياسية واقتصادية من نوع آخر وبشكل مختلف ولأسباب مختلفة . فعلى الجانب المصري، عبرت الزيارة عن رغبة عميقة في كسر الاحتكار الأمريكي للمقدرات المصرية سياسياً واقتصادياً، وتهديداً قوياً للإدارة الأمريكية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر حرصاً على "شعرة معاوية" التي تربط بين البلدين خاصة في ظل وجود "القوى العظمى" البديلة للولايات المتحدة. التخلي عن الولايات المتحدة - ولو بقدر ضئيل - قد يعود بمصر إلى دور ريادي جديد في المنطقة، وهو ما ستعمل الصين على المساهمة في دعمه، من أجل محاصرة القواعد العربية "المتأمركة" في المنطقة والحد من استحواذ أمريكا على معظم المنطقة. صحيفة "شيكاغو ترابيون" الأمريكية حذرت - في تقرير لها - من أن نجاح الرئيس مرسي في تحقيق الأهداف المرجوة من زيارته للتنين الصيني، يعني بداية النهاية للنفوذ الأمريكي في المنطقة، ويزيد تعقيد العلاقات مع الولايات المتحدة وسياساتها في الشرق الأوسط .. في حين اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن زيارة مرسي إلى بكين بمثابة إعادة توجيه للسياسة الخارجية المصرية. إضافة إلى ذلك، فإن مصر تبحث عن داعم اقتصادي خلال الفترة المقبلة للخروج من أزمتها الحالية وهو ما تم الاتفاق عليه بالفعل حيث قررت الحكومة الصينية ضخ استثمارات في مصر بقيمة 5 مليارات دولار بعد أن كانت الاستثمارات الصينية لا تتجاوز نصف مليار دولار. ولا تتوقف مكاسب الخروج من العباءة الأمريكية .. ففي الجنوب من مصر بدأ النشاط الصيني منذ فترة .. ففي السودان شماله وجنوبه دخلت بكين بقوة لبناء عدد من السدود للاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية - وإدارة مشروعاتها - وهو ما قد يؤثر مستقبلاً على حصة مصر في المياه أو التلاعب مع مصر سياسيا بورقة الموارد المائية، وهو ما يحتم خلق حالة من توازن المصالح الصينية في البلدان الثلاثة "مصر والسودان وجنوب السودان" . أما على الأراضي الصينية، فقد أتت الرغبة المصرية بتوطيد العلاقات لتلبي طموح بكين في التوسع السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط والبحث عن بديل لنظام بشار الأسد خاصة في ظل بوادر انتصار الثورة السورية وسقوط الحليف "العلني" الوحيد لها وفي ظل بحثها الدؤوب عن "الإرث الأمريكي" في المنطقة وما يعنيه ذلك من زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري ووضع اليد التدريجي على "كنوز الشرق". الصحف الصينية من جهتها، أولت زيارة الرئيس مرسي اهتماما كبيرا، حيث أشادت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية التي تصدر من بكين بالزيارة التي يقوم بها مرسي إلى بكين معتبرة أنها تحظى بأهمية خاصة لدى السلطات الصينية التي تقدر اختيار بلادهم لتكون الوجهة الخارجية الثالثة بعد المملكة العربية السعودية وأثيوبيا، مشيرة إلى أن الزيارة التى تقوم بها "مصر الثورة" إلى الصين تأتي للاستفادة من النموذج الصيني في التنمية. ونقلت الصحيفة الصينية عن لي جوفو الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية قوله: إن الزيارة تعتبر بمثابة اقرار للتحول الجذري في السياسة الخارجية لمصر التي كانت ولفترة طويلة مقتصرة بشكل تقليدي على "معسكر واشنطن"، كما أكد الباحث الصيني أن مصر أصبحت دولة تريد التأكيد على مكانتها الإقليمية. وأضاف لي: لا غرابة بهذا التصرف من حيث الاستقلال بسياستها الخارجية، فالقاهرة الجديدة تخلع عباءة التبعية للقوى الدولية التي كانت حبيسة لها خلال الثلاث عقود السابقة، مؤكدا أن الزيارة تعكس أيضا حقيقة أن مصر تقدر الدور الذي تلعبه الصين في العالم. يبدو أن الفترة القادمة ستشهد تغييرا جذريا في علاقات عدد من الدول مع بعضها وتغييرا جذريا في شكل التحالفات والتكتلات الدولية، فها هي مصر تخرج من عباءة أمريكا لتعود مرة أخرى إلى بلاد مشرقها، في حين يبدو أن الصين ستتخلى عن بشار الأسد بعد أن وجدت البديل الأنسب في الوقت الذي من المنتظر أن يدعم فيه الغرب والولايات المتحدة ثوار سوريا خلقا لحليف جديد في منطقة أصبحت وكأنها "تُسحب من تحت أقدامهم" .. وستتوالى تغيرات الخريطة السياسية في السنوات القليلة القادمة. ![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() شكراً على المتابعة
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|