كان صنع الميرون يتم على مدى زمن طويل فى الدير ثم نقل عمل ذلك إلى البطريركية ، واستقر فيها ، فلماذا ؟ ولماذا عاد هذه المرة إلى الدير .
جواب
كان عمل الميرون فى الدير مناسباً جداً ، لقدسية المكان من جهة ، ولأنه بعيد عن ضوضاء العاصمة وضجيجها من ناحية أخرى . فلماذا إذن نقل إلى البطريركية بالقاهرة ؟ حدث ذلك لسبب غير كنسى ، وإنما بسبب المواصلات .كانت الأديرة يصل إليها بالجمال (بالإبل) ، لأنه لم يكن هناك طريق صحراوى مسفلت كما هو الآن تمر عليه العربات بسهولة وتصل إلى الدير بسرعة كأيامنا . إنما الطريق فى رمل الصحراء بالجمل ، شاق ويستغرق زمناً طويلاً ، فكم يكون شعور راكبه وعلى الجمل جمدانات زجاجية محملة بالميرون المقدس وبالغاليلاون ، تهتز باهتزاز الجمل فى سيره ، وعرضه للكسر والانسكاب ، على مدى رحلة تستغرق زمناً طويلاً ؟! وقد حدث فعلاً فى إحدى المرات أن انكسرت جمدانة (إناء زجاجى كبير) من هذه الجمدانات ، ولحسن الحظ كانت من الغاليلاون وليس من الميرون ، فحزن البابا جداً ، وقرر عمل الميرون فى القاهرة ، واستمر الأمر هكذا من البابا ال89 حتى الآن ، حيث تغيرت الظروف ، واصبحت أسباب المواصلات التى دعت إلى هذا التغيير لا وجود لها ، ولا خطر من كسر أوانى زجاجية أو إنسكابها ، بل هناك أوانى غير زجاجية لتعبئة الميرون (بلاستيك مثلاً) . لذلك عاد عمل الميرون إلى الدير كما كان