![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل كان الله لا يعرف ؟! السؤال هل الله كان لم يكن يعرف حينما قال لآدم ( أين كنت ) ؟ ( هل أكلت من الشجرة ؟ ) … هل من المعقول أن يجهل الله شيئاً حتي يسأل غيره عنه ؟! الجواب ليس معني السؤال : أن من يسأل يجهل من يسأل عنه !! فعلم ( البيان ) يشرح كيف أن السؤال يخرج عن معناه الأصلي إلي معناه الأصلي إلي معان أخري . والأمثلة علي ذلك كثيرة جداً منها قول الشاعر : وأبي كسري علا إيوانه أين في الناس أب مثل أبي فهو هنا لا سأل ( أين ؟ ) . وإنما المقصود بالسؤال الافتخار ، وأنه لا يمكن أن يوجد مثل أبيه في العلو … * و كذلك سؤال آخر يقصد به الشاعر التحقير ، بقوله : ودع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير ؟! فهو لا يقصد أن يسأل : هل طنين أجنحة الذباب يسبب ضرراً أم لا ! فالإجابة معروفة . إنما يقصد تشبية تهديد عدو له بطنين أجنحة الذباب الذي لا يمكن أن يضر . و في علم البيان يقال أن هذا سؤال خرج عن معناه الأصلي إلي الاستهزاء أو التهكم أو التحقير .وليس المقصود به معرفة الجواب . · وكذلك يخرج عن معني السؤال للمعرفة البيت التالي : · أنت في الأصل تراب تافه هل سينسي أصله من قال إني فكل إنسان لا ينسي أنه مخلوق من تراب ، ولا يمكن أن ينسي ذلك إنما السؤال ( هل سينسي ) مقصود به الاستحالة ، استحالة النسيان ، فهو تعبير بياني . وبنفس الوضع سأل الله تبارك اسمه قايين بعد قتله لأخيه هابيل ، قائلاً ( أين هابيل أخوك ؟) ( تك 4 : 9 ) . سأله وهو يعرف أين هو … بدليل أنه قال له لما أنكر ( صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض . فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك ) ( تك 4 : 10 ، 11 ) . إنما سأله ليوقفه أمام جريمته التي ارتكبها ، ليتذكر ماذا فعل ، ليعترف بالجرم … وبنفس الوضع سأل أبانا آدم ( أين أنت ؟ هل أكلت ؟ ) لكي يشعره بما فعله من ذنب ، وبأنه خاف واختبأ بعد عصيانه لله وأكله من الثمرة المحرمة … ولا يمكن أن يكون سبب السؤال هو عدم المعرفة ! حاشا … السؤال قصده فتح الحديث مع آدم ، لكي يعترف بما فعل . ولكي يشعر بأن الله لن يترك عصيان آدم محاسبة وبلا محاسبة وبلا محاكمة وبنفس الوضع سأل الرب أيوب . لما حورب بالمجد الباطل . سأله لكي يشعره بجهله وصفعة . سأله : أين كنت حين أسست الأرض ؟! أخبر أن كان عندك فهم ( أي 38 : 4 ) ليس المقصود طبعاً معرفة أين كان وقت الخلق لأنه لم يكن قد ولد بعد . إنما السؤال يقصد به التعجيز ، وإشعاره بجلهه . وهكذا استمر الله في أسئلته لأيوب ( هل في أيامك أمرت الصبح ..؟ هل تربط أنت عقد الثريا ؟ ( أي 38 : 13 ، 31 ) كلها أسئلة ليس المقصود بها طلب المعرفة . كذلك حتي أسلوبنا نحن مع الله دائماً يختلف . فمثلاً حينما تقول يارب اغفر لي وسامحني . كلمة ( اغفر ) في اللغة العربية فعل أمر ، وكذلك سامح . ولكننا لا نأمر في الصلاة بل نتوسل … |
![]() |
|