منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 05 - 2021, 05:49 PM
 
souad jaalouk Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  souad jaalouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123471
تـاريخ التسجيـل : Jun 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 17,077

”مريم العذراء، بتولاً حَكيمَة...“
نستطيع أن نفهم لماذا دُعِيَتمريم العذراء - بتولاً حَكيمَة -على ضوء بشارة الملاك جبرائيلكما يرويها الإنجيلي لوقا (26/1-38).
يطرح عادةً هذا النصّ ثلاث تساؤلات:
ظ،- لماذا الحبل... إلهي؟
ظ¢- لماذا الولادة... عجائبيّة؟
ظ£- لماذا مريم... دائمة البتوليّة؟
قد تكون هذه التساؤلات سهلة والردّعليها واضحاً... غير أنّ معظم الأحيانتبقى الإجابة غير دقيقة وغير علميّة :لذا سنحاول، في مرحلة أولى، أننعالجها انطلاقاً من المحيط الثقافيوالديني الذي نشأت فيه العذراء.سنأخذ من هذا التوضيح، في مرحلةثانية، عبرة لحياتنا الروحيّة.

ظ،- لماذا الحبل... إلهي؟
عند بشارة الملاك لها بأَنهاستحمل وتلد ابناً، قالت مريم :”كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً؟“فأوضحَ لها الملاك :”إنّ الروح القدس سينزل عليكوقدرة العلي تظلّلك...“.ماذا يعني هذا التصريح ؟
سبق أن حبِلت نساءٌ في العهد القديم(طاعنات في السنّ أو عواقر) بطريقة عجائبيّة: سارة، رفقا، حنّة، أليصابات،...لكنّ الحَبَل كان من خلال وِساطة بشريّة.أما بالنسبة إلى مريم فكان الحَبَل”إلهيّاً“، بواسطة الروح القدس،وبدون أي وِساطة بشريّة .
لذلك حَمَلَ جنينُها طبيعتَين :إلهيّة وإنسانيّة:
من أَب، هو الله –ومن أُمّ، هي مريم العذراء.
على اختلاف سائر النساء التيحملت ابناً يتمتّع بطبيعة إنسانيّة فقط،إنّ الحبل الإلهي بالروح القدس سيثبّت أنهذا الجنين هو في الوقت ذاته إلَه وإنسان:”... لذلك يُدعى ابن الله“.

ظ¢- لماذا الولادة... عجائبيّة؟
يقول الملاك لمريم:”لذلك، المولود منك قدّوساً(حرفيّاً: ”قُدسيّاً“)يُدعى ابن الله“.يُوضّح القديس لوقا في هذه الآيةأنّ الولادة ستكون ”بطريقة مقدّسة“وليس الحبل مقدّساً فقط... !
إذا كان الحبل إلهيّاً، أيّ دونتدخّل بشري، فما الهدف إذاًأن تكون الولادة أيضاً عجائبيّة ؟بكلام آخر لماذا لم تلد مريمكسائر النساء، بل حافظتعلى عذريّتها أثناء الولادة ؟ لا بدّ أن نعود هنا، فيما يخصّ هذاالموضوع، إلى مفهوم العهد القديم.
في المعتقد اليهودي، إنّ سَيلان الدمّالذي يصحب المرأة عند الولادةيجعلها هي وابنها في حالة تلوّث،وتصبح، بحسب الشريعة،هي وابنها بحاجة إلى تطهير (راجع سفر الأحبار 1/12-5). فالحياة تكمن في الدمّ، وبما أنّالحياة ملك الله فإراقته محرّمة.
لأنّ إراقة الدمّ تُذَكّر بخطيئة آدم الذيطُردَ من الجنّة واضطر أن يقتل(الحيوان) ليعيش: لذلك يُعتبَرسيلان الدمّ مُدنّساً.من هذا المنطلق نفهم كيف مريمبقيَت عذراء أثناء ولادة يسوع،إذ لا يمكن أن يولد المسيح في محيط مُلوَّث،وأن يكون، وهو إلَه، بحاجة إلى تطهير؟

3- لماذا مريم... دائمة البتوليّة؟
كثيراً ما يُطرَح السؤال التالي:لماذا لم تُنجِب العذراء أولاداً آخرين...أو لماذا بقِيَ يسوع دون إخوة ؟ خاصةًأنّ ”الأسرة الكبيرة“ هي مُباركة عند الله ؟يأتي الجواب سهلاً عامّةً: لأنّ العذراءكرّست حياتها كلّها لابنها ولم تستطعأن تكون إلاّ وَفيّة لهذه الرسالة...
قد يكون الجواب منطقيّاً، لكنّه لا يعالجالنقطة الأساسيّة المطروحة هنا، والمرتبطة بمفهوم العهد القديم ”للتكريس“.بحسب التقليد الربّاني، وأيضاً”الشرع النبويّ“، كل شخص يختبرظهوراً أو تجليّاً إلهيّاً لا يمكنهأن يعود من بعد إلى حياته السابقة:أصبح كليّاً مكرّساً لله.
على سبيل المثال، يفيدنا مرجعمن ”التَلمود“ (تفسير يهوديقديم للشريعة) أن موسى النبي،عندما تجلّى الله أمامه في العليّقةالمشتعلة (راجع خروج 1/3-6)، أصبح كليّاً مكرّساً لله،ولم يعُد له الحقّ بعد ذلك”بالعودة“ إلى امرأته.
أيضاً مريم، عاشت، أثناء بشارة الملاك،تجلّياً إلهيّاً: ”كالعليقة المشتعلة“استنارت أحشاؤها بالروح القدس.ولم يعُد باستطاعتها أن ”تلتقيَ بخِطّيبها“،حتّى ولو كانت عندها النيّة بذلك،لأنّها أصبحت، من تلك اللحظة،مُكرّسة نفساً وجسداً لخدمة الله. ”أنا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك“.
من خلال هذه ”النَعَم الأبديّة“التي لفظتها، كرسّت مريم ذاتها كليّاً لله،ولم ”تعرف“ رجلاً طيلة أيام حياتها.
*في ضوء ما سبق، نستطيع القول إنّمريم رفعت، بإيمانها العظيم، ثلاثتحدّيات، وهي تعلّمنا اليوم كيفنرفعها نحن أيضاً، في حياتنا اليوميّة.
ظ،- ”الحَمَل“ الداخلي إنّنا مدعوّون نحن أيضاً إلى أن نعيش”حملاً روحيّاً“: وهذا يعني أن ”نحمل“في داخلنا مشروع الله الخاصّ لنامن دون أي تدخّل بشري:أي دون أفكار ومصالح شخصيّةقد ”تُجهِض“ مشروع الله الخلاصي لنا.
ظ¢- ”الولادة“ العجائبيّة إنّنا مدعوّون إلى أن نُوَلِّد أيضاًهذا المشروع دون تلّوث :يعني أن نسعى إلى تنفيذه بكلّ أمانة.قد نعرف ماذا يريد الله منّا (زواج،تكريس، مهنة، سفر، إلخ...)،لكنّ ليس من السهل دائماًأن ننفّذ ما يريده منّا دون خطأ.
ظ£- ”البتوليّة“ الدائمةلا يكفي أن نعرف ما هي مشيئة اللهفي حياتنا؛ لا يكفي أن نحقّقها وحسب .بل يجب أن نستمرّ في تحقيق هذاالمشروع بكلّ أمانة طيلة أيّام حياتنا،وهذا يعني ألاّ تدخُل فيه أوتشوّهُهُ مشاريع أخرى دنيويّة .
نحن مدعوّون إذاً– على مثال مريم العذراء –
أن نعيش ”عُذريّة روحيّة“، وهذا يعني :
* أن ”نحمل“ المسيح في داخلنا. وأن ”نوّلده“ في حياتنا. وأن ”نستمرّ“ كلّ يوم في هذا التوليد، بصدق وأمانة .
يا بــتولاً حـكـيـمـة... تضرّعي لأجلنا !


مريم العذراء، بتولاً حَكيمَة...“
رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2021, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مريم العذراء، بتولاً حَكيمَة...“



شفاعتها تكون معنا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2021, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,716

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مريم العذراء، بتولاً حَكيمَة...“

بركة صلوات ام النور تفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كانت مريم بأن تبقى بتولاً لكنهـا رضخت فخُطبت ليوسف
عظمتك يا مريم العذراء غير الدنسة - إبصالية آدام للسيدة العذراء مريم - الشماس بولس ملاك
مديح لعيد صعود جسد العذراء مريم يقال فى صوم العذراء مريم (المعلم ابراهيم عياد)
يا مريم الطاهرة يا بتولاً جميلة يا أمّ مخلّصنا
اكبر موسوعة ترانيم للتحميل عن العذراء مريم على منتدى الفرح المسيحى مع مجموعة عظات عن العذراء مريم


الساعة الآن 03:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024