رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة المسيح وابعادها أبعاد قيامة المسيح الايمانية قيامة المسيح ليست حدثاً تاريخياً فحسب إنما هو حدث إيماني، لأنها يتخطى مدارك الانسان. ن قيامة يسوع المسيح من بين الأموات هي أهم رسالة نادى بها الرسل كما جاء في عظات الكرازة التبشيرية الأولى في سفر اعمال الرسل. وبالرغم من ذلك لم يشرح لنا أحد من الإنجيليين كيف قام المسيح أنما من خلال خبرة الرسل يمكن ان يتخذ المرء اربعة مراحل ليصل الى الايمان اليقين بقيامة يسوع من الاموات: المرحلة الاولى: الشك والنظرة السطحية مريم المِجدَلِيَّة هي أول من رأت الحجر مرفوعًا عن القبر (يوحنا 20: 1)، واكتشفت ان القبر فارغ. فقد رأت كما يرى كل إنسان بحاسة النظر، ولم تفقه سبب القبر الفارغ. وبالرغم من ذلك ظنَّت ان قيامة المسيح مجرد تلفيق او اختلاق من المستحيل تصديقها؛ إذ كانت تعتقد ان الجثمان أخذ كما كان شائعاً في الأوساط اليهودية. لذلك قالَت الى بطرس ويوحنا الحبيب: "أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه" (يوحنا 20: 2، 15). حسبت مريم المِجدَلِيَّة ان كل شيء قد انتهى، ولكن قضية يسوع لم تنتهِ. بل دلَّ القبر الفارغ على ان عمل الله في يسوع ما انتهى في الموت. فكيف نرى الحياة الجديدة فيما وراء الموت؟ فكما كان توما رمز لهؤلاء الذين يحتاجون الى ان يروا لكي يؤمنوا، كذلك مريم المِجدَلِيَّة هي رمز للنساء اللواتي يحتجن الى ان يرينَ كي يؤمِنَّ. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم" أن القديسة مريم المِجدَلِيَّة وإن لم تكن بعد تفكر بوضوح في القيامة، بل ظنت أن الجسد قد أٌخذ، إلاَّ إن يوحنا الإنجيلي لم يحرمها من المديح عمَّا فعلته". رات مريم المِجدَلِيَّة الفراغ القبر، ويعلق رئيس اساقفتنا بيير باتيستا " أن الفراغ الذي علينا أن نعيشه هذه الأيام، ليس مجرد غياب الناس أو الأشياء أو الممارسات، إنما فراغ يدفعنا الى الإيمان الى رؤية جديدة لواقعنا وحياتنا وعلاقتا بالله والانسان بحسب وصاياه وتعاليمه. علينا العودة إلى رؤية الله، وأن نرى فيه أصلنا ومصيرنا وأننا جميعا أبناء الله وإخوة". وهذا ما فعله بطرس ويوحنا ان يكشفا يسوع الحي من خلال القبر الفارغ. المرحلة الثانية: التحقق والنظرة التحليلية: تقوم هذه المرحلة بتحقق المرء من الحقائق. لما رأَتِ مريم المِجدَلِيَّة الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر أَسرَعَت واخبرت سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع (يوحنا 20: 2). الغرض من دَحرجة الحجر امام القبر لا يُقصد به فتح الطريق امام المسيح ليخرج، لأنه كان بإمكانه الخروج منه دون الحاجة الى تحريك الحجر كما دخل الى العليَّة والأبواب مغلقة كما ورد في الانجيل "جاءَ يسوعُ والأبوابُ مُغلَقَة، فوَقَفَ بَينَهم (يوحنا 20: 26). فدحرجة الحجر امام القبر غايتها إعطاء المجال لمريم المِجدَلِيَّة والرسولين بطرس ويوحنا من الدخول. فجاء بطرس "ودَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة" (20: 6)، وتأكد ان القبر فارغ. ورأى الاكفان مرتّبة في مكانها على الأرض، واستدل مِن كل ما رأى ان جسد يسوع قد تحرَّر من اللفائف والمنديل ولكنه ظلَّ مذهولا ومتعجبا من حدث القيامة؛ كما وصفه لوقا الإنجيلي "إَنَّ بُطرُسَ قام فأَسرَعَ إِلى القَبْرِ وانحنَى، فلَم يَرَ إِلاَّ اللَّفائِف، فَانصَرَفَ إِلى بَيتِه مُتَعَجِّباً مِمَّا جَرى" (لوقا 24: 12). المرحلة الثالثة: النظرة الإيمانية لم يكتفِ يوحنا الرسول ان ينظر نظرة تحليلية بل نظرة ايمانية أيضا كما صرّح الانجيل "َفرأَى وآمَنَ" (يوحنا 20 :8). فهم يوحنا فورا لغة القبر الفارغ، والاكفان الممدودة، والمنديل ملفوفا على حدة. فهذه التفاصيل تنفي سرقة الجسد او نقله من موضع الى آخر، لأنه ما من سارق يترك الاكفان في مثل هذه الحالة. فحملته هذه العلامات على الاعتراف في الايمان بقيامة يسوع. "رأى يوحنا وآمن" (يوحنا 20: 8). والجدير بالذكر ان الانجيل لم يفصح عن ذكر اسم يوحنا ليجعل كل واحد مستعداً لان يكون ذاك التلميذ الذي يحبّه يسوع ويحبّ يسوع ويؤمن به وبقيامته (يوحنا 19: 26-27). كيف يمكن أن يكون لدينا إيمان يوحنّا الحبيب، الذي أبصر ما وراء اللفائف التي كانت تُحيط بالجثمان؟ انتقل يوحنا من العيان إلى الإيمان، والايمان "بُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى" (العبرانيين 1:11). ذلك التلميذ الذي سبق ورأى الجرح في جنب يسوع المطعون بالحربة. وقد كتب يوحنا إنجيله لكي نؤمن أن يسوع الذي من الناصرة الذي ولدته العذراء صلب وقام هو المسيح ابن الله، وهو رجاء الشعوب " إِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه. (يوحنا 20: 31). وبهذا الإيمان ننال الحياة الأبدية التي ظهرت في قيامة المسيح. نحن بحاجة الى رؤية جديدة لنستجيب على نحو أفضل ليسوع القائم من الأموات الذي يدعونا اليها بقوله "هلم وانظر". فالقيامة حقيقة تاريخية تتطلب الايمان لأنها تفوق مدارك الانسان. المرحلة الرابعة: الترائي والرؤية الشخصية: لن يقدر المرء ان يقبل حقيقة القيامة إلا بظهور يسوع القائم من بين الاموات ومقابلته ليسوع شخصيا، الامر الذي يُبددَّ كل الشكوك؛ ابتداء من مريم المِجدَلِيَّة مرورأ بسمعان ثم الرسل ثم توما الرسول وصولا الى بولس الرسول. ظهر يسوع لمريم المِجدَلِيَّة “وقال لها مَريَم! فالتَفَتَت وقالَت له بِالعِبرِيَّة: رابُّوني!" (يوحنا 20: 16). ولم يتقبل بطرس حقيقة القيامة مع انه رأى علامات القيامة التي شاهدها يوحنا ولم يؤمن بالقيامة الاّ عند ظهور المسيح القائم ومقابلته شخصيا كما ورد في الانجيل: "إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقاً وتَراءَى لِسِمْعان" (لوقا 24: 34). وبعدئذ قدَّم بطرس تعهده أمام الرب يسوع وكرَّس حياته لخدمته وبدأ في إدراك واقع حقيقة وجود يسوع الحي. وذكر انجيل يوحنا ظهور يسوع للرسل أيضًا "كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه" (يوحنا 20: 19). واكّد بولس الرسول هذه الظهورات: "وأَنَّه تَراءَى لِصَخْرٍ فالاْثَني عَشَر، ثُمَّ تَراءَى لأَكثَرَ مِن خَمْسِمِائَةِ أَخٍ معًا لا يَزالُ مُعظَمُهُم حَيّاً وبَعضُهُم ماتوا، ثُمَّ تَراءَى لِيَعْقوب، ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُل (1 قورنتس 15: 5-7). وبعد ان قدّم توما الرسول تعهده أمام يسوع وكرَّس حياته لخدمته بدأ إدراك واقع حقيقة القيامة معلناً إيمانه للمسيح القائم بقوله: "رَبِّي وإِلهي" (يوحنا 20: 24-31). جاء في الحديث في الإسلام "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي" أمَّا سيدنا يسوع المسيح فيقول الى الرسول توما:" أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا (يوحنا 20: 28). إن هذا الذي يظهر هو يسوع الناصري، والرسل يرونه ويلمسونه كما حدث مع الرسل وتوما (يوحنا 20: 19-29)، ويأكلون معه (يوحنا 21: 9-13). إنه ليس خيالا، بل ظهر يسوع جسده الخاص إذ "أَراهم يَدَيهِ وجَنبَه" (يوحنا 20: 20). إلاَّ أن هذا الجسد لا يخضع للأوضاع العادية في الحياة الأرضيّة " كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم" (يوحنا 20: 19). ويُعلق البابا بندكتس السادس عشر على قيامة المسيح بقوله "يسوع الناصري لم يستأنف حياته المألوفة كما كانت في هذه الحياة، كما في حال لعازر والموتى الأخرين الذين قاموا بفضل المسيح. انه قام نحو حياة مختلفة، جديدة. خرج نحو الله اللامتناهي، وظهر انطلاقاً منه إلى أحبّائه" (كتاب يسوع الناصري). وكان آخر الترائي لبولس الرسول على طريق دمشق كما جاء في تصريحه "حتَّى تَراءَى آخِرَ الأَمرِ لي أَيضًا "(1 قورنتس 15: 8)؛ إنه يختار من شهوده رسلاً له. فيُظهر نفسه لهم، "ولا يظهر نفسه للعالم" (يوحنا 14: 22)، لأن العالم مغلق عن الإيمان. ان حقيقة القيامة تُثبَّت في إيمان الرسل بعد ترائي لهم يسوع القائم من بين الأموات. نستنتج مما سبق ان يسوع احتفظ يسوع بترائية للشهود الذين اختارهم هو بنفسه كما جاء في عظة بطرس الأولى "فيَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك" (أعمال 2: 32). وهكذا إنّ أساس الإيمان المسيحي هو أحداث جرت بالفعل، ونعترف بها من خلال شهادة شهود عيان جديرين بالثقة. المرحلة الخامسة: إيمان مدعوم من الكتاب المقدس تؤكد النصوص الانجيلية حدت القيامة؛ إذ رأى التلاميذ القبر فارغ، والقبر قد وُجد فارغا لا يُبرهن إلاَّ على انه فارغ، وامَّا الاكفان على الأرض والمنديل ملفوفا على حدة مما ينفي سرقة الجسد فمن يؤكد قيامة الرب؟ توحي الرواية ذكريات تاريخية لشهود عيان. لكن لم تشاهد عينا انسان القيامة ذاتها، ولكن علامات لها. ومن هنا يوجد هناك خياران: الايمان انَّ الرب يسوع قد قام من بين الأموات او أن الانغلاق أمام حقيقة القيامة منكرين ومتجاهلين إياها. فهناك حاجة أن يفتح اللَّه ذهن الرسل ليفهموا الكتب المقدسة كما حدث مع تلميذي عمواس (لوقا 24: 44-45). المسيح المُمجَّد مفتاح لكل اسفار الكتاب المقدس كما وصف لوقا البشير لقاء يسوع القائم مع تلميذي عِمَّاوُس "فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه (لوقا 24: 27). وهنا تأتي كلمة الانجيل لتثبِّت الايمان. عندما فهم التلاميذ الكتب المقدسة، لم يعودوا بحاجة الى ان "يروا" أولا، بل أصبحوا يؤمنون استنادا الى كلمة الله. وبعد ان رأى التلاميذ القبر فارغا والاكفان والمنديل تذكروا اقوال يسوع والاسفار المقدسة انه سيموت ثم يقوم من بين الأموات: "أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث" (متى 16: 21). وتذكر التلاميذ أيضا ما تنبأ عنه صاحب المزامير "لأَنَّكَ لن تَترُكَ في مَثْوى الأَمْواتِ نَفْسي ولَن تَدَعَ صَفِيَّكَ يَرى الهوة" (مزمور 16: 10)، واخذوا يفهمون ما قاله السيد المسيح عن تحقيق آية يونان بقيامته "فكما بَقِيَ يُونانُ في بَطنِ الحُوتِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال، فكذلكَ يَبقى ابنُ الإِنسانِ في جَوفِ الأَرضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال. (متى 12: 40). أدرك التلاميذ عندئذ ان القيامة حقيقة تثبِّتها الكتب المقدسة وأنها جزء رئيسي في خطة الله لخلاصنا وتبريرنا، لذلك تحقيقها كان أمرًا ضروريًا. ونستنتج مما سبق ان الرسل اخذوا يفهموا ما ورد في الكتاب عندما حلّ الروح القدس في العنصرة، "كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح"(أفسس 4: 7). ومن هذا المنطلق إننا نؤمن بالقيامة بناء على شهادة الرسل وما ورد في الكتب المقدسة وتقليد الكنيسة المقدسة. المرحلة السادسة: ايمان مدعوم من القربان الاقدس حدت القيامة تُثبِّته نصوص الإفخارستيا التي هي الذكرى الكبرى لموت وقيامة يسوع. يُعيد يسوع القائم من بين الأموات الأعمال التي كان يقوم بها خلال حياته العامة، يأكلون معه (يوحنا 21: 9-13). وهذا ما ساعد على التعرف عليه كتناول وجبة الفطور معهم على شاطئ بحيرة طبرية والصيد معهم (يوحنا21: 6 و12) وكسر الخبز يساعدنا ان نعرف السميح القائم كما هو الحال مع تلميذي عمواس "عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز " (لوقا 24: 35) إلا أنه الآن في حالة المجد. ومن هذا المنطلق، نحن نؤمن بالقيامة عن طريق عيش سر الإفخارستيا. وجرت قيامة يسوع المسيح في اليوم الأول من الأسبوع. ومنذ ذلك الوقت اتخذ المسيحيون يوم الأحد يوم راحة ليقيموا القداس الإلهي تذكارًا لقيامة السيد المسيح (رؤيا 1: 10). الإفخارستيا هي الذكرى الكبرى لموت وقيامة يسوع كما ورد في عشاء يسوع الأخير مع رسله " أَخَذَ خُبْزاً وشَكَرَ وكَسَرَه وناوَلَهُم إِيَّاهُ وقال: هذا هو جَسدي يُبذَلُ مِن أَجلِكُم. إِصنَعوا هذا لِذِكْري" (لوقا 22: 19) فجسد المسيح في سر الإفخارستيا هو جسده الذي اجتاز الموت ثم قام من بين الاموات. ونستنتج مما سبق اننا نتعرّف على يسوع القائم من خلال الكتاب المقدس الإفخارستيا. فنحن مدعوون أن نتعرّف إليه ونختبره كالنسوة والتلاميذ، إنه الإله الذي يحوّل وجودنا ويعطيه معنى جديداً. ان قيامة يسوع هي مفتاح الايمان المسيحي واساس شهادة الكنيسة للعالم. لكن ما هو حدث القيامة لنا؟ هل اختبرناه أم ما زال حدثاً تاريخياً في حياتنا؟ المرحلة السادسة: الشهادة: يبدأ الإيمان الفصحي في فجر القيامة حيث يُظهر يسوع نفسه لتلاميذه ويُعلن بذاته قيامته، وقبل صعوده الى أسماء قالَ لَتلاميذه ((اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين"، "فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات" (مرقس 16: 16، 20). وكانت صرخة للكنيسة في صباح ولادتها على لسان القديس بطرس الرسول: "ليعلم جميع إسرائيل أن يسوع هذا الذي صلبتموه، قد أقامه الله وجعله مسيحاً وربّاً" (اعمال الرسل 2: 23). وأعلن بطرس الرسول أيضا في عظته في بيت قرنيليوس "وقَد أَوصانا أَن نُبَشِّرَ الشَّعْب ونَشهَدَ أَنَّه هو الَّذي أَقامَه اللهُ دَيَّانًا لِلأَحياءِ والأَموات" (اعمال الرسل 10: 42). ان هذا الإعلان الفصحى ما زالت تعيشه الكنيسة حتى نهاية العالم. فهي لا تستطيع أن تصمت عمّا اختبرت في كل مسيرتها الإيمانية، إذ تردّد كل ما قاله الشهود الأولون عن حقيقة القيامة. هذا ما أعطاهم جرأةً في عملهم وفرحاً في آلامهم وثباتاً في إيمانهم. ونحن اليوم بفضل شهادتهم نعلن أن يسوع الرب قد قام حقاً كما يقول بولس الرسول: إِذا كانَ رَجاؤُنا في المسيحِ مَقصورًا على هذهِ الحَياة، فنَحنُ أَحقُّ جَميعِ النَّاسِ بِأَن يُرْثى لَهم. كَلاَّ! إِنَّ المسيحَ قد قامَ مِن بَينِ الأَموات وهو بِكرُ الَّذينَ ماتوا" (قورنتس 15: 19-20). لذلك نحن مدعوون ايضا أن نؤمن ان قوّة القيامة قادرة أن تحقق فينا ما لا تقوى عليه الطبيعة البشرية. مؤدّي شهادة لقيامة المسيح عندما نعيش أسمى لحظات وجودنا ونحدث تغييراً في حياتنا الخارجية ونبدّل في مواقفنا الداخلي وقراراتنا. |
|