رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
← اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: זְכַרְיָה - اللغة اليونانية: Ζαχαριας - اللغة القبطية: Zaxariac. جاء الملاك جبرائيل إلى زكريا ليقول : «لأن طلبتك قد سمعت» (لو 1 : 13).. وهي حقيقة يجدر أن نتوقف إزاءها قليلاً، لكي تؤكد أن أعظم الأحداث في العالم، جاءت نتيجة الصلاة، ولم تأت بسبب ذكاء الإنسان أو جهده أو جبروته أو كفاحه أو ما أشبه مما يظن الناس أنه يوجه أو يغير مسار القصة البشرية على الأرض!: «صلي إبراهيم من أجل ابن فأعطاه الله نسلاً مثل الرمل على شاطىء البحر، وصلى لأجل سدوم فسمع الله وأنقذ لوطًا، وصلى يعقوب لأجل لقاء طيب مع أخيه عيسو، وصلى موسى ليغفر اللهللشعب، وصلى جدعون للتغلب على المديانيين، وصلى إيليا فنزلت نار الله استجابة للصلاة، وصلى يشوع فاكتشف عخان، وصلت حنة فولدت صموئيل، وصلى حزقيا فمات مائة وخمسة وثمانون ألفًا من جنود سنحاريب، وصلى دانيال فكمَّ الله أفواه الأسود وما كان شيء من هذا ليحدث بغير الصلاة!…. أجل إن الناس تصلى. والله دائمًا يسمع!!». ولا شبهة في أن هناك ثلاث إجابات للصلاة، نعم أو لا أو انتظر، وقد يكون من السهل أن نفهم إجابة الصلاة «بنعم» ولكن «لا» قد تكون الإجابة المناسبة، أو قد يكون الجواب : «انتظر» حيث يقف المرء على محطة الانتظار إلى أن يصل قطار الله محملاً بالاستجابة! كانت البارجة الحربية تقف في عرض المحيط الأطلنطي على بعد مئات الأميال من شاطيء الولايات المتحدة، وتسلم أحد البحارة برقية جاء باللاسلكي تقول : «دونالد الصغير توفى بالأمس. الجنازة الأربعاء، هل تأتي. ماري» ونسى البحار واجبه وأغرورقت عيناه بالدموع، وإذ رآه القبطان استفسر عن سر بكائه، فأراه البرقية، وإذ قرأها قال له : أين تقطن. وكان الجواب : في كليفلند، أهايو ياسيدي! فأرسل القبطان عدة برقيات، ولم يلبث أن ظهر قارب حمل الرجل إلى سفينة أخرى لتحمله، واشتركت مواصلات متعددة في الولايات المتحدة ليظهر في الميعاد في الكنيسة في أثناء توديع الصغير! وإذا كان الإنسان في قدرته أن يفعل هكذا، فإن جنود الله وملائكته في السماء على استعداد دائم أن تفعل هكذا، في الميعاد المحدد المعين من الله! والسؤال إذاً، لماذا أبطأ قطار الله في حمل الجواب إلى زكريا، حتى ظن زكريا أن القطار لم يقم أبداً من محطة البداية، أو أن السفينة لم تقلع من الميناء لتسير في بحر الله العظيم، يجيب الكسندر هوايت على ذلك، بالقول إن السفينة كان عليها أن تنتظر سفينة أخرى، تسير هي في المقدمة، والأخرى على مقربة منها، إذ أن الصبي الذي سيولد، سيكون مرتبطًا بصبي أعظم، ورسالة الصبي الأول هي أن يكون خادمًا ومعلنًا عن مجيء الصبي الآخر، فقطار يوحنا أشبه بالقطار الذي يسبق قطار الملك ليعد لوصوله ومجيئه! ظن البعض أن زكريا انتهز الفرصة الوحيدة في عمره في هيكل الله عند تقديم البخور ليطلب طلبته القديمة، ولكن النص الكتابي واضح كل الوضوح بأن زكريا كان لا يتوقع إطلاقًا – وقد بلغت الشيخوخة منه ومن امرأته – أن يكون هناك ثمة رجاء في مجيء ابن في ذلك الوقت المتأخر من العمر، وأعتقد أن الخبر نفسه قد أثار ارتباكه إلى حد بعيد،وكأنما يقول للملاك : لا لقد جئت متأخرًا، ومتأخرًا جدًا، ومن ذا الذي يشرف على تربية الولد وتنشئته؟! لو أنك جئت بالخبر قبل ذلك بأربعين عامًا، لكانت بشارتك أعظم بشارة. وحديثك اشهى حديث إلى النفس، ثم كيف يمكن أن يكون هذا، وقد أصبحت شيخًا فانيًا وامرأتي كذلك! لقد أثار زكريا المشكلة التي يثيرها الضعف البشري عندما توزن الأمور بموازين العقل البشري! ولكن الله لا يمكن أن تنتهي طريقه بنهاية التفكير البشري أو حدود الذهن الإنساني! وقد عوقب زكريا، عندما أراد أن يوقف قدرة الله عند منعطف الذهن الإنساني القاصر! وكانت العقوبة غريبة في حد ذاتها، من المعتقد أنه لم يصب فقط بالبكم بل بالصمم أيضًا، وقد تعذر عليه أن يتكلم إلى الشعب، ولا إلى الذين تكلموا إليه يوم ميلاد ابنه، وتكرر القول : «فكان يؤميء إليهم وبقي صامتاً.. ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى» (لو 1 : 22 و62) وإذاكان الإيماء الأول من جانبه دليلاً على عجزه عن الكلام، لكن الإيماء الثاني من جانب المخاطبين، ينهض دليلاً على تعذر التفاهم معه بالكلام، والحاجة إلى الإشارة التي يمكن أن تقوم مقام الكلام! على أن هذه العقوبة الظاهرة كانت في واقع الحال رحمة من الرب بالرجل، الذي عاد إلى بيته، لتنضم إليه زوجته في نوع من العزلة إذ «أخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي نظر فيها إلى لينزع عاري بين الناس» (لو 1 : 24 و25) كان على زكريا وامرأته أن يقضيا فترة خصبة في روح التأمل والشركة مع الله، وكان عليهما أن يصما آذانهما عن البشر والعالم، ليشكرا الله على العطية الجديدة المرتقبة، ولكي يتعلما في السكون والصمت حكمة أعلى وأسمى وأقوى! ومن المناسب على أي حال في قصة الحياة أن نربط بينها وبين التأملات التي لابد منها، ونحن على مقربة من التوقعات الكبرى التي تبدو لنا قريبة، وقد قيل إن رمسيس الثاني تعود أن يخرج من زمام الحياة، إلى غرفة كان يطلق عليها اسم «غرفة التأملات» ونحن في القرن الحادي العشرين أكثر حاجة إلى هذه الغرفة، التي فيها يمكن أن نتعلم الكثير من الدروس والعلوم والحقائق، ولعل الجبال التي كان يقطن فيها زكريا – والتقليد يقول إنها جبال حرمون – ساعدته كثيرًا على التأمل والسكون في حضرة الله!! ومن اللازم أن نتذكر – بالإضافة إلى ذلك – أن الله اعطي الجواب على سؤال زكريا القديم، وهو في هيكل الله، ومع أننا نستطيع أن نأخذ جواب الله في كل مكان، لكن ما أكثر ما يلتقي بنا الله بالجواب العظيم، في بيته المبارك، عندما نصرخ أمامه : «لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية» (مز 141 : 2) عندما نضع صلاتنا أمامه وننتظر! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نحميا وصلاته |
اختلائه وصلاته |
نَحَمْيَا النبي وصلاته |
يونان وصلاته |
زكريا وصلاته |