رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلب يسوع صلب يسوع من إنجيل القديس لوقا ولمَّا وَصَلوا إِلى المَكانِ المَعروفِ بالجُمجُمة، صَلَبوهُ فيهِ والمُجرِمَيْن، أَحَدُهما عنِ اليَمينِ والآخَرُ عَنِ الشِّمال. فقالَ يسوع: “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لِأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون“. ثُمَّ اقتَسموا ثِيابَه مُقتَرِعينَ علَيها (23، 33- 34). من سفر النبي أشعيا طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ سَلامِنا وبجُرحِه شُفينا (53، 5). تأمّل حقًا إن الله موجود حيث لا ينبغي أن يكون! إن الابن الحبيب، قدّوس الله، هو ذاك الجسد المعلق على صليب الخزي، المتروك للعار، بين مجرمين. رجل أوجاع، ننصرف عنه؛ مثلما ننصرف في الواقع، عن الكثير من الأشخاص "المشوّهين" الذين نلقاهم في طريقنا. كلمة الله، الذي به كان كلّ شيء، لم يعد إلّا جسدًا صامتًا، متألمًا. لقد ثارت قسوة إنسانيّتنا ضده، وانتصرت. أجل، لقد أتى الله حيث لا ينبغي أن يكون ولكن حيث نحن بحاجة ماسّة إلى أن يكون! أتى كي يشاركنا حياته. وقال "خذوا!" دون انقطاع، واهبًا الشفاءَ للمرضى، وغفرانَه للقلوب التائهة، وجسدَه أثناء العشاء الفصحي. لكنه وُجد بين أيدينا، في أرض الموت والعنف: العنف الذي يذهلنا في أحداث العالم؛ العنف الذي يجول في داخلنا: وقد أدرك هذا الأمر جيّدا الرهبان الذين قُتلوا في تبحرين هم الذين أضافوا إلى صلاة "جرّدهم من سلاحهم!" التوسّل "جرّدنا من سلاحنا!". كان من الضروريّ أن يزور لطفُ الله جحيمنا: وهي الطريقة الوحيدة ليحرّرنا من الشرّ. كان من الضروريّ أن يحمل يسوع حنانَ الله اللامتناهي وسط خطيئة العالم. كان هذا من الضروريّ كي يتراجع الموت المنفتح على حياة الله ويسقط، مثل عدوّ يجد من هو أقوى منه ويختفي في العدم. صلاة أيّها الربّ إلهنا، تقبّل تسبيحنا الصامت. كما سدَّ المُلوكُ أَفْواهَهم أَمامَ ما صنع العبد في نبوة أشعيا (را. 52، 15)، هكذا نكون في ذهول أمام الحمل المذبوح من أجل حياتنا وحياة العالم؛ ونعترف أننا بجُرحِه شُفينا. "ماذا أَرُدُّ إِلى الرَّبِّ عن كُلِّ ما أَحسَنَ به إليَّ؟ [...] فلَك أَذبَحُ ذَبيحَةَ الحَمْدِ وباْسمِ الرَّبِّ أَدْعو" (مز 116، 12. 17). صلاة الآبانا أيها المسيح يا من متّ بسبب خطايانا، أيها المسيح يا من قمت من أجل حياتنا، نسألك أن ترحمنا. |
|