نفوس مضيئة في جو مظلم
4) الجموع التي تبعته من بعيد
أولئك الذين قيل عنهم في الإنجيل "وتبعه جمهور كثير من الشعب، والنساء اللواتي كن يلطمن أيضًا وينحن عليه" (لو 23: 27) وأيضًا "وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعته من الجليل، واقفين من بعيد ينظرون ذلك" (لو 23: 49). وقد قال القديس متى الإنجيلي عن هؤلاء النسوة "وكانت هناك نساء كثيرات ينظرون من بعيد، وهن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسي، وأم ابني زبدي" (مت 27، 55، 56). وقد ذكرهن أيضًا مرقس الرسول (مر 15: 40، 41). نحيي كل هؤلاء النسوة فيما أظهرت النسوة فيما أظهرنه من حب ومن إخلاص، وفي كل خطوة خطونها وهن يتبعن المسيح. ونحيى أيضًا النسوة اللائي أخذن الأطياب وذهبن اللائي قبره. وهن يعرفن أنه مغضوب عليه من رؤساء الكهنة ومن الشيوخ ومن الكتبة والفريسيين، ومحكوم عليه من الدولة.. وبطرس نفسه خاف وأنكر أمام جارية. أما هؤلاء النسوة فأظهرن مشاعر الحب من نحوه في أحلك الأوقات، وليكن ما يكون. إن الحب إن كان عميقًا، لا يبالى بالخوف. وقد ظهر وفاء النسوة للسيد المسيح في الوقت الذي تخلي فيه الجميع عنه. تحية لكل واحدة منهن..