رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طرق القيادة الإلهية علّم الودعاء طرقه ( مز 25: 9 ) وجد طرق ثلاث لقيادتنا وإرشادنا، فكلمة الله ترشدنا والروح القدس يقودنا، والطبيعة الإلهية التي أصبحنا شركاء فيها لها فطرتها وسليقتها الخاصة بها. ولا يغيب عن بالنا قط أن غريزة الطبيعة الإلهية وقيادة الروح القدس وتعاليم الكتاب المقدس لا بد وأن تتفق هذه كلها دواماً معاً. وهذا الأمر من الأهمية بمكان، فيجب أن نلتفت إليه وأن نعيره اهتماماً خاصاً، وربما يظن الواحد أنه منقاد بحسب ما تمليه الطبيعة الإلهية، أو متبع قيادة الروح القدس في أمر من الأمور التي لا تتفق مع كلمة الله، مثل هذا في ضلال مُبين. وإذا عمل الإنسان عملاً ما لمجرد وجود محرك داخلي وانفعال نفساني يقوده إلى فعله، يعرِّض نفسه لخطر جلل، إذ ربما يقع في فخ نصبه له العدو، وبذلك يجلب ضرراً عظيماً على الكنيسة، وإهانة كُبرى لاسم المسيح، فيجب والحالة هذه أن نزن المحركات والعوامل النفسانية في مقادس العلي ونطبقها بأمانة تامة على قياس الكلمة الكامل، وبهذه الكيفية نُحفظ من الخطأ والزلل. ومن الخطورة بمكان أن نعوّل على التأثيرات الداخلية التي فينا، أو نعمل حسبما تحثنا قلوبنا. فما أرهب النتائج الوخيمة التي تعقب مثل هذا التصرف. ومن المبادئ التي يجب التسليم بها أن الوقائع قد يصح أن يُركن إليها كما يجوز عدم التعويل عليها، ولكن كلمة الله بالعكس يجب التعويل عليها في كل وقت لأنها محققة وبريئة من كل خطأ. وقد تكون المحركات الداخلية فينا مُضللة لنا كالسراب الذي يظنه الإنسان السائر في البرية ماء فيتبعه ولا يجده إلا مجرد سراب ووهم، ولهذا فلا يجوز لنا أن نعوّل قط على شعورنا وإحساسنا البشري، ولكن نفحص بكل تدقيق أعماق ما فينا لئلا تخوننا هذه الحاسيات وتقودنا للنفاق والرياء والبهتان، أما الكتاب المقدس فنستطيع أن نثق فيه ونعوّل عليه، لأن شائبة شك لا يمكن أن تتطرق إليه. وسنجد هذه القاعدة ثابتة لا استثناء لها، وهي أن الشخص الذي ينقاد بالروح القدس أو يتبع ما تمليه الطبيعة الإلهية يستحيل أن يعمل عملاً يناقض كلمة الله، وهذا ما يجوز لنا أن نسميه من بديهيات الحياة الروحية، ومن القواعد الأساسية في المسيحية العملية. |
|