رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البرادعي .. من نبوءة "الثورة" إلى حلم "الدستور" "قطار التغيير انطلق، والنظام سوف يسقط، والشباب هم الأمل".. نبوءة الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أطلقها فور عودته للقاهرة، فبراير 2009، لتتحقق قبل مرور عامين ويتهاوى نظام - عمره ثلاثون عامًا - خلال 18 يومًا قضاها المصريون بميادين التحرير المختلفة. البرادعي، شيخ ثورة الشباب الذي رفض رفع يده عن المشاركة في أي إطار رسمي خلال المرحلة الانتقالية التي وصفها بأنها "تسير عكس مسار الثورة"، عاد يتنبأ من جديد مخاطبًا الشباب:"ثورتكم ستحقق أهدافها، ولا يجب أن يصل اليأس إلى نفوسكم". وأضاف معلنًا عن صيحته الجديدة:"بعد فترة انتقالية كارثية نؤسس حزبا كنواة لجمع الشمل وتمكين الشباب وتحقيق حلم كل مصري في حياة حرة كريمة". وتابع في المؤتمر الأول لتأسيس حزب الدستور - الثورة سابقًا -:"حزبنا سينقل السلطة إلى الشباب خلال 4 أعوام، وسنسعى لضم 5 مليون مصري وتوفير العيش والحرية والعدالة اجتماعية والكرامة الإنسانية." "لقد خاضت سفينة الثورة طريقاً صعباً تقاذفتها فيه أمواج عاتية وهي تعرف مرفأ النجاة جيدا وتعرف طريقة الوصول إليه. لكن الربان الذي تولى قيادتها - دون اختيار من ركابها ودون خبرة له بالقيادة - أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضي في الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط." كلمات "رئيس جمهورية الضمير" كما يلقبونه دراويشه الشباب، التي قالها في بيان انسحابه من السباق الرئاسي، مضيفًا:"ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا فى اطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها." انسحب البرادعي من الانتخابات على مقعد "الرئيس"، واشترط "صلاحيات كاملة" أفقدته منصب رئيس الوزراء أكثر من مرة، ورفض المشاركة في أطر رسمية عديدة بدءًا من "المجلس الاستشاري" ووصولاً لـ"تأسيسية الدستور".. ماذا نفعل إذن وقد باتت ثورتنا غير موجودة إلا في عالمنا الافتراضي الإلكتروني؟ تساءل الشباب؛ ليأتي الرد من "البوب" إلى "شباب فيس بوك وتويتر":"حزب الدستور"، وشدد ناصحًا: "عليكم أن تعملوا معًا في كيان سياسي منظم حقيقي قادر على تحقيق أهدافكم، ويجب أن نصل للقرى والنجوع بكل محافظات مصر." أطلق حزب الدستور، حملته لجمع توكيلات المؤسسين عبر شبكة واسعة تضم مئات الشباب، وعكف القياديون بالحزب وحكماؤه على كتابة برنامج تكون من 39 صفحة يعكس رؤى الحزب وأفكاره، ثم اتجه المؤسسون إلى باب لجنة شئون الأحزاب، صباح اليوم، ليتقدموا بمشروعهم الوليد ويحصلون على إجازته الرسمية .. فهل تتحقق النبوءة الجديدة للرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى داعيًا للثورة والتغيير، ويتمكن "دستور البرادعي" من تولى القيادة خلال الأعوام القادمة وتمكين الشباب وتحقيق أهداف ثورتهم.. ؟ الوطن |
|