رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآلام الجسدية إذا كانت آلام السيد المسيح النفسية قاسية ومريرة فقد كانت آلامه الجسمية أيضاً رهيبة وقاسية قسوة الموت. فقد لطم ولكم وضرب بالقصبة على رأسه وجلد ووضع أكليل الشوك على رأسه وحمل الصليب وهو منهك وصلب بتسمير يديه وقدميه. 1- اللطم واللكم والضرب بالقصبة على رأسه بعد القبض عليه فى منتصف الليل وقف أمام السنهدرين ورئيس الكهنة وبدأت الإصابات الجسدية بأن لطمه واحد من الخدم(31) ثم بصق الحراس فى وجهه الطاهر "ولكموه. وآخرون لطموه"(32) ساخرين. وكذلك عندما وقف أمام بيلاطس سخر منه الجنود الرومان "وكانوا يلطمونه" و"بصقوا عليه أخذوا القصبة وضربوه على رأسه"(34). وكانت الضربات واللكمات شرسة ووحشية وعنيفة بلا رحمة فقد كانت تنهال عليه بلا وعى وبلا حساب. كما كانوا يضربونه بالقصبة على رأسه بوحشية، فكان يتألم بشدة ولكنه لم يفتح فاه من شدة الألم كما قال الكتاب عنه: "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه"(35). وقد كتب أحد العلماء (د. دافيد ويلز Dr. David Willis) تقريراً عن الجراحات التى لاحظها على صورة الوجه المقدس يقول: "إنتفاخ فى حاجبى العينين – تمزق فى جفن العين اليمنى – إنتفاخ كبير تحت العين اليمنى – إنتفاخ فى الأنف – جرح مثلث الشكل على الخد الأيمن متجهاً بقمته نحو الأنف – إنتفاخ فى الخد الأيسر – إنتفاخ فى الجانب الأيسر للذقن"(36). وهذا يوضح نبؤة الكتاب عنه التى تقول: " لا صورة له ولا جمال ننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس رجل أوضاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهرنا محتقر فلم نعتد به"(37). 2- الجلد كان الجلد عقوبة قاسية تطبق على العبيد والرعاع ولا تطبق على المواطن الرومانى الحر(38). كما كان الجلد يعتبر عقوبة كاملة إذا يجلد المتهم بسوط مكون من ثلاثة سيور من الجلد ينتهى كل منها بقطعتين من العظام أو كرتين من المعدن (قطر 12مم)، فيهوى الجندى الرومانى بكل قسوة بالسوط على الشخص فيحدث ستة تمزقات فى جسده. وكانت هذه العقوبة تؤدى إلى الموت أحياناً من شدة ما تحدثه فى الجسد من تمزقات. والكتاب يقول أن بيلاطس البنطي أمر بجلد السيد المسيح(39)0 ويرى أكثر المفسرين أن بيلاطس أمر بجلد السيد المسيح كعقوبة كاملة "فأنا أؤدبة وأطلقة لكم"(40) لكى يرضىاليهود0 وجلد الجنود الرومان السيد المسيح بوحشية وعنف حتى تركت آثار الجلدات على جسده الطاهر حوالى 130 (*) جرحاً (كدمه) من الكتفين إلى اسفل فتحقق فيه قول الكتاب: " بذلت ظهري للضاربين وخذى للناتفين.وجهى لم استر عن العار والبصق"(41). ولما وجد الجلادان أن السيد علي وشك الموت توقفا عن الجلد وألبسوه ثوب أرجوان.وأخرجه بيلاطس وهو فى هذه الحاله من الالم والأعياء الشديدين لكى يشفي غليل اليهود فيكتفون بذلك ولكن لآجل قساوة قلوبهم لم يكن يرضيهم سوى قتله. "فخرج يسوع خارجاً وهو حامل أكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس هوذا الإنسان.فلما رأه الكهنه والخدام صرخوا قائلين أصلبه أصلبه...يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله"(42). وقبل أن يحمل الصليب "أستهزأوا به ونزعوا عنه الأرجوان" الذى كان قد التصق بالجسد الذى كان ينزف منه الدم من موضع الجلد..مما جعل الجروح تنزف من جديد وتسبب ألاماً مضاعفه ورهيبه "وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه"(43). 3- أكليل الشوك بعد كل هذه الألام الرهيبه وجد الجنود الرومان فى السيد المسيح _ اليهودى العامى الذى يقال عنه أنه ملك _فكاهه وتسليه فضفروا حزمه من الآشواك فى شكل تاج وغرسوها فى رأسه بشده وعنف فأحدثت فى الرأس من خلف وأعلى الجبهه أكثر من إثنتى عشر ثقباً سال منها الدم على الرقبه والعينين وخصال الشعر فكان يحرك رأسه يميناً ويساراً من شدة الآلام التى نتجت عن ذلك ألاماً ناريه لاحد لها: "وضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وقصبه فى يمينه "(44) وما كان يزيد من شدة ألامه أن العسكر كانوا يضربونه بالقصبه على رأسه "وأخذوا القصبه وضربوه على رأسه"(45) فكانت الأشواك تنغرس بعمق اكثر مسببه ألاماً ناريه لاحد لها. 4- الصلب "وبعد ما إستهزأوبه نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب "(46). "فخرج وهو حامل صلبه إلى الموضع الذى يقال له موضع الجمجمه ويقال له بالعبرانيه جلجثه حيث صلبوه"(47). حمل السيد صليبه عبر طريق الألام من دار الولايه إلى الجلجثه (650 يارده) وهو منهك من الدم بسبب هذه الجروح الكثيره التى فى جسده. فكان يئن تحت حمل الصليب الثقيل كما كان السطح الخشن للصليب ينحر فى الجلد والعضلات المتهرئه للكتفين مسبباً تمزقات عميقه وداميه فوق جراحات السياط وكذلك مسبباً ألاماً مبرحه لا حد لها فيسقط بالصليب الثقيل اكثر من مرة على وجهه وركبتيه مما سبب تجلطات وآلاماً اضافية. فأتوا بسمعان القيروانى لمساعدته فى حمل الصليب: "ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع"(48). وكالعادة كان الجنود الرومان يضربونه بالسياط طول الطريق بوحشية وثنية مجردة من العواطف الإنسانية. ثم صلبوه بتسمير يديه بمسمار حدادى مربع فنفذ من المعصم إلى الخشبة ثم سمروا قدميه بنفس الطريقة بلا رحمة ولا شفقة معلقين إياه على الصليب وكان جسده الطاهر محمولاً بكل ثقله على القمين والمعصمين وكان جسده يحمل على قدميه عند أرتفاعه إلى أعلى ويحمل على يديه عند أنخفاضه إلى أسفل للقيام بعملية التنفس وحتى لا يحدث شلل للعضلات الصدرية فيعجز عن التنفس، وقد استمرتا هذه العمليات حوالى ثلاث ساعات، وقد كانت هذه العمليات تحدث آلاماً نارية لا يتصورها العقل "سواء دوران كل من المعصمين حول المسمار الذى يحتك بالعصب الأوسط وبعظام الذراع، أو أرتكاز الجسد بكل ثقله على المسمار الذى أخترق القدمين كليهما"(49). وهنا تحقق قول داود النبى فى نبؤته عن صلب المسيح وآلامه: "كالماء انسكبت. أنفصلت كل عظامى. صار قلبى كالشمع. قد ذاب فى وسط أمعائى يبست مثل شقفة قوتى ولصق لسانى بحنكى وإلى تراب الموت تضعنى. لأنه قد أحاطت بى كلاب. جماعة من الأشرار أكتنفتنى. ثقبوا يدى ورجلى"(50). |
|