رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا سيد أعنِّي! «الكِلاَبُ أَيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذِي يَسقُطُ مِن مَائِدَةِ أَرْبَابهَا!» ( متى 15: 27 ) لم يستطع التلاميذ أن يصلـوا إلى عُمق الأسرار المَكنونة في قلب سيدهم، والظاهـرة في خدمته «فَتقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيهِ قَائِلِينَ: اصرِفهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!». ما أقل معرفتهم بسَيِّدهم! كيف يستطيع المسيح أن يصـرف مسكينًا مُتضايقًا؟ كيف يستطيع ابن الله أن يطرد من محضـرهِ شخصًا متألمًا من عبودية الشيطان القاسية؟ غير ممكن، ومع أنه كابن داود لا يُجيب بكلمة، إلا أنه كابن الله لا يمكنه أن يصـرفها. مع أنه كخادم للختان لا يُعطي جوابًا، إلا أنه كخادم نعمة الله لا يَرُّد سائلاً. مع أنه كمثِّبت لحق الله وصدقه يُصمت، إلا أنه كمُعلن لمحبة الله لا يمكن أن يتقسـى على أحد. فكان عند الرب بركة للمرأة الكنعانية، ولكن كان عليها أن تأخذ مركزها الصحيح، وتنظر إليه ليس كابن داود ولكن كرب الكل، لذلك قال: «لَم أُرْسَل إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيتِ إِسرَائِيلَ الضَّالَّةِ»، وهي ليست من أولئك الخراف، إذ هي كنعانية. ولكن الإيمان لا تقف في سبيله عقبَة، إذ هو يعلم أن البركة التامة موجودة في قلب الرب يسوع، ولا بد له أن يحصل عليها. هكذا عملت المرأة الكنعانية، فقد خرجت مُلتمسة قلب يسوع العطوف، ولم يَصدها شيء ما. ومع أن أسوار التدبيرات والمواعيد كانت عالية وراسخة، ولكنها لم تثنِ عزمها، إذ قد شعرت أنه وإن كان الرب يسوع لا يقدر أن يزحزح تلك الأسوار، ولكنه يقدر أن يرتفع فوقها. وعلمت أنه وإن كانت أمجاد ابن داود لا يمكن أن تُضـيء إلا داخل الحدود اليهودية، ولكن أمجاد ابن الله تستطيع أن تُرسل أشعتها اللامعة إلى كل المسكونة. هكذا علم إيمانها، وهكذا شعرت أنه غير ممكن لذلك الشخص المبارك أن يصرف أي محتاج فارغًا، ولذلك «أَتَت وَسَجَدَت لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّد، أَعِنِّي!». هذه هي النقطة العظمى في هذه القصة الجميلة. فالمرأة الكنعانية تأتي بنفسها إلى الحضرة الإلهية كمسكينة تحتاج إلى المعونة. ولن يُخيِّب الله شخصًا يأتي إليه بهذه الصفة. وما أقوى هذه الكلمات (الآية 25) «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي»؛ سلسلة من ثلاث حلقات، طرفها الأول ”السَيِّد“، والطرف الآخر ”أنا“، والرابطة بينهما المعونة. ومتى كوَّن الإيمان هذه السلسلة انحل المُشكل. إذ إن كلمة ”المعونة“ يمكن أن تشمَل كل ما تحتاج إليه النفس في الوقت الحاضر وفي الأبدية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نعم، أعنِّي كي أحبك؛ فأنت هو إلهي، حاميَّ |