رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى وعصا الله وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات .. وأخذ موسى عصا الله في يده ( خر 3: 17 ، 20) هذه العصا تكلمنا عن قدرة الله وسلطانه في استخدام أوانيه، فالعصا صورة للجفاف وانعدام القوة، وبالرغم من ذلك، كانت الآلة المناسبة لكي يستخدمها الله لإتمام مقاصده الإلهية. وبالرغم من صمتها، فهي تتحدث عن سلطان الله. نحن مثل هذه العصا تحت سلطانه. وفي مرات كثيرة، نكون مثلها أيضًا في جفافها، إذ نشعر في قرارة نفوسنا بذبولنا وجفافنا الروحي، بل وبأننا فاقدون لكل طاقة روحية؛ مما يُصيبنا بحالة من الضيق بل والإحباط، ويجعلنا نشعر شعورًا أمينًا ومُخلصًا بأننا في ذلك الوقت لن نكون الآلة المناسبة التي يُسرّ الله بأن يستخدمها، بل إننا قد نرى أنه من الأمانة ألاّ نخدم الرب في ذلك الوقت، وعلينا أن ننتظر حتى تتحسن الأحوال روحيًا، فيتسنى لنا الحصول على بعض القوة الروحية التي تُعيننا في الخدمة حتى نشعر بأهليتنا لهذه الخدمة أو تلك. هذا هو شعورنا عندما نتحول إلى ما يُشبه العصا، إلا أننا نختبر ونحن في مثل هذه الأحوال نعمة الله الفائقة من نحونا، بل وسلطانه الإلهي علينا. إن الرب له سلطان علينا كما على هذه العصا، إذ يستخدمها بصرف النظر عن كونها عصًا، بل في الحقيقة إنها عصاه. وقد يتعجب المرء أحيانًا عندما يجد أن الله يقودنا بسلطان إلهي أقوى من إرادتنا التي تبغي في قرارة نفسها أن تستعفي من خدمة قَرُب أو حان موعد القيام بها. فنجد الرب وكأنه في إصرار يريد استخدامنا بالرغم من أحاسيسنا المختلفة في مثل هذا الوقت. فكما أصرّ الرب على استخدام موسى قديمًا حتى بعد قولته الشهيرة «أرسل بيد مَنْ ترسل»، هكذا نجده لا يتراجع عن قصده من نحو الآلات البشرية التي قصد في نعمته وسلطانه أن يستخدمها. فتارة نراه يبعث في قلوبنا إيمانًا يرفع قلوبنا فوق إحساس بالفشل والضعف الروحي. كما أنه لا يبخل علينا بالإرشاد الإلهي كيما يتلاقى بنعمته مع أعواز شعبه الغالي. بل إننا نجده في نعمة غامرة يجعل قلوبنا تفيض بكلماتٍ تفوه بها شفاه كانت منذ قليل تستعفي من الكلام، بل والأعجب من ذلك، تلك التأثيرات المباركة التي تتركها هذه الكلمات التي قيلت، أو هذه الخدمة التي قُدمت في ضعف. فيا لروعة النعمة الإلهية!! |
|