اعرف عدوك
عندما تعرف عدوك ولا تجهل أفكاره تعرف كيف تنتصر عليه . عدو المؤمن "الملكوتي" هو أحد اجناد الشر الروحية ( أفسس 12: 6 12 فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماوات ) . لا تستخف بعدوك فهو خصم ماكر يدبر لك المكائد ( أفسس11: 6 ) . يبحث عن نقطة ضعفك دونما كلل، كما يبحث الملاكم الشرس عن نقطة الضعف لدى خصمه فإذا ما لمسها، يستجمع كل طاقاته ويسدد الضربة تلو الضربة الى أن يدفع خصمه للاستسلام . وهو وقح أيضا، كما الذباب ، تطرده من الباب فيعود من النافذة وتطرده من النافذة فيتسلل من ثقب الباب .
أرض المعركة الروحيّة هي ذهنك . يشن عدو الخير الحرب على أفكارك كما في بدء الخليقة : ( أحقا قال الله .. ! ؟ ) ، ليجعلك تشكك في محبة الله لك ودفعك للعصيان ، عدم الطاعة ، عدم الامتثال لمشيئة الآب .
كل جندي يمتلك استراتيجيتين في الحرب، فإما أن يدافع عن نفسه أو يهاجم . أما أنت بصفتك ابن الرب المنضبط فقد امتزت عجبا !
أنت تملك امكانية الدفاع والهجوم وعليك استعمالهما معا . عليك أن تدافع عن نفسك بارتدائك غطاء قيمة وفاعلية دم الرب يسوع المسيح ، فيكون لك الدم الثمين كسور من نار من حولك ( أيوب : ألست أنك أنت سيجت حوله .. ؟ ) . وكما يسيّج البستاني حول الحديقة بأسوار عالية كي يمنع السارق من اقتحام الحديقة وسرقة الثمار، عليك أن تسيّج من حولك بالدم الثمين . اياك أن تترك ثغرة كي لا تتسلل منها الثعالب الصغيرة فتفسد الكروم .
ما من جندي يذهب إلى الحرب دون أن يرتدي ثياب الحرب لتصدّ عنه سهام العدو، وإلا استخفّ به عدوه وقضى عليه من الضربة الأولى ! ما من جندي يذهب الحرب دونما أسلحة . سلاحك كلمة الله التي تشنها في وجه عدوك كما فعل الرب يسوع بقوله للشيطان : مكتوب !
عندما يأتيك عدو الخير بفكرة مرعبة ، مثلا كوسوسته لك ان الوضع الاقتصادي العالمي سيء وأنك ستجوع . لا تتزعزع ! استلَ سيف الروح واطعنه به . قل له مكتوب : " الأشبال احتاجت وجاعت أما طالبو الرب فلا يُعوزهم شئ من الخير" أقرضُ أمما ولا أقترض من أحد" ، " الصدّيق في زمن الجوع يُشبَع" ؛"لا عَوَزَ لمتقيه" . ؛
وإن أتاك مثلا بالوسوسة أنك ستقضي عمرك وحيدا حزينا ، استلّ سيف الروح وقل له ، مكتوب : " فرح الرب هو قوتكم"، وإن أتاك بفكرة الضعف قل له مكتوب : " ليقل الضعيف بطل أنا "،" تكفيك نعمتي، قوتي في الضعف تكمل" . واجه عدوك دونما خوف فأنت لا تجهل افكاره . إن لم تقوَ على خصمك سيقوى عليك . إن لم تقوى على حزنك سيقوى عليك فتقع في مشاكل صحيّة خطيرة . غطِّ نفسك بالدم الثمين للحماية وتناول سلاحك لتهاجم عدوك كما تناولت ياعيل، الوتد وطعنت عدو الخير ( سيسرا ) في رأسه ( حيث أرض المعركة ) فأردته قتيلا !
بصفتك ابن ملك الملوك، أنت تملك سلطان ونفوذ الملك . لا تكن جبانا فتذهب لملك ٍ آخر متوسلا اليه أن يهرع للدفاع عنك . استعمل سلطانك . هاجم عدوك بثقة أن الله القدير معك، وأنه سيدفع عدوك في يدك، لذا لكَ النصرة وله الكسرة والحسرة . لا تنوح وتولول بضعف عندما تراه آتيا اليك . اذهب أنت اليه كما ذهب داوود باستخفاف لجليات، كما ذهب يشوع وكالب متمنطقان بالوعد : هو خبزنا !
بنت زيت