رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح المصلوب «إلهي، إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي، عن كلام زفيري؟» ( مزمور 22: 1 ) ما كان ممكنًا للرب يسوع المسيح أن يذهب إلى الموت لو لم يكن الله قد سمح بذلك، لأنه لو أراد ألَّا يذهب لطلبَ من أبيه أن يُرسل إليه اثني عشر جيشًا من الملائكة، بل كان في مقدوره أن يصنع معجزة ويخلِّص نفسه، بل كان يمكنه أن يمضي من جثسيماني سالمًا بينما كل أعدائه مُنبطحون على الأرض. لكنه لم يأتِ إلى هذا العالم بغرض كهذا، ولا هو أتى إلى العالم ليخرج منه مرفوضًا وحسب. وإذا نحن رأيناه يموت على الصليب فإنه لا يسَعنا إلا أن نقرّ بأن هناك فكرًا محتومًا ونيَّة معقودة وقصدًا معلومًا يتحقَّق، ويؤتي ثمرَهُ الحلو عن طريق الموت. لماذا ينزل يسوع المسيح إلى الموت ويحتمل الدينونة، لو لم يكن من أجل أولئك الذين يخلُصون من تحت هذا الحكم عينه؟ لأجل ذلك إذا كنا نراه في الموت وتحت الدينونة، فإننا نرى هناك أيضًا أولئك الذي من أجلهم جاء. وإذا كنا نراه يقوم من بين الأموات وقد اجتاز الدينونة، فإننا نرى في ذلك قوى الشر وقد أُبطلت، والدينونة وقد أُنهيت. وفي هذا كله نرى كماله الإلهي الفائق. نرى محبته القوية الفائقة، إنه قد جاء ليجتذب قلوب الناس، والناس لم يرضوا به، فمضى إلى الصليب وهناك تمجَّد الله كالقدُّوس الذي ينفر نفورًا من الخطية، وكالحكيم الذي جلَّت حكمته، تمجَّد الله في كل صفاته في صليب المسيح. وفي المزمور الثاني والعشرين، يُعبِّر المسيح، ليس فقط عن الحق الجوهري الخاص بتركه من جانب الله، بل أيضًا يُعبِّر عن طريقه الذي سلَكَهُ على الأرض، والذي انتهى به إلى هناك. إنه يُعبِّر عن الظروف التي أحاطت بمسلَكه، والتي تشهد كلها عن الحضيض الذي تردَّى فيه كل العالم. لقد قوبلت محبته بعداوة على طول الخط، لكن محبته لم تبرُد ولم تفتُر، بل مضت إلى نهاية الطريق، حيث استُعلنت في قوتها وكمالها على الصليب. وكما أنه ليس هناك ما يُظهر حقيقة سقوط القلب البشري مثل الصليب، فإننا هناك أيضًا نواجه الشر في شناعته وضراوته وجهًا لوجه. هناك، وهناك فقط، في الصليب نرى الشر عجاجًا متلاطمًا، وفي الوقت نفسه نعمة الله الغنية في كمالها الإلهي تواجه تيار الشر العنيف. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انه المسيح المصلوب |
جسد المسيح المصلوب الذي هو ذات جسد المسيح القائم من الموت |
سرّ المسيح المصلوب |
المسيح المصلوب |
وجه المسيح المصلوب |