رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حتى أن اعترفوا معنا، بأسم "الابن" وذلك لأنهم لا يريدون أن يدانوا علناً من الجميع. إلا أنهم ينكرون أن الابن هو المولود الذاتى لجوهر الآب. ويبنون انكارهم على أساس أن الابن – بحسب كلامهم – يوجد. بلا شك، من جوهر يتجزأ وينقسم الى أقسام. وهذا الكلام لا يقل بالمرة عن غنكارهم أنه ابن حقيقى، وإنما هم يلقبونه بلقب ابن. بالاسم فقط. أفلا يرتكبون خطأ جسيماً حينما يتصورون أفكاراً جسدية. وينسبونها لغير الجسدى (اللاجسدى). وحينما بسبب ضعف طبيعتهم الخاصة. فإنهم ينكرون طبيعة الآب وذاتيته؟ لقد حان الوقت لهؤلاء الذين لا يفهمون كيفية وجود الله ولا ما هى هيئة الآب، أن ينكرون أيضاً. لأن هؤلاء الناس الأغبياء يقيسون مولود الآب بمقاييسهم البشرية الذاتية. وان اناساً يفكرون بمثل هذه الطريقة أنه لا يمكن أن يكون هناك ابن لله. فإن هذا أمر يستحق العطف والرثاء. ولكن يلزم أن نستمر فى سؤالهم وفضح أفكارهم. إذن فان كان الابن – كما تقولون – تكون من العدم. ولم يكن موجوداً قبل أن يولد، فإنه – على ذلك – يدعى ابناً والهاً وحكمة بحسب المشاركة فقد مثله مثل كل الأشياء الأخرى، فغن كل هذه الأشياء الأخرى (أى المخلوقات) قد تكونت وتقدست وتمجدت بالمشاركة أيضاً. إذن فهناك حاجة ملحة أن تقولوا لنا. من هو الذى يشاركه (الابن). ما دامت كل الأشياء الأخرى لها شركة فى الروح (القدس). أما هو – فبحسب قولكم- لمن يستطيع أن يكون (الابن) مشاركاً؟ هل للروح؟ بل كما قال هو ذاته حقاً بالأحرى ان الروح نفسه يأخذ من الابن(40) ومن غير المعقول القول بأن هذا (الابن) يقدس من ذلك (الروح). ولا يتقبى بعد ذلك بالضرورة إلا أن نقول أن الآب هو الذى يشاركه الابن. إذن من هو الذى يشاركه (الابن). ومن أين هو؟ فلو أن هذا (المشارك فيه) كان شيئاً من الخارج، مدبراً من الآب، فلن يكون فى الامكان أن يشارك الابن الآب، بل يشارك ذاك الذى هو من خارج الآب. ولن يكن الابن بعد ذلك، ثانياً بعد الآب. إذ أن ذاك الذى من خارج سيكون سابقاً على (الابن) ذاته، ولن يكون ممكناً أن يدعى ابن الآب، بل ابناً لذلك الذى باشتراكه فيه دعى ابناً والهاً. وان كان هذا أمر غير لائق وكفرى. إذ أن الآب يقول "هذا هو ابنى الحبيب"(41) وأيضاً يقول الابن أن الله أبوه(42). فيكون واضحاً إذن. أن ما يشترك فيه ليس من الخارج. وإنما هو من جوهر الآب. ومرة أخرى. إن كانت هذه المشاركة. شيئاً آخر. غير جوهر الابن، سيحدث نفس الخطأ، إذ فى هذه الحالة – سيكون هناك شئ فى الوسط بين ما هو من الآب وبين جوهر الابن أياً كان هذا الشئ. القديس اثناسيوس الكبير |
|