منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 04 - 2021, 12:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

فلو كانت لديهم الثقة فى ما يقولونه، لكان من الواجب عليهم أن يظلوا ثابتين على موقفهم، ولا يتغيرون بطرق متنوعة، ولكنهم يرفضون ذلك. ظانين أنه يمكنهم أن ينجحوا بسهولة، إذا هم أخفوا هرطقتهم تحت ستار كلمة "غير المخلوق" (غير الصائر) وفى الواقع فإن لفظة "غير المخلوق" هذه لا تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى الابن – ولو أنهم يتذمرون – بل بالنسبة إلى المخلوقات وهكذا يمكن أن نرى نفس الشئ فى كلمة "ضابط الكل"، وكلمة "رب القوات" فلو أن الآب يضبط ويسود كل الأشياء من خلال الكلمة. والإبن يملك مملكة الآب وتكون له السيادة على الكل. حيث أنه هو كلمة الآب وصورته. فيكون واضحاُ إذن أن الابن لا يحسب من بين الكل، ولا يسمى الله "ضابط الكل"، "والرب" بالنسبة إلى الابن، بل بالنسبة إلى المخلوقات التى (تكونت) عن طريق الابن، وهى تلك التى يضبطها ويسودها بواسطة الكل. وهكذا فإن لفظة "غير مخلوق" لا تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى الإبن ولكن بالنسبة إلى المخلوقات التى هى عن طريق الإبن، وأن هذا لصواب، حيث أنه ليس مثل المخلوقات. بل هو خالقها وصانعها بواسطة (من خلال) الإبن. كما أن لفظة "غير مخلوق" تستعمل (عن الله) بالنسبة إلى المخلوقات، هكذا أيضاً فإن كلمة "الآب" تعلن عن الإبن. فإن من يسمى الله صانعاً وخالقاً وغير مخلوق. فإنه يرى ويفهم الأشياء المخلوقة والمصنوعة. أما الذى يسمى الله أباً فإنه فى الحال يدرك الإبن ويعرفه. ولذلك فقد يدهش البعض من حبهم للجدال مع عدم تقواهم، لأنه بالرغم من أن لكلمة "غير المخلوق" معنى حسن – سبق أن أشرنا إليه – بحيث يمكن أن نذكر هذه الكلمة بورع وتقوى، أما هم فيتكلمون بها لأجل إهانة الإبن بحسب هرطقتهم، وهم لم يقرأوا، أن الذى يكرم الإبن، إنما هو يكرم الآبن والذى لا يكرم الإبن، إنما هو لا يكرم الآب (يو23: 5) لأنهم لو كان لديهم أى أهتمام – على وجه العموم – بتمجيد وتكريم الآب، لكان من واجبهم بالأحرى، أن يعترفوا بأن الله أب ويلقبونه كذلك، بدلاً من أن يسمونه بهذه الطريقة (أى غير المخلوق)، وكان هذا سيكون أفضل وأعظم.

أما أن يسموا الله "غير المخلوق". متخذين هذه التسمية من أعماله المخلوقة، كما سبق أن قلنا – وهكذا يلقبونه خالقاً وصانعاً فقط، ظانين أنهم بهذا يستطيعون أن يعتبروا "الكلمة" مخلوقاً حسب أهوائهم. أما الذى يدعو الله أباً، فإنه يسميه هكذا نسبة إلى الإبن بدون أن ينكر أنه ما دام يوجد ابن، فبالضرورة فإن كل المخلوقات قد خُلقت عن طريق الإبن. وأولئك عندما يسمون الله "غير المخلوق" فإنما يشيرون إليه فقط من جهة نسبته إلى المخلوقات. وهم بذلك لا يعرفون الابن مثلهم مثل الامميين. أما الذى يدعو الله أباً، فإنه يسميه هكذا نسبة إلى "الكلمة". والذى يعرف "الكلمة". فإنه فى نفس الوقت يعرف أنه الخالق. ويفهم أنه كل شئ به قد كان (قد صار) (يو3: 1).

القديس اثناسيوس الكبير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يد الله ضابط الكل وخالق الكل
المسيح ضابط الكل و فوق الكل
نحن في قلب ويد ضابط الكل
ضابط الكل
انت ضابط الكل


الساعة الآن 08:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024