رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تأتي إلي الله إنه كان في الكورة البعيدة يعيش في تعب. ثم فكر أن يأتي إلي أبيه ليستريح فأتى إليه بقلب منسحق يقول: "أخطأت إلي السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعي لك ابنًا" (لو 15: 21). وبهذا الانسحاق قلبه أبوه، وأقام له وليمه فرح وألبسه الحلة الأولي، وجعل خاتمًا في يده.. بينما أخوه الأكبر خسر الموقف، لأنه رفض أن يأتي، وتكلم مع أبيه بكبرياء قلب. لا تأت إلي الله متكبرًا، تقول له: لماذا تتركني وتضطهدني. ولا تنسب إلي الله كل أسباب مشاكلك، غير معتقد أنك أنت السبب، بل تنسب السبب إلي تخلي الله عنك!! إنما تعال إليه منسحقًا، لكي تصطلح معه. وكما قال أحد الآباء: اصطلح مع الله، تصطلح معك السماء والأرض.إذن لا تأت إليه فقط لكي يريحك من أتعابك ويحل لك مشاكلك، إنما تعال أولًا لكي تصطلح معه. فربما يكون السبب الأصلي في مشاكلك، أنك في خصومة مع الله وإن طرقك لا ترضيه.. ويقول لك الله: أنا مستعد أن أريحك، إنما المهم أن تترك الطريق الخاطئ الذي تسير فيه. وكما يقول: ارجعوا إلي، أرجع إليكم، قال رب الجنود (ملا 3: 7). وحينما تصطلح مع الله. تجد الدنيا كلها قد اصطلحت معك، ويعطيك الرب سلامًا وراحة في قلبك. يعطيك هدوءًا داخليًا، وثقة وطمأنينة. وغالبًا ما يكون سبب تعب الإنسان، هو شيء في داخله يتعبه. هنا يعجبني قول القديس يوحنا ذهبي الفم: لا يستطيع أحد أن يضر إنسانًا ما لم يضر هذا الإنسان نفسه. فمن الجائز أن يكون سبب متاعبك، هو أنك تضر نفسك، فإذا ما اصطلحت مع الله وأتيت إليه تائبًا، ستتخلص من ضررك لنفسك، وتكون راحتك سهله وممكنه. كثيرون يأتون إلي الله، ولكن ليس عندهم إيمان أن الله سيحل مشاكلهم! ويصلون وهم لا يحسون إن الصلاة ستكون لها نتيجة، وهكذا يستمرون في تعبهم بسبب عدم إيمانهم، وبسبب فقدانهم للرجاء والثقة بالله. لقد قال السيد المسيح للمرأة الخاطئة التائبة "إيمانك خلصك، فاذهبي بسلام (لو 7: 50) وقال للأبرص الذي شفي "قم وأمض.. إيمانك خلصك" (لو 17: 19). وقال للأعمى المستعطي في أريحا "أبصر إيمانك قد شفاك" (لو 18: 42) وقال للأعميين "بحسب إيمانكما. لذلك تعال إليه بإيمان، واثقًا أنه سيريحك، وحينئذ ستستريح.. فهو الذي قال "احملوا نير عليكم، وتعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 11: 29). إذن احمل صليبك واتبعه. وحينما تأتي إليه في مشاكلك، لا تأت متذمرًا متضجرًا، بل تعال في حياة التسليم، خاضعًا لمشيئته، متذكرًا قول الرسول: "واحسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2). بهذا لا يضغط عليك التعب، لأن قلبك سليم من الداخل. لم تستطيع المتاعب التي في الخارج أن تتعب القلب من الداخل مملوء بالسلام والطمأنينة وبالفرح، حتى في وسط الضيقات.. فإن لم يكن لك هذا الشعور، أطلبه من الله. وهو الذي يهبك السلام، لأنه هو الذي قال "سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم" (يو 14: 27). أن من ثمار الروح "محبة وفرح وسلام" (غل 5: 22). فإن كانت لك ثمار الروح هذه، ستحيا دائمًا مستريحًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عندما تمتد أيدينا لتعمل ”عمل الله“ فنكون ”خدام الله“ |
تأتي من الله |
و يُحكى أن السعاده قد تأتي بـِ كلمـہ و قد تأتي بـِ نظرَة |
كيف تأتي إلي الله |
«من الاصغاء تأتي الحكمة ، و من الكلام تأتي الندامة» |