رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محطات القديسة مريم المصرية السائحة يزخر التراث القبطي بالعديد من القديسات العظيمات ذوات المعجزات، كما ورد ذكرهن بين أسطر كتب السنسكار القبطي، والكتب التراثية التي تناولت سير القديسين والرسول والأوليين، ويصادف اليوم الأحد، تذكار نياحة القديسة مريم المصرية السائحة، أحد أبرز القديسات في العقيدة المسيحية الشهيرة بقوة الإيمان، وقدرة العودة إلى الله بعد سنين المعاصي، كما تعد إحدى الشخصيات المؤثرة والمُلهمة في عدد من الكنائس الأرثوذكسية، الكاثوليكية الشرقية، والرومانية الكاثوليكية. ولدت هذه القديسة عام 356م بمدينة الإسكندرية، وهى من أبوين مسيحيين متقين، كانا يشتهران بشدة الإيمان، إلا أنها كانت ضلت طريق الإيمان، وعندما بلغت من العمر 12 عامًا قامت بممارسة المعاصي والأخطاء، واستمرت في هذه الحالة الآثمة لمدة تقرب من سبعة عشر عامًا، حتى أدركها الإيمان، حين علمت بذهاب بعض أبناء الكنائس إلى بيت المقدس، فسافرت في صحبتهم، ولكن استطاع الشيطان إرجاعها إلى المعاصي، واستمرت في ممارستها رغم قربها من بيت المقدس المبارك. وذكرت بعض الكتب التى تناولت سير القديسين والقديسات، أنها ذات ليلة أرادت الدخول من باب كنيسة القيامة بالقدس، فشعرت بقوة تمنعها من الدخول، حتى أنها لم تستطع رؤية الصليب الموضوع في إحدى زوايا الرواق، وعندما تكررت هذه الواقعة شعرت أن السبب في حجب رؤية الصليب هو ضلالها وحياتها الدنسة التي منعتها من الدخول، عندئذ رفعت عينيها لأيقونة القديسة العذراء مريم، وقد لمست كلمة الخلاص عقلها، وهمس الإيمان فى قلبها مما أشعرها بضرورة القرب إلى الله، وعزمت على ترك الخطيئة وزهد الحياة والانغماس في محبة يسوع المسيح ما تبقى من عمرها. كان قرار توبتها صادقًا نابعًا من قلبها ما جعل الله يقبل عودتها، واستطاعت دخول الكنيسة من دون حجب أو منع، وعندما أدركت أولى أعتاب الكنيسة سكبت دموعًا غزيرة وشعرت بقبول توبتها، وأن الله قريب ويعلم بما يجري في داخلها، على الفور توجهت إلى الأيقونة التى أخذت بعزمها إلى الإيمان أغمضت عينيها واستمرت تدعو الله بصدق كبير ودموع غزيرة أمام أيقونة العذراء وطلبت شفاعتها. فى تلك الأثناء سمعت القديسة التائبة صوتًا يرشدها لتتوجه إلى صحراء الأردن لتجد مكانًا للخلاص، أى العودة إلى الإيمان الصادق، واستمع لها كاهن الكنيسة آنذاك، وبعد أن تناولت قربان وأسرار الكتاب المقدس، المتمثلة في "سر الاعتراف وسر التناول"، أخذت طريقها إلى البرية "صحراء الأردن" لتقضي بقية حياتها،عند ذلك أسلمت مشيئتها للسيدة العذراء التي كانت تقودها وتقويها في كل خطوة تخطوها. وتمثل هذه القديسة خير مثال عن التوبة، حيث استطاعت أن تحارب الرغبات والأهواء نحو ما يقرب من سبعة عشر عامًا، ذلك بسبب ما صادفته وعاشته خلال حياتها قبل التوبة، ولم يفارقها الشيطان إلا أنها استطاعت بجهادها واستعانتها بالعذراء، والدة يسوع المسيح، التي عاهدتها على عدم الرجوع إلى الفجور والسّير في طريق التوبة الصالحة، على الصمود في مواجهة الشهوات والشيطان، وتخطي هذه الصراعات الداخلية التي كانت تحاربها دومًا من أجل رضا الله. كما روت الكتب القبطية، أن القديس الأنبا زوسيما هو من نقل سيرة هذه القديسة وحكى عن عدد من المعجزات التي استطاعت أن تحققها هذه التائبة الصادقة المحبة لله، ذلك لما شاهده من معجزات عندما كان يتوجه إلى الجبال والبرية خلال الصوم الكبير للانعزال وتحقيق الحياة الرهبانية والتفرغ للصلاة، فبعد رحيلها عاد إلى ديره وأخبر الآباء الرهبان بسيرتها المباركة، واستمر القديس زوسيما يتردد على مغارتها كل عام. وعندما بلغت هذه القديسة 76 عامًا رحلت إلى الأمجاد السماوية، وهى ساجدة تصلى، وقضت منها 47 عامًا في المخضع بالصحراء، تبحث عن عودتها إلى الله وتواجه محاولات الشيطان الذي لم يستطع أن يرجعها عن الإيمان، وتحرص الكنائس القبطية الأرثوذكسية على إحياء تذكار نياحة هذه القديسة التي تعد مثلًا لكل من وجد الله فى قلبة، واستطاع مواجهة كل الصعاب بالاعتراف بالخطأ، كما أنها تعتبر خير تطبيق لآية الكتاب المقدس (يوحنا 25:9)، "إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة مريم المصرية السائحة|تصميم |
صور القديسة مريم المصرية السائحة |
القديسة مريم المصرية السائحة |
صورة القديسة مريم المصرية السائحة |
قصة حياة القديسة مريم المصرية السائحة |