زنار مريم الذي أخذه القديس توما وقت نياحة العذراء مريم
مقدمة
عندما ننظر لهذه الأيقونة وهي أشهر أيقونات أمنا السيدة العذراء مريم وجاءت نقلاً عن الوضع التي ظهرت به في كنيستها بالزيتون ورأها الجميع رجال ونساء وأطفال المسيحين وغيرهم وأعترفوا بظهورها والمعجزات التي تبعت هذا الظهور المفرح .
يعتقد الكثير من الناس أن زنار أمنا العذراء مريم والذي أخذه توما ليؤكد أنه رأي الجسد محمول علي أيادي الملائكة وصاعدين به إلي السماء كان شكله كما يظهر في هذه الأيقونة وهذا غير صحيح ولعلنا نجد أسئلة ليس لها أجابة مثل :
– ماذا فعل توما الرسول بالزنار ؟؟
– ماذا حدث للزنار بعد إستشهاد الرسول ؟
– أين الزنار الآن ؟؟؟ في مصر ؟؟أم في قبرها بأورشليم ؟؟
– هل تعرض للخطر مثلما تعرض كفن السيد المسيح للحريق عدة مرات ؟؟
كل هذه الأسئلة تحتاج أن نبدأ رحلة الزنار من وقت نياحة أمنا العذراء مريم حتي نصل لأجابة هذه الأسئلة ولهذا سندرس الآتي :
– الفصل الأول : نياحة أمنا العذراء مريم
– الفصل الثاني : متي رأي القديس توما جسد العذراء مصاعداً للسماء؟
– الفصل الثالث : هل صعدت العذراء مريم مثل السيد المسيح حياً بالجسد؟
– الفصل الرابع : قبر العذراء مريم
– الفصل الخامس : رحلة زنار السيدة العذراء مريم
الرب قادر أن يجعل هذه الدراسة سبب بركة لكل منا بشفاعات أمنا العذراء
الفصل الأول
نياحة السيدة العذراء مريم
ظلت العذراء في بيت يوحنا بعد قيامة وصعود السيد المسيح ،ومع ذلك كانت تتردد علي القبر المقدس دوماً حيث تصلي وتتضرع لإبنها أن يقرب موعد رحيلها من هذا العالم الزائل وبعد أن احتملت من اليهود متاعب وإضطهادات كثيرة بسبب ترددها علي القبر ،فتآمر اليهود علي حرقها ولكن حملتها سحابة نورانية إلي حيث كان القديس متياس مسجوناً ،فبصلاتها سالت السلاسل وكل الوثق الحديدية وصارت سائلة كالماء وخرج من السجن مع كل المؤمنين وبسبب هذه الأعجوبة العظيمة قد آمن الوالي وجميع أهل المدينة بالسيد المسيح وإعتمدوا من القديس متياس ثم رجعت بعد ثلاثة أيام أورشليم .
وفي يوم الثلاثاء 21 طوبة عام 5545 لآدم أسلمت العذراء روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها ” تذكر بعض المراجع أنه كان في وقت الساعة التاسعة ” وبوجود التلاميذ القديسين الذين حضروا ما عدا توما الرسول والذي كان في الهند ،ثم كفنوها ووضعوها في تابوت وخرجوا ليدفنوا الجسد ،وفي أثناء طريقهم للقبر هجم عليهم اليهود وقام أحدهم بدفع الصندوق عن أيدي حامليه بغرض إحراقه فأنفصلت يده وتثبتت بالصندوق ” يقال أن إسمه ثأوفينا وهو بنفسه مريض بيت حسدا الذي أبراه المخلص ( يو 18-1:5) “. وبعد أن صلي الأباء الرسل طالبين شفائه أستجاب لهم فآمن الرجل بالسيد المسيح وأستكملوا الطريق حتي وصلوا للقبر ودفنوا الجسد بإكرام جزيل وقد بلغت من العمر 58 سنة و8 شهور و 16 يوم .
الفصل الثاني
متي رأي توما جسد العذراء مصاعداً للسماء ؟
وكان التلاميذ يسمعون أثناء ذلك أصوات الملائكة والترانيم والتسبيح وظلت كذلك ثلاثة أيام فكرهوا أن يتركوا الجثمانية ألا بعد أن أنقطعت أصوات الملائكة ، وبعد عودتهم التقوا بتوما والذي كان في الهند يبشر بالمسيح ، فأخبروه بنياحة السيدة العذراء يم فلم يصدق وطلب أن يري الجسد بنفسه حيث أنه لم يصدق حقيقة قيامة السيد المسيح إلا بعد أن عاين مكان المسامير ،فذهبوا معه ولما كشفوا التابوت لم يجدوا الجسد فحزن التلاميذ وظنوا أن اليهود قد أتوا وسرقوا الجسد ولكن طمأنهم توما وقال أني رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدي الملائكة ،فقال لي أحدهم أسرع وقبل الجسد الطاهر ” وهذا المكان الذي تلاقي فيه توما الرسول ورأي جسد العذراء يقال عنه الآن دير بير العين وهو علي جبل أخميم بمحافظة سوهاج ” وطلب علامة يبرهن بها لأخوته التلاميذ عن صدق كلامه فأخذ زنارها ” حزام ” .
وكان ذلك في اليوم الثالث من نياحتها حيث كانت نياحتها يوم 21 طوبة وبالتالي يكون توما رأها في اليوم الثالث من نياحتها وهو 24 طوبة . وطلب الرسل من الرب أن يريهم الرؤيا التي رأها توما علي السحاب فصاموا وصلوا إلي يوم 16 مسري حيث تم الوعد لهم برؤيتها فأمنوا ونشروا الخبر بين المؤمنين في أورشليم وخارجها ” ويقال أن السيد المسيح دفن جسد أمنا العذراء مريم تحت شجرة الحياة في الفردوس أنتظاراً ليوم القيامة العامة”
أذاً 16 مسري هو عيد إعلان إصعاد جسد أمنا العذراء مريم للسماء وليس اليوم الذي الذي رأها فيه توما لأنه رأي ذللك في اليوم الثالث من نياحتها وهو 24 طوبة
الفصل الثالث
صعود العذراء في فكر الطوائف المسيحية
هل صعدت أمنا العذراء مريم كالسيد المسيح بالجسد والروح كما توضح هذه الأيقونة ؟؟؟؟
فيما يلي نورد معتقد كل طائفة في هذه العقيدة
أولاً : فكر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تؤمن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية أن أمنا العذراء مريم قد رفعت الملائكة جسدها إلي السماء بدون روح ( ميت ) فلم يكن صعود جسدها مثل صعود إيليا النبي في مركبة نارية (2 مل 11:2 ) أو مثل أخنوخ البار ( تك24:5 ) فهما لم يموتا مثل باقي البشر ، لكن السيدة العذراء ماتت ودفنها التلاميذ في قبر بالجسثمانية وبعد ثلاثة أيام رفعت الملائكة الجسد فقط إلي السماء ،ونحن لا نجد غرابة في ذلك إذا لا يمكن منطقياً أن يسمح السيد المسيح بأن يتعرض جسد والدته أم النور للعفن والنتن والفساد كبقية البشر وهو الجسد الذي تقدس بحلول القدس عليها ( لو 35:1 ).
وهذا ما يؤكده سنكسار 16 مسري والذي يوافق عيد إعلان إصعاد الجسد للسماء :
1 – إعلان إصعاد جسد القديسة الطاهرة مريم إلى السماء.
اليوم السادس عشر من شهر مسرى المبارك – في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار إعلان إصعاد جسد القديسة الطاهرة مريم إلى السماء. تنيَّحت القديسة الطاهرة مريم في 21 طوبه وكان الآباء الرسل – ماعدا توما الذي كان مشغولاً بالتبشير في الهند – مجتمعين حول جسدها يتباركون منه، ثم قام الرسل بدفن جسدها الطاهر في القبر المعد لها في الجسمانية، ولم تنقطع أصوات التسابيح الملائكية حول القبر لمدة ثلاثة أيام، كما فاحت رائحة البخور الذكية التي عطرت المكان كله.
وفي اليوم الثالث انقطعت أصوات التسابيح ورائحة البخور إذ أن الملائكة حملوا الجسد الطاهر إلى السماء دون أن يشعر الرسل بذلك. وكان الرسول توما قبل ذهابه إلى الهند قد بشر في بلاد العرب وبلاد ما بين النهرين وفارس. وبعد أن ذهب إلى الهند وأسس كنيستها أراد أن يرجع ويفتقد الكنائس التي أسسها قبلاً، وأثناء رجوعه رأى أعلى أحد الجبال مجموعة من الملائكة يطلبوا منه بصوت مسموع قائلين: ” أسرع وقَبِّل جسد والدة الإله “، فأسرع وقبله وتبارك منه وسقط الزنار الذي كان على الجسد المقدس فأسرع والتقطه ممجداً الله على هذه البركة، ثم أكمل جولته التفقدية في الكنائس، ثم رجع إلى أورشليم وطلب أن يرى القبر الذي دُفنت فيه العذراء مريم فأروه له، ولكي يُظهر عظم معجزة إصعاد الجسد الطاهر تظاهر بأنه لا يصدق أنها ماتت مثل سائر البشر وطلب أن يرى الجسد الطاهر بعينيه، فلما رفعوا الحجر لم يجدوا الجسد في القبر، فخافوا جداً واندهشوا، وأخذ توما الرسول يشرح لهم ما رآه وكيف أن الملائكة قد حملت الجسد الطاهر إلى السماء وكيف تبارك هو منه بأمر الملائكة وأراهم الزنار. عندئذ قرر الرسل الذين في أورشليم صوماً لكي يُظهر لهم الرب يسوع أمر الجسد وأين هو، واستمر الصوم أسبوعين. وفى اليوم السادس عشر من شهر مسرى ظهر لهم الرب يسوع ومعه العذراء مريم وأعلمهم أن جسد البتول الطاهرة في السماء لأن الجسد الذي حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ منه ناسوته لا يجب أن يبقى في تراب الأرض ويتحلل مثل باقي الأجساد بل يجب أن يكون محفوظاً في السماء. فكان هذا الإعلان سبب تعزية عظيمة لكل الكنيسة في أورشليم. ومجدوا الله الذي حفظ جسد والدته البتول وأحاطه بهذه الكرامة العظيمة، ولا عجب في ذلك فإذا كان موسى النبي بعد أن مكث على الجبل في حضرة الله أربعين يوماً واستلم منه لوحي العهد صار جلد وجهه يلمع (خر 34: 29 ، 30) ونال كرامة عظيمة فكم بالحري جسد العذراء الذي حمل الله الكلمة تسعة أشهر كاملة، في ذلك يقول معلمنا بولس الرسول: ” إن كانت خدمة الموت المنقوشة بأحرف في حجارة قد حصلت في مجد حتى لم يقدر بنو إسرائيل أن ينظروا إلى وجه موسى لسبب مجد وجهه الزائل فكيف لا تكون بالأولى خدمة الروح في مجد. لأنه إن كانت خدمة الدينونة مجداً فبالأولى كثيراً تزيد خدمة البر في مجد ” (2كو 3: 7 – 9).
وبسبب هذا المجد الذي ناله موسى دفنه الله بنفسه في جبل نبو وكلف الملاك ميخائيل بحراسة الجسد حتى لا يعثر عليه بنو إسرائيل ويعبدوه. فإذا كان الله قد اهتم بجسد موسى كل هذا الاهتمام فكم بالحري يكون اهتمامه بجسد أمه العذراء بعد نياحتها فيحضر بنفسه لاستقبال روحها ويكلف ملائكته بحمل جسدها الطاهر إلى السماء. شفاعة القديسة الطاهرة مريم فلتكن معنا. آمين.
ثانياً : فكر الكنيسة الكاثولكية
في اليوم الأول من شهر أيار عام 1946 م سأل البابا بيوس الثاني عشر أساقفة الكنيسة الكاثولكية :
هل يؤمن المسيحين بإنتقال العذراء مريم بالنفس والجسد معاً ؟؟؟؟
فكان شبه إجماع وفي أول شهر تشرين الأول عام 1950 م أعلن البابا عقيدة إنتقال مريم بالنفس والجسد أي مثل السيد المسيح صعد بإرادته حياً ( كما تصورأيقونتهم مثل هذه ) .
ثالثاً : فكر الكنيسة البروتستانية
1- مارتن لوثر :
لم يعطي ” مارتن لوثر ” حكماً واضحاً في عقيدة إنتقال مريم بل أكتفي بقوله ” لا نستطيع من هذا الإنجيل ان نستنج طريقة وجود العذراء في السماء وعلي كل حال ،ليس من الضروري أن نعرف مصير القديسين في السماء بل يكفي أن نعرف أنهم يحيون في المسيح “.
2- بولينجر :
– كتب في عام 1565م ” لا يستطيع أحداً أن يجزم في موت العذراء وإنتقالها ،وإن أردت البحث في بعض الأحداث التي لم يتكلم عنها الكتاب المقدس وأردنا إيضاحها ففي ذلك خطر !! فلنكتفي بالإيمان أن مريم العذراء هي فاعلة في السماء مشتركة في السعادة كلها ”
إلا أنه عاد ليكتب في نفس الموضوع عام 1568 م وقال :
” إن إيليا قد إنتقل بالجسد ونفسه علي مركبة من نار ولم يدفن جسده في أية كنيسة بل صعد للسماء لنعرف من جهة أي خلود وأي مكافاة يعد الله لأنبيائه الأمناء وخلائقه البارزين ومن جهة أخري لينزع من الناس إمكان تكريم هذا الجسد ، لهذا السبب حسب إعتقادنا رفع الملائكة إلي السماء الجسد المقدس وهيكل الروح القدس والدة الإله “.
إذاً جسد السيدة العذراء قد رفعه الملائكة للسماء
بلا روح وليس كما تصور بعض الأيقونات العذراء
مريم حية وتحملها الملائكة
الفصل الرابع
قبر السيدة العذراء مريم
– موقعه :
يقع قبر السيدة العذراء داخل كنيسة الجسمانية وهي كنيسة ” قبر العذراء ” وهي في منحدر جبل الزيتون مقابل جبل جثسيماني .
– كنيسة ” قبر العذراء ” علي مر التاريخ :
يعود تاريخ الكنيسة ومن المتوارث أنها شيدت فوق قبر العذراء مريم والذي يمكن رؤية بقاياه حتي هذا اليوم.
وأول كنيسة شيدت في هذا المكان ، كانت في القرن الرابع أو الخامس.
الميلادي وكانت علي الطراز البيزنطي ، وقد هدمها الفرس عام 614م ثم شيد الصليبين علي إطلالها كنيسة أخري في القرن الحادي عشر ، وهذه الكنيسة أيضاً تعرضت للهدم فبني فوقها الأباء الفرنسيسكان الكنيسة الحالية ، وأهتموا بها قرابة ثلاثة قرون ( 300 سنة ) غير أن الأتراك قد طردوهم منها عام 1757م وسلموها ليد طائفة الروم الأرثوذكس ، وبعد هذا بقليل أنتزعت طائفة الأرمن الأرثوذكس جزءاً منها فصارت مشتركة بينهم .
وتوجد لكل من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية حقوق.
للصلاة في هذه الكنيسة في أوقات ثابتة ضمن إتفاقية الوضع الراهن .
– وصف الكنيسة :
نظراً لإرتفاع الطريق المجاور لها تهبط بسلم مزدوج إلي ساحة صغيرة أمام الكنيسة ثم تجتاز باب فتجد نفسك أمام سلم مكون من 48 درجة يؤدي إلي قاع الكنيسة حيث قبر العذراء مريم .
وقبل أن تصل للكنيسة يوجد علي يمين الداخل مذبحاً علي إسم “يواقيم وحنة ” والد ووالدة العذراء ،وعلي اليسار نجد مذبحاً علي إسم القديس ” يوسف النجار ” خطيب العذراء مريم ،ثم تستمر في الهبوط إلي الأسفل حوالي 12 متراً حيث نصل للقاع أمام قبر السيدة العذراء مريم .
– قبر العذراء مريم :
للقبر بابان منخفضان بإرتفاع 1،20 إحداهما في الضلع الشمالي والآخر في الضلع الغربي وإذا دخلت تجد معبداً مستطيلاً وينقسم طولاً إلي قسمين أحداهما المضجع ” مكان دفن الجسد ” وهو بإرتفاع 80 سم ومغلف بالرخام الأبيض وفوقه قناديل فضية كثيرة تضاء ليل ونهار ومن هذه القبر رفع الملائكة الجسد الطاهر للسماء في اليوم الثالث من النياحة 24 طوبة .
والقسم الثاني يتسع لعدد من الزوار ويوجد به مئات القناديل وأيضاً أيقونات أثرية تمثل حياة المخلص مع أمه ، ثم نجد عن يمين القبر مذبح للأرمن وعن يساره مذبح للسريان ،وشرقي القبر نجد هيكل كبير للروم الأرثوذكس مزين بالأيقونات الروسية الفاخرة ،ثم نجد مذبح الكنيسة القبطية غرب القبر وبجواره البئر التي تستقي منه الكنيسة .
وللأقباط الآن حق إقامة القداسات في هيكلها المخصص في يومي الأربعاء والجمعة طوال السنة ماعدا فترة صوم العذراء مريم .
بعض الصور للكنيسة ولقبر العذراء
الفصل الخامس
رحلة زنار العذراء مريم
– أين زنار السيدة العذراء مريم الآن ؟؟
تعود قصة الزنار إلي وجوده مع رفات القديس توما الرسول كدليل علي رؤيته إصعاد جسد العذراء للسماء حتي تم نقل جسد توما الرسول والزنار لمدينة الرها في 394/ 8 / 23م ،وهي مدينة سورية موجودة اليوم تحت السلطة التركية بإسم ” أورفة ” ثم تم نقل الزنار منفرداً إلي كنيسة السيدة العذراء بمدينة ” حمص ” السورية عن طريق أحد الأباء والذي يدعي ” داود الطور عبديني ” ،وتم إكتشاف الزنار في 1953 / 7 / 10م وكان ذلك علي يد مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في كاتدرائية ” أم الزنار ” والتي كانت مقراً للبطريركية حتي 1957م .
– كنيسة أم الزنار :
شيدت هذه الكنيسة في منطقة بستان الديوان عام 59م وسميت بهذا الإسم ” أم الزنار ” لوجود الزنار بها ويذهب لزيارتها الكثير من المسيحين من جميع الطرائف كل عام ، كما تعتبر مقراً لطائفة السريان الأرثوذكس في حمص، ويضم مبني الكنيسة مبنيين للأيتام وساحة للعب بالإضافة للكنيسة والمزار.
– تنقلات الزنار :
ظل مع توما حتي عودته للهند مرة ثانية ،وصحبه في الأماكن التي كرز وبشر فيها فظل معه حتي إستشهاده وبقي الزنار مع رفات الشهيد ما يقرب من 400 سنة .
– تجديد الكنيسة :
خاف الحمصيون علي الزنار بسبب الأوضاع الأمنية فدفنوه تحت المذبح في وعاء معدني وظل حتي عام 1852م حيث أراد السريان في تجديد الكنيسة في عهد المطران ” يوليوس بطرس ” وحينما هدموا الكنيسة وجدوا الزنار فتباركوا منه ثم أعادوه لمكانه بنفس الحالة التي وجدوه عليها ووضعوا فوقه حجر كبير ونقشوا عليه بالخط الكرشوني تاريخ تجديد البيعة عام 1852م ونقشوا أسماء المتبرعين لتجديد الكنيسة وذكروا أن الكنيسة ترجع لعام 59م ونتيجة لعوامل الأضطهاد لجئوا لإخفاء الزنار ونسي الجميع أمره حولي 100 سنة تقريباً .
وفي أواسط عام 1953م كان البطريرك مار أغناطيوس يتصفح مع بعض المسؤالين عن الكنيسة بعضاً من الوثائق التي قدمت للكنيسة كهدية وجمع كل هذه المرحوم القس يوسف عسكر والذي تنيح عام 1916م ، فرجدوا مجلداً يحوي 46 رسالة مكتوبة بالخط الكرشوني والخط العربي والتي تعود إلي 100 عام تقريباً وطولها 28 سم وعرضها 20سم .
وقد كتبها وجهاء سوريا إلي وجهاء مدينة ” ماردين ” التركية عام 1852م ويشرحون فيها الأوضاع وأنهم هدموا الكنيسة بهدف تجديدها فوجدوا الزنار في وعاء وسط مائدة التقديس ” المذبح ” .
وبناءاً علي هذه المعلومات أستدعي سيادة الحبر الكسندروس وقاموا بفتح الوعاء الموجود تحت المذبح والذي تكسر لقدمه فوجدوا الزنار ملفوف وعليه علامات القدم وكان ذلك في عام 1953م .
– وصف الزنار :
طول الزنار / 74سم وعرضه / 5سم. وسمكه / 3 ملم تقريباً ولونه بيچ فاتح من الحرير وتم تطريز الزنار بخيوط من الذهب علي سطحه الخارجي .
وفي ذكري إنتقال السيدة العذراء مريم تم عرضه علي الشعب للتبرك منه وتم التقاط أول صورة له بجودة عالية ” أنظر صور الزنار ”
– هل تحتفظ كنيسة أخري بجزء من الزنار؟؟؟
كما ذكرنا أن الزنار حالياً في كاتدرائية أم الزنار في مدينة حمص بسوريا ويوجد جزء منه في مصر وقد وصل إلينا هذا الجزء علي يد أبونا القس جورجي ثابت وهو محفوظ الآن في مزار السمائيين بكنيسة الشهيد مارجرجس ببني أحمد الغربية بالمنيا .
بركة شفاعات وطلبات أمنا العذراء مريم
تكون لنا عونا كل حين آمين
المراجع
1-الكتاب المقدس – السنكسار ج 2
2- المطهر – البابا شنوده الثالث.
3- سلسة تبسيط الإيمان – الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ
4- تعظيم وتطويب أم النور في جميع الأديان – الأرشيدياكون ميخائيل مكسي إسكندر .
5- نسب أم النور وسني حياتها الطاهرة – الأغنسطس / حنا جاب الله أبو سيف
6- القديسة حنة ” والدة العذراء ” – الأكليركي / طلعت أيوب أرمانيوس
7- القبور الفارغة – الأكليركي / طلعت أيوب أرمانيوس