رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمانة يوسف وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا.. مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ ( تكوين 39: 23 ) تبقى المركب مستقرة فى أسوأ العواصف لو كانت مِرساتها قوية. وقوة المِرساة لا يمكن أن تُعرَف إلا فى العاصفة! وهكذا فإن أمانة يوسف لمعَت بالأكثر وسط التحديات التي قابلته. تأمل كيف صَمَد صلبًا ثابتًا، ومتكلاً على الله في كل ظروفه، بدءًا من حياته الأُسرية. ولم تتغير صفات يوسف فى مصر فوثق به فوطيفار بعد وقت حتى إنه وكَّله على كل بيته (39: 6). ثم كان السجان هو ثاني مَن لاحظ هذه الأمانة، فدفع إلى يد يوسف جميع الأسرى، واعتمد عليه كُليةً، حتى إنه لم يكن يشغل نفسه البتة لينظر شيئًا مما فى يده (39: 23). وأخيرًا عندما قابل فرعون، لم يحتاج سوى زيارة سريعة، ليقتنع فرعون بأمانته وبصيرته، فكانت النتيجة أن جعله ثانيًا على كل أرض مصر من بعده (41: 37- 40). كم هو أمر صالح أن نبقى ثابتين ومُخلِصين فى الوقت الذى نواجه فيه تحديات مزعجة، لأن مِرساة رجاءنا ثابتة جدًا، لأنها تصل من قلوبنا إلى السماء عينها حيث الرب يسوع جالس لأجلنا ( عب 6: 19 - 20). لم تكن شهادة يوسف لامعة فى أحلك الظروف فحَسب، بل أيضًا كانت مُناقضة لتلك التي لإخوته المتمركزين حول ذواتهم. فنحن نقرأ فى تكوين37: 2 عن «نميمتهم الرديئة»، لكننا نقرأ أيضًا عن بعض الصفات الذميمة التي لإخوته الأربعة الأكبر، الذين كان يجب أن يكونوا أفضل أمثلة يُقتاد بها. فيروي لنا سفر التكوين 34 عن خداع كل من شمعون ولاوي وقسوتهما، عندما فكرا في أن يثأرا لشرف أختهما ( تك 49: 5 - 7). أما عن رأوبين الابن الأكبر، فقد سجل له الوحي فِعلته اللا أخلاقية في تكوين35: 22. وكذلك حياة أسرة يهوذا الدنسة المُبتذلة المذكورة فى تكوين 38. كان من الممكن أن يؤثر فشل إخوة يوسف فيه ليفشل مثلهم، وبلا شك أن الفرصة أتته ليُكرّر أخطاءهم مع امرأة فوطيفار، إلا أن نُبل أخلاقه وثباته لمع أكثر عندما وُضع فى المقابلة مع الخلفية القاتمة التي لعائلته. إن أمانة يوسف تشجعنا أن نستمر فى الثبات، وأن نحترص من الزَلل، حتى ولو وُجد بين إخوتنا وأخواتنا فى المسيح مَن يَبدون ساقطين. |
|