رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يهوذا وبرهان التوبة ثم تقدم إليه يهوذا وقال:... فالآن ليمكث عبدك عوضًا عن الغلام، عبدًا لسيدي، ويصعد الغلام مع إخوته ( تك 44: 18 - 33) يقف بنيامين الآن في المكان الذي كان فيه يوسف سابقًا: الابن الأصغر والمحبوب الأول من أبيه، على وشك أن يؤخذ عبدًا، كما أُخذ يوسف سابقًا. والإخوة العشرة الآن في حرية كاملة، مرة أخرى، لأن يرجعوا إلى أبيهم في سلام. ماذا يا ترى سيكون موقفهم في هذا الظرف؟ هل سيتركون أخاهم للعبودية وهم يعلمون أنه بريء؟ لقد كان هذا موقفهم من يوسف في الماضي، فهل سيتخذون نفس الموقف مع بنيامين؟ هل سيعودون إلى أبيهم ليزيدوا من حزنه بقصة مختلفة أخرى عن غياب بنيامين كما حدث في الماضي بالنسبة ليوسف؟ كلا! لقد عملت النعمة في قلوب هؤلاء الرجال، وأثمرت توبة حقيقية، فاعترفوا بالحق كاملاً تحت ضغط أسئلة يوسف الفاحصة ( تك 44: 18 - 34). لم يحاولوا أن يبرروا أنفسهم بالنسبة للحاضر، ولا بالنسبة للماضي. لقد كشف الله إثمهم وهم يُظهرون الخضوع الكامل ليوسف «ماذا نقول لسيدي؟ ماذا نتكلم؟ وبماذا نتبرر؟ الله قد وجد إثم عبيدك. ها نحن عبيدٌ لسيدي!» (ع16). هذا جميل، ولكنها كلمات فقط، وقد تكون مجرد اعتراف فارغ، ولا بد أن يُبرهنوا على صدق هذه الكلمات بالأفعال، ولذلك يتقدم يهوذا بالنيابة عن إخوته ليبرهن على صدق أقوالهم قائلاً: «فالآن ليمكث عبدك عوضًا عن الغلام، عبدًا لسيدي، ويصعد الغلام مع إخوته» (ع33). كان عبق المحبة، الذي نستطيع أن نتنسمه من طلب يهوذا المؤثر هذا، يبرهن لنا عن عمق التوبة التي دخلت إلى قلوبهم فعلاً. لقد تغيَّر قلب الحجر، وحلَّ محله قلب لحم، وكابن أمين أيضًا يتكلم عن يعقوب أبيه، فيقول عنه إنه أب شيخ وأنه يحب بنيامين (ع20)، وأن نفسه مرتبطة بالغلام (بنيامين)، وأيضًا كيف أنظر الشر الذي يصيب أبي؟ (ع34). وكأخ حقيقي وأمين فإنه يدافع عن بنيامين ويقول إنه «غلام»، وإنه «صغير»، وإنه «أخوهم الأصغر». إن طلبتهم هذه التي قدموها إلى يوسف، تُرينا التوبة الحقيقية التي وصلت إلى قلوبهم، وتُرينا أيضًا ـ إلى حدٍ ما ـ الثقة التي ابتدأت تنمو فيهم من جهة يوسف. وهذه صورة جميلة من التوبة إلى الله، والإيمان بالرب يسوع المسيح، اللذين يرتبطان دائمًا معًا، نتيجة لعمل النعمة الحقيقي في قلب الخاطئ. |
|