رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره ) 1- تمهيــــــــــــــــــد ...نرى المؤمنين عبر الأجيال والعصور يشهدون لإيمانهم ويدونون اختباراتهم مع الله، وأعظم تلك الشهادات والاختبارات نجدها في الكتاب المقدس نفسه، في كلا عهديه، القديم والجديد.. ونجد في تلك الشهادات الأمينة والصادقة، إعلان عن إيمان صادق وحقيقي، إيمان مُعاش في واقع الحياة اليومية، ونجد أن المؤمنين بالله في الكتاب المقدس، قد كشفوا لنا أن الإيمان بالله ليس موضوع بحث علمي قابل للفحص كاكتشاف نجم في أعلى السماء . بل الإيمان بالله خبرة الخاطي الضعيف الذي يثق في الله نجاته من ظلمة الفساد والشرور ، وهو أيضاً - لكل من يسير مع الله - خبرة حياتية معاشة في الزمن بكل معاناته وآلامه وضيقاته التي لا تنتهي ... ومن هذا المنطلق نرى إن الكتاب المقدس ليس كتاب علم ولا كتاب فلسفة، إنما هوَّ مجموعة شهادات (1) لعمل الله في البشر وتدوين لاختباراتهم اليومية مع الله، لذلك يجب علينا أن نبحث عن ما يقوله الكتاب المقدس عن الله لنؤمن به، ولا نبحث عن براهين عقلية وإثباتات فكرية لأن الله غير قابل للفحص أو الخضوع للعقل البشري المخلوق!! بل يجب أن ننفتح بكل أبعاد كياننا على ما اختبره المؤمنين بالله وما دوّنوه في الأسفار المقدسة. ثم نعود لأنفسنا ونرى أن هذا الاختبار يتجاوب مع اختبارانا الشخصي ومع ما في أعماقنا من تطلّعات أم نحن بعاد عن هذه الخبرة ... وما هيَّ تطلعاتنا ؟ إلا اللانهاية أي الخلود والحياة الدائمة التي ترتفع فوق محنة الموت ويصبح ليس له أي قوة، أي أن تطلعاتنا هيَّ لله، لا بل هيَّ الله، الله هوَّ النور والطريق والحياة الأبدية، هوَّ الألف والياء، هوَّ المبدأ والغاية، هوَّ قوة المحبة التي تحصرنا وتشدنا إليها بقوة تفوق الوصف أو الشرح: (ليس شيئاً من النطق يستطيع أن يحد لجة محبتك للبشر) (القداس الأغريغوري) ____________________ (1) طبعاً الكتاب المقدس ليس مجموعة شهادات فقط بل هوَّ أكثر بكثير من هذا هوّ في الأساس كلمة الله وتحمل أيضاً مجموعة شهادات لعمل الله. |
|