رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عناية الله وإظهار اسمه فأتى يعقوب إلى ... بيت إيل... وظهر الله ليعقوب أيضاً... وقال له الله أنا الله القدير ( تك 35: 6 -11) التقى الرب بيعقوب وهو هارب من بيت أبيه، وكان اللقاء في بيت إيل (تك28) وكأن الرب يريد أن يقول له إن كانت خطيتك حرمتك من بيت أبيك، فها لك بالنعمة بيت الله. وهناك سمع من فم الرب أروع مواعيد الحماية التي يمكن أن يسمعها إنسان، واستمرت هذه العناية طيلة فترة هروبه وتغربه عند لابان حوالي عشرين سنة. وفي النهاية أراد لابان أن يفعل الشر بيعقوب، أتى الله إليه بنفسه مُحذراً إياه أن يكلم يعقوب بخير أو شر (تك31). وما أروع أن يلاقي يعقوب جيشين من الملائكة عند عودته، وهو خائف من عيسو، وكأن الرب يقول له: لم يخرج أحد للقائك والترحيب بك، هاك الجيوش الملائكية للحماية والاستقبال. أحبائي ... ماذا نقول لكل هذا؟ هل هناك رعاية وعناية أفضل من هذه؟ لا أعتقد. نعم إن بيت إيل والمصفاة ومحنايم وفنيئيل، كلها أماكن عطرة الذكرى تشهد عن رعاية لا مثيل لها، بمؤمن متعوج نظير يعقوب. لكن الغريب بل كل الغرابة نجدها في تكوين32: 29، حين يشعر يعقوب بغمر العناية، فيتجاسر ويسأل الرب عن اسمه إذ يقول: أخبرني باسمك، فإذ بالرب يرفض له هذا الطلب قائلاً: لماذا تسأل عن اسمي؟ لقد كان يعقوب ـ رغم تمتعه برعاية الرب ـ في وضع لا يصلح معه إعلان الاسم. لقد كان بعيداً عن بيت إيل (بيت الله). وبعيداً عن بيت الله توجد الآلهة الغريبة ( تك 35: 2 ). لذلك فبعد تأديبات مُوجعة، يظهر له الرب في تكوين35، ويقول له "قُم اصعد إلى بيت إيل، وأقم هناك، واصنع هناك مذبحاً لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك". نعم يأمره بالعودة إلى حيث العمود، حيث مكان الشهادة للرب. وعندئذ ملأت رهبة هذا المكان (بيت إيل ـ تكوين28) قلب يعقوب، فقال لأهله: انزعوا الآلهة الغريبة، وقام هو وبيته وصعدوا إلى هناك وبنى المذبح، وعندئذ ظهر له الرب، وجدد له البركة، وأعاد تسميته ثانية بإسرائيل. لكن أعظم الكل يعلن الله له عن اسمه، حتى دون أن يسأل، قائلاً له: "أنا الله القدير" ( تك 35: 11 ). فلقد أصبحت الحالة مناسبة لإعلان الاسم إذ وُجد في المكان الصحيح ـ بيت إيل أو بيت الله. |
|