اولا : ماهو الرجاء ؟
1) الرجاء هو الامل المؤسس على الايمان بالله فى اطار محبته لجنس البشر .
هذا الامل يقود الى الثقة فى صدق مواعيد الله الصالحة وحتمية تحقيقها .
2) الرجاء هو الدليل على وجود الايمان وهو الدافع الى المحبة ، وبذلك تكتمل صورة
الفضائل المسيحية الثلاثة"الايمان والرجاء والمحبة"(1كو13:13).
3) الرجاء فعل ممتد لا يعرف حدود للزمن . فكما هو نافع لنا على الارض فهو
ضرورى لنا فى الابدية ، وقد عبر عن ذلك معلمنا بولس الرسوال اذ قال بالروح
القدس "ان كان لنا فى هذة الحياة فقط رجاء فى المسيح فاننا اشقى جميع الناس"
( 1كو 15:19 )
ثانيا :اهميه الرجاء:-
1) الرجاء امر حيوى للانسان لانة بدون رجاء يصبح الانسان بدون امل وبدون هدف
ويتحول الى شخص يائس وقلق ومضطرب،وقد تقوده هذة الامور الى الانتحار كما
فعل يهوذا الاسخريوطى.
2) الرجاء هو الذى يقود الخاطىء الى التوبه،فلولا الرجاء ما كان الابن الضال قد
رجع الى ابيه ( لو15)، وما كانت المراه الخاطئه قد جلست من وراء السيد
المسيح باكية ( لو7)، وما كان اهل نينوى قد نجوا من الهلاك، وما كان اللص
اليمين سرق الفردوس ( لو 23:42).
3) الرجاء يقود الى حياة الفرح الدائم، فالقلب الواثق ان الله لن يتركه ولن يهمله
وانه منقوش على كفة وفى حدقة عينه هذا القلب لا تدخله الكآبه ولا يسيطر
عليه الحزن حتى فى اشد حالات الضيق " فرحين فى الرجاء صابرين فى
الضيق " ( رو 12 :12 ).
4) الرجاء يقود الانسان الى الثبات فى ازمنة الضيق . فالانسان الذى يصبر باحتمال
فى الضيق لن يخيب رجاؤة فى النجاة"عالمين ان الضيق ينشىْ صبرا والصبر
تزكية والتزكية رجاء والرجاء لايخزى" (رو 5 : 3-5 ) .
5) الرجاء يمنح النفس راحة وسلام وهدوء . لان جميع امور الحياة هى بين يدى اله
قادر على كل شىْ" وليملاْلكم اله الرجاء كل سرور وسلام فى الايمان لتزدادوا
فى الرجاء بقوة الروح القدس " ( رو 15 : 13 ) .
ثالثا : ثلاثة امور لا قتناء فضيلة الرجاء :
1) التعرف على صفات الله والتاْمل فيها . فهو قادر ومحب وصادق فى مواعيده
وشديد العناية باولاده .
2) الصبر فى الضيق وانتظار عمل الرب كقول داود فى المزمور " انتظر الرب
ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب " ( مز 27 ) .
3) قراءة الكتب المقدسة والتعرف على مافيها من قصص عاش ابطالها على
الرجاء فحققوا كل امالهم ، وحفظ عدد من الايات يستعيدها الانسان فى وقت
الحاجة فيقوى رجاؤه . فقد قال معلمنا بولس الرسوال "لاْن كل ماسبق فكتب
كتب لاْجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما فى الكتب يكون لنا رجاء".
( رو 15 : 4 ) .
أيات فى الرجاء :
1) عن عناية الله "هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين
وانا لا انساك هوذا على كفى نقشتك " ( أش 49 : 15،16) .
2) للذين ضاقت بهم الحياة واغلقت جميع الابواب فى وجوههم فليسمعوا الى قول
الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا"ها انذا قد جعلت امامك بابا مفتوحا لا يستطيع احد
أن يغلقه " ( رؤ 3 : 8 ) .
3) فى حالات الخوف " الرب يحفظك من كل سوء الرب يحفظ نفسك الرب يحفظ
دخولك وخروجك " ( مز 121 ) ، " الرب نورى وخلاصى ممن اخاف الرب ناصر
حياتى ممن اجزع عند اقتراب الاشرار ليأكلوا لحمى مضايقى وأعدائى عثروا
وسقطوأ " ( مز 27 )
4) فى حالات المرض " انا الرب شافيك " ( خر 15 : 26 ) .
5) فى الحزن " سيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون
حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد " ( رؤ 21 : 4 ) .
" فلنتمسك بالرجاء وبالمسيح - فالمسيح هو رجاؤنا " ( ا تى 1 : 1 )...
إن الله يجول طالباً حججاً يستطيع أن يـــــُــخلصك بها من جهنم ، حتى إن عملت الساعة الحادية عشر يـــُعطيك أجرة عمل النهار كله ولو لم تمتلك لخلاصك ولا سبباً واحداً فإعمل ما أمكنك فإذا تحسّرت فقط ولو بدمعة واحدة لخطف هذا كله بإسراع وجعه حجة لخلاصك
القديس يوحنا ذهبى الفم
