رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس انبا صرابامون (أبو طرحة) الطوباوي العظيم القديس الكبير أنبا صرابامون اسقف المنوفية الشهير بأبي طرحه وهو من أشهر الأساقفة التي قام برسامتهم قداسه البابا بطرس (الجاولي)السابع البطريرك الـ ١٠٩، مع بداية القرن العشرين سجّل لنا توفيق اسكاروس في الجزء الأول من كتابه "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر" سيرة هذا القديس. ومَا عرف عنه من عمل معجزات كثيرة حتى إقامة موتي، وقد تحقّق الخبر من معاصري القديس أنفسهم، بل والتقي مع يواقيم بك منصور الذي أقامه الأب الأسقف من الموت، وهو في الشهر العاشر من عمره. كان يُدعي صليب، يبيع زيت بالقاهرة علي حمار، يمرّ به في حواري مصر مُنَاديًا. وفي ذات يوم توفي لإحدى النساء البطّالات ولد بفعل فاعل. وإذ خشت من المسئولية أشار عليها أقرباؤها أن تتّهم الرجل النصراني الذي يبيع الزيت، فتلقي بالولد تحت أرجل الحمار وتصرخ بأنه داسه وقتله. وبالفعل صنعت هذا فأمسكوا صليب وقادوه مع حماره إلي الحاكم وحوله جمع غفير، وشهد الجمع ضده بأنه قتل الولد. وحاول أن يبرّئ نفسه فلم يستطع. تطلّع صليب إلي الولد وقال له: "يا ابني قمْ وقلْ لهم من الذي قتلك". في الحال قام الميت وكشف عن الحقيقة ثم رقد. وإذ حدث هذا للحال ترك صليب حماره وما عليه، وانطلق إلي دير الأنبا أنطونيوس هربًا من الكرامة والمديح. لبث القديس في الدير حتى انتخبه قداسه البابا بطرس السابع الـ ١٠٩ الشهير بالجاولي أسقفًا للمنوفية، وقد اشتهر بثلاثة صفات أساسية: أولهما: التقشف والنسك والبساطة، فكان يقضي طول الليل قائمًا يصلي ثم ينام على الأرض، وكان أغلب أكله الدشيشة في إناء من خشب. والثانية: كان يميل إلى الإحسان الخفي. والثالثة: وهبه الله صنع الآيات والعجائب. واُختير أسقفًا علي المنوفية، كما انتدبه البابا بطرس الجاولي للعمل في البطريركية كوكيل عام، يباشر الشئون والقضايا. ولقد اعطى الله تبارك اسمه للقديس انبا صرابامون موهبه عمل المعجزات وزادت شهرته بإخراج الشياطين بقراءة المزمور ٣٤ ورش المياه على وجوه المرضى بكل بلدة يحل فيها، مسلمين ومسحيين ، وقد شاهده كثيرا القمص سيداروس روفائيل عم القمص سيداروس اسحق مؤسس كنيسة المطرانية بشبين الكوم فقال: "كان يؤتي إليه بالمصابين بالأرواح النجسة، ويضعونهم أمامه وخلفه، فكان يأخذ بيده قلة ماء، ويتلو على كل واحد منهم مزمور "خاصم يارب مخاصمي". فلا يفرغ من قراءة ربعه، أو نصفه حتى يصرخ الروح النجس بحالة إزعاج شديد "في عرضك في عرضك "، فيقول بلغته الصعيدية "همله يا أبوي". ثم يصب جانبا من ماء القلة، ويرش به المصاب في وجهه ثلاث مرات، وفي كل مرة يقول إيسوس بي إخرستوس (يسوع المسيح). ففي الحال يخرج الروح النجس. وذات مرة كان بالبتانون في أيام القمص منصور فرج، وعند زيارة البلدة سأل القمص منصور فرج،- وكان الأسقف لا يميل إلى خلفة البنات - " عندكش وليدات اليوم يا أبوي منصور ؟ فأجابه " عندي بنت " فقال: بنت كبه". وقبل أن يفارق الأسقف البلدة ماتت البنت. وتكرر هذا في زيارة ثانية. ثم أعطاه الله بنتا ثالثة. وعند ذهابه إلى مصر ذهب القمص منصور لزيارته – وكان يصلى في كنيسة حارة زويلة – فسأله الأسقف " عندكش وليدات فأجابه القمص بحزن وصعوبة " ما باقولش يا اخوي " قال الأسقف " ليه يا أبوي " أجابه " أقول تقولي كبه وآنا في احتياج لظفر بنت. الله يجيب وآنت تودي. قال له الأسقف " ما عدتش أقول يا أبوي " وأوقفه أمام الهيكل وقال " يا يسوع الناصري ولدين لأبوي منصور. وأجاب الله طلبه الأسقف وخلف أربعة أولاد هم القمص منصور خليفته وفرج رئيس حسابات المديرية وتوما الذي توظف بالمديرية ومرقس. كما يذكر تاريخه عجائب وتصرفات حكيمة وقد كتبت هذه فقط علي سبيل المثال وحدث انه اعترى زهرى باشا ابنة محمد علي باشا وزوجة أحمد بك الدفتردار روح نجس ولم يستطع الأطباء معالجتها. إذ سمع محمد علي باشا عن القديس صرابامون، استدعى البابا بطرس الجولي وأخبره بالأمر، طلب البابا من الأسقف أن يتوجّه إلي القصر حيث تسكن زهرى باشا، فلبّى دعوته. إذ بدأ يصلي صارت تصرخ وأُلقيت علي الأرض صرعى فارتج القصر، وخاف الأب فصار يستغيث بقوة السيد المسيح، وكان يزرف الدموع وهو يقول "خطيتك عظيمة يا صليب، يا يسوع مجّد يمينك وانصر كنيستك". أكمل صلاته ورسم علامة الصليب على ماء وضرب به وجه الأميرة، فصرخ الشيطان بصوتٍ مزعج وخرج منها.ففرح محمد علي باشا بشفاء ابنته، وحاول أن يكافئ الأنبا صرابامون، فاعتذر أن عمله ليس أن يربح بمواهب الرب. إذ أصرّ محمد علي باشا أخذ جزء يسير قام بتوزيعه علي العسكر أثناء خروجه، وطلب من محمد على باشا أن يتعطف علي الأقباط. منذ ذلك الحين صار للبابا مكانة عظيمة لدي عزيز مصر، وبالتالي لدي جميع الحكام، وأسندت وظائف كثيرة في الحكومة لكثيرين من الأقباط على أثر هذه الحادثة. في البداية تردّد توفيق إسكاروس في الكتابة عن المعجزات التي صنعها الله علي يدي هذا الأسقف، خاصة إقامة الموتى. لكنه إذ التقى بيواقيم بك منصور البرهان الحيّ عن عمل الله معه روي ما حدث معه. إذ كان يواقيم في الشهر العاشر من عمره مرض مرضًا خطيرًا ومات، وسلّمت والدته أمرها لله في وحيدها وكفنته، كان ذلك في مساء يوم جمعة. وكان من عادة الأنبا صرابامون أن يزور منزل خاله شاروبيم كل يوم سبت، ويجلس في الحوش لشرب القهوة والسؤال عن أفراد العائلة. ولما حضر وسمعت والدة يواقيم أسرعت بالنزول باكية، ووضعت طفلها الميّت بأكفانه في حجره، وقالت له: "هذا وحيدي قد مات". صلي عليه وفكّ الأكفان بيديه ونفخ في وجهه وقال لها: "لا تخافي ابنك بخير بإذن الله، وسيباركه الرب ويفتح البيت"، وللحال ردّت الروح في الطفل ورفع يديه وبكي ثم رضع اللبن، وعاش حتى أخذ المعاش في مايو 1909 م.، وهو يسبح الله ويشكره. كان يقول: "أبي هو أنبا صرابامون لأني لولاه لمتّ وكنت اليوم نسيًا منسيًا". وايضا رأي حنس النجار شخصًا غريب الزيّ يكاد لا يظهر من وجهه غير عينيه، فظنّه لصًا وتتبعه، وإذا به دخل عطفة (حارة) فأُخرى وعلي رأسه قفّة، وكان يقف بجوار الباب ويقرع، ثم يسلّم من يفتح له الباب ما لديه دون أن ينطق بكلمة. إذ لاحظ الأسقف ذلك قال لحنس: "عليك بركة أُحذرك تاني مرة من اللحاق بي أو أن تذكر ذلك لأي أحد". هكذا كان يحمل الدقيق والخبز ويقوم بتوزيعه بنفسه بالليل علي العائلات المستترة التي لا تستطيع أن تمد يدها للسؤال، وإذ كان يمشي مغطيًا رأسه بشال حتى يخفي شخصيته اشتهر بلقب "أبي طرحة". كان الأنبا صرابامون يكره الطلاق ولم يطلق في مدة رئاسته أحدًا، ولما كان يستعصي عليه إرضاء الزوج أو الزوجة إذا تحقق أن أحدهما مظلوم يقول له: "إن شاء الله أزوجك في العام المقبل" فلا يأتي الميعاد إلا ويتوفى الظالم ويتزوج بطبيعة الحال المظلوم. وايضا حدث إذ تنيح الأنبا مكاريوس أسقف أسيوط انطلق الأسقف نحو باب حجرة البابا بطرس ليخبره بما رآه، فما كان من البابا قبل أن ينطق الأسقف أن قال له: "هل رأيت نفسه؟ الله يرحمه". وقد سجل لنا التاريخ الكثير و الكثير من المعجزات التى صنعها سيدى يسوع المسيح على يد ابينا القديس انبا صرابامون ابوطرحه و قد كان القديس انبا صرابامون مدقق جدا فى حياته حتى فى ماكله حيث حدث انه دخل منزل المرحوم ميخائيل والد جرجس في أحد أيام الخماسين، واشتمّ رائحة ملوخية وفراخ فاشتهت نفسه هذا الطعام. فأرسلوا إليه بمقره بدار البطريركية ما طلب. وإذ حان وقت الطعام قدّمها له التلميذ. فقال لنفسه: "هذا هو طلبك" ثم أمر برفعها وتكرّر ذلك ثلاثة أيام حتى أنتنت ثم أكل منها. قيل أن هذا الأمر حدث أيضًا مع البابا بطرس الجاولي. واما أراد أحد أفراد الشعب أن يعرف كيف يقضي الأسقف ليلته، فقد كان يصلي إلي ساعة متأخرة بالليل ثم يحضر "مركوبه" أي حذاءه ويضعه تحت رأسه وينام علي الأرض. وقف الرجل متخفيًا في الظلام ليرى كيف يعيش الأسقف، وإذ عرف الأسقف بالروح ناداه وقال له: "اذهب يا فلان، الله يباركك"، فذهب إلي بيته مريضًا، وفي الصباح عاد إلي الأسقف يعتذر له ويطلب السماح، فوبخه علي عمله هذا وصلي عليه فبريء. وقد طالت أيام القديس حتى أدرك قداسه البابا كيرلس الرابع الـ١١٠ ، والأنبا صرابامون هو الذي رسم الراهب يوحنا الناسخ (البابا كيرلس الخامس) سنة 1845 م. قسًا بأمر البطريرك. وقد تنيح الأنبا صرابامون ودفن مع البابا بطرس السابع الـ١٠٩ والبابا مرقس الثامن الـ ١٠٨ في الجهة الشرقية القبلية من الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك. بركه صلاته تكون معنا كلنا امين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم| القديس صرابامون أبو طرحة |
تصميم| القديس صرابامون أبو طرحة |
صورة انبا صرابامون (أبو طرحة) |
القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة |
في أى عصر عاش القديس صرابامون أبو طرحة؟ |