رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لوط والحصاد المُرّ «فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ، وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا» ( تكوين 13: 11 ) إن أردنا أن نعطي تلخيصًا لحياة لوط، فيمكننا أن نلخصها في نقاط ثلاث: أولاً: اختيار خاطئ: «فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ الرَّبِّ كَأَرْضِ مِصْرَ ... فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ، وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا» ( تك 13: 10 ، 11). ويا لبؤس الاختيار! أ تنعزل عن عمك يا لوط، وهو صاحب الدعوة، وهو الكبير وبمثابة والدك؟! أتختار بهذه الرعونة أرض سدوم المليئة بالشر والفساد والإنحطاط الأدبي والأخلاقي؟ لقداختار أغبى اختيار. ثانيًا: حصاد مر: كم كان الحصاد مرًا عندما سمح الله في معاملاته أن يُسبَى لوط وبيته وأملاكه، مع من سباهم كدرلعومر الملك القاسي. علي ما يبدو أن مدة سبيهم لم تكن كبيرة، لأن إبراهيم أسرع بغلمان بيته، وصنع نصرةً وأنقذ لوطًا ابن اخيه. لكنها كانت فترة مذلة وقاسية على لوط وزوجته وبناته. هل تتوقع عزيزي القاريء أن اختياراتنا الخاطئة بإمكانها أن تستجلب لنا غير ذلك؛ غير الحصاد المر؟ ثالثًا: الحصاد الأّمر: كم هو مؤسف للغاية أن لوطًا بعدما أنقذه إبراهيم من سبيه، عاد مرة أخرى هو وأسرته وممتلكاته إلى سدوم! وكان حري به أن يعتذر لعمه عما بدر منه ويظل طيلة حياته ملاصقًا له. عاد إلى سدوم وكأن شيئًا لم يكن! لم يُنتج فيه السبي توبةً وندمًا! بل تمادي في تهوره وطيشه، فكان لا بد أن يُقاسي هذه المرة حصادًا أّمر؛ فخسر امرأته، وبناته المتزوجات وأزواجهن، وخسر جميع ممتلكاته، وخسر كرامته، وخسر أجرته. ويا لفداحة الخسارة! أخي العزيز ليتنا نُحسن اختياراتنا، أو بالأحري ندع الرب يختار لنا. ليتنا نستفيد ونتعظ إن حصدنا يومًا من جراء ما أخطأناه حصادًا مرًا، فنُجنب أنفسنا الحصاد الأمر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
منتظرك وأصبر ع المُرّ يمر مهما إن كان |
المُرّ هو نوع من الأطياب في الكتاب المقدس |
قانون (الزرع والحصاد) |
الزرع والحصاد ليس فقط في الشر |
كأس المُرّ داير |