رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جوهر السجود «أَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا» ( تكوين 22: 5 ) إن السجود الحقيقي لا يعني مجرد تقديم بعض كلمات جميلة، أو عبارات منمَّقة، أو ترنيمات شجية، أو ممارسة طقوس معينة، لكن السجود الحقيقي هو أسلوب معيشة، وتوجُّه حياة، ويتضمن كل شيء له مساس بحياتنا الشخصية والبيتية، ويتناول كل تفاصيل الحياة العملية واليومية. كما أن السجود الحقيقي لا يتضمن العبادة العقلية فقط، بل أيضًا تقديم الثمين والغالي للرب، فالعطاء والبذل مرتبطان بالسجود ( عب 13: 16 ). وفي مشهد تكوين 18 سجد إبراهيم للرب، وماذا بعد؟ هل اكتفى بهذا؟ لقد عبَّر عما في قلبه من تعبد وولاء بأن أسرع لاستحضار وتقديم ما يُشبع ويُنعش الرب، وأسرع وأشرك معه سارة وغلامه في خدمة إشباع وإنعاش الرب ( تك 18: 6 -8). فأصبح بيت إبراهيم كله مشغولاً بإكرام الرب والتعبد والسجود له، وكأن لسان حال إبراهيم «أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ» ( يش 24: 15 ). وفي مشهد تكوين22 يلزمنا أن نرقب إبراهيم صاعدًا إلى جبل الْمُرِيَّا لكي نتعلم ماذا كان فكره من جهة السجود، وهل كان إبراهيم صاعدًا ليأخذ شيئًا أم ليعطي؟ هل كان صاعدًا ليشاهد ويتكلَّم، أم كان صاعدًا ليقدم ويضحي؟ لقد كان صاعدًا لكي يقدم أغلى وأفضل ما عنده لله «بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ» ( عب 11: 17 ). كان صاعدًا لكي يسكب قلبه وأغلى ما يُحبه القلب أمام الرب، وهذا هو جوهر السجود. وهل كان ممكنًا لإبراهيم أن يُقدِّم لله أغلى مما قدم؟ لقد كان إبراهيم غنيًا جدًا ( تك 13: 2 ؛ 24: 35)، ولكن ما قيمة بقره وغنمه وفضته وذهَبه، بدون إسحاق، ابنه وحيده، الذي يحبه؟ إذًا، عندما وضع إبراهيم ابنه إسحاق على المذبح ليُقدِّمه مُحرقة، إنما كان يُقدِّم لله كل شيء، وهذا هو معنى السجود. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا رب أنت وحدك تستحق السجود فساعدنا على السجود لك |
جوهر الابن هو جوهر الآب، وانه مساوٍ له في القدرة والمجد |
جوهر الابن هو جوهر الآب |
جوهر ذاتك |
جوهر الصوم |