منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 04 - 2021, 12:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

ضعف أبرام وأمانة الله



أبرام في مصر


وحدث جوعٌ في الأرض،
فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرَّب هناك

( تك 12: 10 )


مهما كان إيمان أبرام، فإنه كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وليس أحد يسلك طريق الإيمان إلا ويُمتحن إيمانه، والامتحان يكشف لنا من الناحية الواحدة ضعفنا، ومن الناحية الأخرى يكشف لنا نعمة الله وأمانته نحونا.

وفي تاريخ أبرام جاء الامتحان الأول في صورة جوع، فكان جوع شديد في الأرض. لكن إن كان الرب قد سمح بالجوع، فإنه يستطيع أن يسدد حاجته مهما كان الجوع. أما أبرام تحت تأثير الحاجة الشديدة، فإنه سمح للظروف أن تأتي بينه وبين الرب، وبدلاً من أن يدعو باسم الرب، انقاد لِما أملاه عليه عقله وتوقف عن السير بالإيمان «وانحدر إلى مصر»، وعوضًا عن أن يتكل على الله ليعوله، انحدر إلى العالم طالبًا العون منه.

ولما اتخذ أبرام هذه الخطوة الخاطئة، وجد ما يسد حاجته، نعم. ولكنه وجد نفسه أمام صعوبات جديدة تعرَّض لها بسبب المركز الخاطئ الذي وجد نفسه فيه، إذ خاف أن يُقتل من أجل سارة امرأته. ولم يَعُد في إمكان أبرام في هذه الحالة أن يعتمد على الله لحفظه، وتُرك لنفسه ليواجه هذه الصعوبة الجديدة، فنزل إلى مستوى العالم، وأجاز لنفسه أن يكذب قاصدًا أن يحمي نفسه على حساب زوجته.

صحيح أن أبرام حصل بتصرفه هذا على سداد حاجته، بل وصار غنيًا، لكن ما كان أغلى الثمن الذي دفعه، لأنه في مصر لم يقدر أن ينصب خيمته، كما ولم يستطع أن يُقيم مذبحًا ويدعو باسم الرب.

لكن على الرغم من كل الفشل، فإن الله أظهر أمانته له «لأن دعوة الله وهباته هي بلا ندامة»، فالله لا يتخلى عن شعبه لفشلهم، بل يعمل لأجلهم وإن كان في سياسته القضائية يدَعهم يؤدبون لجهلهم. وهذا ما فعله الرب مع عبده أبرام، إذ لما اكتُشف الكذب، طَرد فرعون أبرام من مصر وقال له: «هوذا امرأتك! خُذها واذهب!». هذا وقد اتخذ فرعون التدبيرات التي تكفل خروج أبرام من مصر «فأوصى عليه فرعون رجالاً فشيعوه وامرأته وكل ما كان له». ما أردأ أن يطردنا العالم بسبب تصرفاتنا السيئة، لكنه فضل عظيم وشرف كبير عندما يطردنا العالم لأجل أمانتنا في الشهادة لإلهنا.

وهكذا ـ في صلاح الله ـ خرج عبده من المركز الخاطئ، ولكن لا يفوتنا أنه خرج موبِّخًا في خجل.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(تك 11: 29) واتخذ أبرام وناحور لأنفسهما امرأتين: اسم امرأة أبرام ساراي
لا تخف يا أبرام
أبرام
أبرام في مصر
أبرام


الساعة الآن 06:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024