رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع يلتقي بإمرأة مكسورة مُحطَّمة جاء يسوع إلى العالم كي يُدخلنا جميعًا في شَرِكَةٍ مع الله. ويُعطينا حياة جديدةً. لم يبدأ يسوع رسالته بذهابه أوّلًا إلى الأغنياء و لا حتّى إلى فقراء إسرائيل. مضى إلى السّامريّين، والتقى امرأة كانت قد عاشت انفعالات عاطفيّة عديدة، امرأة تنتسب إلى مجموعة معتبرة من اليهود، كهرطوقيّة. كان السّامريّون حزبًا دينيًا منشقـًّا عن اليهوديّة التقليديّة. كانوا يعبدون الله على جبل جريزيم في السَّامرة وكانوا يرفضون الاعتراف بهيكل أورشليم كالمكان المقدّس حيث يسكن الله. كانوا يعترفون بكلمة الله في الخمسة الكتب الأولى من الكتاب المقدّس، التوراة و"بونتاتوك". لكنّهم لم يكونوا يعترفون لا بالأنبياء ولا بالكتب المقدّسة الأخرى مع أنّهم هم أيضًا أبناء إبراهيم. كان لديهم كثير من الشّكّ والبغض بينهم وبين اليهود. في أحد الأيّام، أراد أحد الفرّيسيّين أن يُهين يسوع ويبيّن أنّه مارق عن الإيمان صرخ في وجهه: أنتَ سامريّ وفيك شيطان (يو 8: 48). ليس من السّهل الانتماء إلى مجموعة أقليّة محتقرة ولا سلطة بيدها. إنّ الشّعور بأنّك محتقر وبأنّك معتبر لا معنى لكَ يمكنه أن يُثير شكلًا من الغضب أو اليأس الجماعيّ. سوف نكتشف أنّ لهذه المرأة التي يلتقي بها يسوع قرب بئر، قصّة علاقات مفكّكة لقد عاشت مع خمسة رجال والرّجل الذي تعيش معه الآن ليس زوجها. فهي لا تنتمي فقط إلى أقلية محتقرة ولكنّها أيضًا مرفوضة من ذويها. إنّها امرأة كوّنت صورة سلبيّة عن نفسها، يسكنها شعور عميق من عقدة الذنب، وعدم الأهليّة، ومن اليقين أنّ لا أحد يمكنه إطلاقـًا أن يحبّها حقيقة. ألأنّها تشعر بكونها مرذولة يسخر منها ذووها، حتى تأتي تستقي الماء وحدها، عند الظهر والشمس في عزّ حرارتها؟ إنّ الغالبية من النساء تمضي إلى البئر باكرًا عند الصباح. لكن امرأة تشعر بأنّها مرذولة وخجولة تحاول، بدون شكّ أن تتحاشى سائر القرية. تأتي لتستقي الماء في وقت لا تخشى أن تلتقي بهنّ. يسوع يقول ألّا تخجلي، كان تعبًا وجالسًا قرب البئر. إنّها المرّة الوحيدة في الأناجيل حيث نسمع إنّ يسوع تَعِبَ. إنّه وحده، فالتلاميذ ذهبوا إلى المدينة المجاورة ليشتروا لهم طعامًا. إنّه تَعِبٌ من السّير الطويل تحت شمس اليهوديّة إنّه ربّما تَعِبٌ أيضًا من حياته مع هؤلاء الرّجال الذين يبدون أنّهم لا يفهمونه ويتخاصمون في ما بينهم. تدنو المرأة السّامرية لتستقي الماء ويتوجّه يسوع إليها ويطلب منها قائلًا "أعطيني لأشرب" (آية 7) إنّه عطشان ويستعطي الماء وهي متعجّبة ومزعوجةٌ. اليهوديّ لا يتكلّم أبدًا مع السّامري، يهوديّ شاب لا يتكلّم أبدًا مع امرأة وحدها! من خلال لهجته ولباسه يبدو يسوع بوضوح يهوديًا من الجليل. يتصرّف بطريقة مفاجئة خلافًا لكلّ الاصطلاحات الثقافية. إنّه يهدم الجدار الذي يفصل اليهود عن السّامريِّين إنّه عطشان إلى وِحْدَةٍ بين أبناء إبراهيم، إنّه عطشان ليجمعهم. "كيف وأنت يهوديّ تطلب منّي أن تشرب وأنا امرأة سامريّة؟" (9) أجابت بحميّةٍ فاليهود عمليًا، يشير الإنجيليّ، ليس لهم علاقة مع السامريّين. |
|