رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه، يصير فيه ينبوع ماء، ينبع إلى حياة أبدية". [14] لم يوبخها السيد المسيح لأنها ظنت يعقوب أعظم منه، وماء البئر أفضل من مائه الحي، بل في لطفٍ شديٍ بدأ يكشف لها عن الماء الحي، مقارنًا إياه بماء بئر يعقوب. أوضح أنه لا وجه للمقارنة بين ماء يروي الجسد إلى حين، وماء يسند النفس أبديًا ويرويها، فلا تعتاز إلى شيء. الماء الذي يقدمه السيد له ميزات خاصة: هو عطية إلهية "أنا أعطية"، لذا يهب فرحًا إلهيًا: "فتستقون مياهًا بفرحٍ من ينابيع الخلاص" (إش 12: 3). يهب حياة أبدية بلا احتياج، "لن يعطش إلى الأبد". "من يقبل إلي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا" (يو 6: 35). ماء داخلي في النفس "يصير فيه". لذا يناجيها واهب المياه الحية، قائلا: "أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 12). يحول الأعماق إلى ينبوع فياض على الغير. "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 38). يسمي السيد المسيح الروح نارًا، مشيرًا إلى النعمة التي تنشط وتدفئ، قادرة على محو الخطايا والتطهير منها، كما أنه في تعبيره عنه بالماء يعلن عن قدرته على التنظيف وإزالة الأوساخ، والانتعاش العظيم الذي تحدثه في العقول التي تقبل الروح. اشتهى الأنبياء هذه المياه الحية، حيث يسمعون الدعوة المقدمة للكل: "أيها العطاش جميعًا، هلموا إلى المياه" (إش 55: 1). كما قيل: "لا يجوعون ولا يعطشون، ولا يضربهم حر ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم، وإلى ينابيع المياه يوردهم" (إش 49: 10). كما قيل في سفر الرؤيا: "لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس، ولا شيء من الحر، لأن الخروف في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية" (رؤ 7: 16). يعني بهذا مياه المعمودية المخلصة، والتي بالحق قدمت مرة ولن تُعاد ثانية . القديس كبريانوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أعطى يسوع المسيح وعداً بأن من يُقبِل إليه لا يجوع ولا يعطش إلى الأبد |
فلن يعطش إلى الأبد |
فلن .... يعطش إلى الأبد !! 🙏 |
من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد (يو 4: 14) |
فلن يعطش إلى الأبد |